شهد اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وقائع افتتاح المؤتمر العلمى الثانى لثقافة المرأة بعنوان "المرأة الصعيدية..رؤى وطموحات" والذى أقامته الإدارة العامة لثقافة المرأة، وذلك بقصر ثقافة أسيوط ويستمر حتى 9 يونيو الجارى، بحضور د. عواطف عبد الرحمن رئيس المؤتمر ووكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، د. فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافى، حنان موسى مدير عام ثقافة المرأة وأمين عام المؤتمر. فى بداية فعاليات المؤتمر افتتح الحضور معارض الفنون الخاصة بالمرأة من أوانى فخارية وملابس خاصة بالمرأة الصعيدية والسلال، أعقب ذلك إلقاء الكلمات حيث أكدت حنان موسى فى كلمتها على أن هذا المؤتمر قد توج عنوانه ليضع أمام المجتمع المصرى وأمام المسؤلين مجموعة من القضايا الشائكة للخروج بخطة واضحة وقابلة للتنفيذ.. وهو ما نأمل أن يكون على قمة التوصيات التى سيعلنها المؤتمر، مشيرة إلى أن الصعيد المصرى مصدر للإشعاع الحضارى والمرأة على وجه التحديد التى أشعلت بمعرفتها وخبراتها تلك الثقافة. كما عبرت د. فوزية أبو النجا فى كلمتها عن سعادتها باختيار الهيئة والإدارة المركزية للدراسات والبحوث لأسيوط لتكون مركزاً لإنعقاد مؤتمرها العلمى الثانى للمرأة، مشيرة إلى أن لهذا دلالتان، الأولى عامة متمثلة فى رجوع أسيوط كرقم كبير فى الحصيلة الثقافية المصرية، الثانية دلاله خاصة لما تمثله المرأة الأسيوطية من دور حيوى مشارك فى مجتمعها الصعيدى الجدير بالدراسة. وأوضح مسعود شومان أن هذا المؤتمر يأتى عبر تعاون مثمر مع إقليم وسط الصعيد الثقافى، ليلقى الضوء على المرأة الجنوبية بوصفها الفاعلة المنتجة المثقفة وهو ما يعمق الاشتباك بين الرؤى العلمية ويعلى من قدر العصف الذهنى المبدع الذى يؤسس لرؤية جديدة ويفتح أفق مغاير لإعادة النظر للمرأة المصرية وقضاياها الشائكة، وهو ما يؤسس لوطن مغاير تحتل فيه المرأة مكانتها، بوصفها أول من ينتج الثقافة ويحملها ويصدرها. وأشارت د. عواطف عبد الرحمن إلى التهميش الذى تعرض له الريف المصرى، وأرجعته إلى دوائر السلطة وصناع القرار والأوساط العلمية والأكاديمية وكان نصيب صعيد مصر من هذا التهميش مضاعفاً بل مزمناً، إذ لعبت الظروف التاريخية والسياسة دوراً سلبياً فى إقصاء الصعيد بنسائه ورجاله وتغييبه عن أنظار واضعى السياسات وصناع القرار والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين والباحثين، كما أسهمت وسائل الإعلام فى العاصمة فى تهميش الصعيد وتشوية صورته لدى الرأى العام. وأكد سعد عبد الرحمن على أن مسيرة المرأة النضالية مرت بمراحل ومعارك عدة حين أصدر قاسم أمين كتابى "تحرير المرأة" و"المرأة الجديدة" وخوضها معركة شهيرة مثل الحجاب والسفور، ومن خلال مشاركتها القوية فى ثورة 19، حيث تبارت فيها أقلام كثيرة فى تقييم وتصوير هذا الحدث، كما أكد على أننا يجب أن نعترف أن جزء كبير من هذه الحقوق قد تحقق على يد جمال عبد الناصر ولكن ما زال حتى الأن قطاع كبير من المرأة المصرية فى الريف وخاصة فى الصعيد لم تأخذ حقوقها بفعل عوامل الأنساق القيمية والعادات والتقاليد المروثه، ورغم أن المجتمع فى الصعيد مجتمع متدين، إلا أنه يقف ضد حقوق المرأة حتى تلك الحقوق التى أكدتها الشريعة وذكرها القرأن كميراث المرأة فى الصعيد، فهى لازالت لا تورث حتى الأن. ورحب إبراهيم حماد محافظ أسيوط بإقامة هذا المؤتمر على أرض المحافظة مؤكداً أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة ضربت كل نظريات التهميش والإقصاء للمرأة فى الصعيد من خلال مشاركتها الكبيرة فيها، حيث أثبتت المرأة الجنوبية أنها على إدراك ووعى كبير بكل الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، كما أشار إلى أن المرأة الأمية فى الصعيد هى التى قدمت جمال عبد الناصر ومحمود حسن إسماعيل وغيرهم، وحيا دورها فى مشاركتها بالانتخابات التى وصلت نسبتها فيها إلى 51% من أصوات الناخبين. وفى نهاية الافتتاح كرم محافظ أسيوط د. عواطف عبد الرحمن، مسعود شومان، فوزية أبو النجا، حنان موسى بإهدائهم درع المحافظة، كما قام سعد عبد الرحمن بتقديم درع الهيئة للمحافظ، د. عواطف عبد الرحمن، وقدمت فرقة أسيوط للموسيقى العربية بعض فقراتها الغنائية.