أدى أعضاء مجلس النواب الليبي الجديد، اليوم الإثنين، اليمين الدستورية في جلسة افتتاحية بمدينة طبرق شرقي ليبيا. وإثر ذلك رفعت الجلسة على أن تعقد أخرى في الساعة الثامنة مساء، لانتخاب رئيس للمجلس ونائبيه ومقرر المجلس، إضافة إلي مناقشة اللائحة الداخلية لعمل المجلس، بحسب أبو بكر بعيرة رئيس الجلسة باعتباره الأكبر سنًا. وعقدت الجلسة في مدينة طبرق لتعذر انعقادها في مقر البرلمان في مدينة بنغازي بسبب تردي الوضع الأمني. وافتتح مجلس النواب أولى جلساته الرسمية بحضور 170 من إجمالي 188 نائبا، بحسب ما أعلن بداية الجلسة، إضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية والاتحادين الأفريقي والأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي والهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي إضافة لوزراء ليبيين. وقال البرلمان في أولى جلساته، على لسان أبو بكر بعيرة، إنه يسعى إلى التعاون مع دول الجوار الليبي بعيدًا عن الخلافات، داعيًا إلى "الحوار الجامع" مع من يحملون السلاح في ليبيا. وتابع بعيرة: "ليبيا جار بار بجيرانه رغم ما يمر به من مصاعب ونمد أيدينا للتعاون مع دول الجوار من أجل إقليم يعم بالسلام.. ليبيا ليست فاشلة كما يصفها البعض الآن، وفي القريب العاجل ستكون دولة نموذجية بما تمكله من إمكانيات واعدة". وبالنسبة للوضع الميداني في ليبيا والاشتباكات، قال بعيرة: "ندعو للحوار الجامع مع من يحملون السلاح بليبيا". وفي كلمته نيابة عن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، دعا صلاح المرغني، وزير العدل، البرلمان إلى اتخاذ خطوات سريعة لوقف الاقتتال (بين الكتائب) وتحقيق العدالة والحقوق التي خرجت من أجلها ثورة 17 فبراير 2011 (التي أطاحت بالرئيس السابق معمر القذافي)، والتي راح ضحيتها الآلاف من الشعب الليبي على مدار السنوات الماضية. ودعا المرغني البرلمان إلى اعتماد خطة عاجلة مكونة من 4 محاور، تبدأ باتخاذ موقف وطني واحد من خلال حكومة وحدة وطنية يمكنها إعادة التوازن للمشهد الليبي والتداول السلمي للسلطة. وتتضمن الخطة أيضا، وضع ما يلزم من قوانين وتشريعات عاجلة لحفظ الأمن ووقف الإرهاب، وخلق بيئة من التطور الديمقراطي والسلم الاجتماعي في كافة أنحاء البلاد، ومن ثم الدفع بالمصالحة والحوار الوطني. وسجلت جلسة اليوم غياب نواب محسوبين على التيار الإسلامي، الذي قاطع الجلسة باعتباره أكبر المناهضين لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والتي تعتبر مدينة طبرق من أشد المؤيدين له، بحسب نواب في حزبي العدالة والبناء (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، والوفاء للشهداء (تكتل إسلامي). بينما حضر بقوه التيار الفيدرالي الليبي، والذي قاد أهم مناصريه، وهو أبوبكر بعيرة، جلسة اليوم. وتتصاعد حدة الأزمة السياسية والأمنية والعسكرية التي تعيشها ليبيا منذ اندلاع شرارة الاقتتال المسلح بين عدد من الفصائل المسلحة المتنازعة على فرض السيطرة بقوة السلاح على مناطق استراتيجية، ولا سيما في مدينتي بنغازي والعاصمة طرابلس. ومنذ مايو/أيار الماضي، تشن قوات حفتر عملية تطلق عليها اسم "الكرامة" ضد كتائب إسلامية، أبرزها أنصار الشريعة، تقول إنها "إرهابية". فيما تعتبر أطراف حكومية تحركات اللواء المتقاعد "انقلابا على شرعية الدولة". وإجمالي مقاعد البرلمان الليبي 200 مقعد، لكن الانتخابات لم تسفر إلا عن نجاح 188 مرشحا جراء عدم إجرائها في بعض المدن لتردي الأوضاع الأمنية.