أعرب أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، عن استعداد بلاده لمساعدة مصر في كافة المجالات ويقول "ليست هناك حاجة لتكون العلاقات بين مصر وإيران موجهة ضد أي بلد في الخليج"، قائلا إن التعاون بين مصر وتركيا "ضروري" لحل مشاكل منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده عبداللهيان، في مقر السفارة الإيرانيةبالقاهرة، اليوم الإثنين. وردا على سؤال لوكالة الأناضول بشأن ما إذا كانت طهران ستقوم بدور للتقارب بين أنقرةوالقاهرة في ضوء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لتركيا، وقبول دعوة مصر لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي، قال إن إيران "تعتقد أن التعاون بين مصر وتركيا ضروري لحل قضايا منطقة الشرق الأوسط". وأضاف اللهيان "نرى أن التعاون بين مصر وتركيا ليس مهما فحسب، بل ضروريا من أجل حل المشاكل في الشرق الأوسط"، موصيا الطرفين مصر وتركيا بالتعاون الكبير من أجل مصلحة العالم الإسلامي، كما أن لهما دور في "قضايا مكافحة الإرهاب في المنطقة أيضاً". وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا بعد أن أطاح قادة الجيش المصري، بمشاركة قوى سياسية ودينية، بالرئيس، محمد مرسي، يوم 3 يوليو الماضي. وعلى خلفية ما اعتبرته تدخلا تركياً في الأزمة المصرية، قررت القاهرة في نوفمبر الماضي تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة من مستوى السفير إلى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بإجراءات مماثلة. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني إن مصر "غير قابلة للعودة للوراء، ونعتبر إجراء الانتخابات الرئاسية فيها خطوة للأمام"، معربا في الوقت نفسه عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة لمصر في كافة المجالات. وأضاف عبداللهيان "إيران مستعدة لمساعدة مصر الشقيقة والحبيبة في كل مجالات التنمية الاقتصادية وكل المجالات الأخرى .. فوجودنا بالقاهرة لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي يحمل رسالة إيجابية للشعب المصري". وأوضح "لدينا اطمئنان بشأن المستقبل الخاص بالعلاقات الثنائية للبلدين ولدينا أمل كبير في أن نشاهد المصالحة الوطنية المصرية". وأشار إلى أنه، خلال لقائه القصير بالسيسي، أبلغه "التحيات الحارة" من جانب نظيره الإيراني حسن روحاني، وأعربت له كذلك عن استعداد إيران التام للتعاون القريب مع الحكومة المصرية، مضيفا "وفي المقابل سمعت كلاما رائعا وطيبا من فخامة الرئيس السيسي". ووصف اللقاء القصير مع السيسي بأنه جاء في جو "حميمي" و"صادق جدا" حول المستقبل. وبخصوص دعوة السيسي لزيارة طهران قال اللهيان، في عبارة مقتضبة، إن "طهران سوف ترحب بلقاءات على أعلى مستويات". وأعرب عن أمله في عدم تكرار "الأخطاء"، التي ارتكبها الرئيس المعزول محمد مرسي، بشأن إقصاء بعض الأطراف الداخلية، متمنيا أن ينجح الرئيس الجديد في إعادة مصر لمكانتها الحقيقية. كما عبر المسؤول الإيراني عن شكره لمصر إزاء "تفهمها" حق طهران في الحصول على الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وقال إن بلاده مستعدة لمساعدة البلدان الصديقة في مجال التكنولوجيا النووية، غير أنه أشار إلى أنه لم يبحث تلك النقطة مع الجانب المصري. ولفت إلى أنه ناقش مع المسؤولين المصريين الملف السوري، معتبرا أن "طهرانوالقاهرة لديهما وجهات نظر متقاربة بالنسبة للشأن السوري". وفي الملف الفلسطيني رحب مساعد وزير الخارجية الإيراني بالمصالحة بين فتح وحماس، وقال إنها "خطوة إيجابية"، مضيفا "نحن نعتقد أن المقاومة هي الحل الوحيد لإعادة الحقوق الكاملة المشروعة للشعب الفلسطيني، ومطمئنون بأن حماس ستبقى في محور المقاومة دائما". كما وصف العلاقات بين طهران والرياض بأنها "طبيعية"، وقال "ليس هناك أي مشكلة كبيرة في العلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن هناك نوع من سوء الفهم في بعض القضايا الإقليمية". ومضى قائلا "نعتقد بضرورة وجود حوار مؤثر وجاد مع السعودية حول القضايا الإقليمية". وقال اللهيان إن العلاقات بين مصر وبين دول الخليج الفارسي "العربي" "مميزة"، قبل أن يقول إنه ليست هناك حاجة لتكون العلاقات بين مصر وإيران موجهة "ضد أي بلد في الخليج". وأضاف "نحن نعتبر أمن مصر يمثل أمنا لإيران، وأمننا يعني أمن الخليج الفارسي.