تقاربت نسبة كثافة تصويت الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته، الثلاثاء الماضي، ونظيرتها التي سبقتها بأسبوع في مصر، في حين أن نسبة المشاركين في تلك الانتخابات من بين من يحق لهم التصويت تباينت. وفي بيان بثّه التلفزيون الرسمي التابع للنظام، وتابعه مراسل "الأناضول"، أعلن رئيس البرلمان السوري، محمد جهاد اللحام، مساء الأربعاء، فوز بشار الأسد بانتخابات الرئاسة التي جرت، الثلاثاء الماضي، بنسبة 88.7% من إجمالي الأصوات. وقال اللحام إن 11 مليونا و634 ألفا و412 ناخبا في الداخل والخارج شاركوا في انتخابات الرئاسة من بين 15 مليونا و845 ألفا و575 ناخبا يحق لهم التصويت بنسبة مشاركة بلغت 73.42 %. ووصفت وسائل إعلام النظام السوري، الإقبال على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، على أنه "تسونامي انتخابي" و"زحف جماهيري" نحو مراكز الاقتراع، في إشارة إلى كثافة الإقبال. في الوقت نفسه، قال ناشطون سوريون معارضون، إن النظام بارع في فبركة وتصوير "طوابير المقترعين" وذلك من خلال تجاربه الكثيرة في الاستفتاءات والانتخابات البرلمانية الصورية التي نظمها خلال أكثر من 40 عاماً من عمر حكم الأسد الأب (حافظ) والابن (بشار). في حين أظهرت النتائج النهائية للانتخابات في مصر، بحسب ما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فيها، الثلاثاء الماضي، فوز عبد الفتاح السيسي في الانتخابات حيث حصل على 23 مليون و780 ألف و104 صوتا بنسبة 96.91% من إجمالي الأصوات الصحيحة، فيما حصل المرشح المنافس حمدين صباحي، على 757 ألف 511 صوتا بنسبة 3.09%. وبلغ إجمالي عدد المصوتين، بحسب اللجنة، 25 مليوناً و578 ألفا و220 صوتا، فيما كان إجمالي من يحق لهم الانتخاب 53 مليونا و909 ألفا و306 ناخبين، أي بنسبة المشاركة 47.45%. وبعملية حسابية أجراها مراسل "الأناضول"، فإنه إذا تم تقسيم عدد الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة في سوريا والبالغ 11 مليونا و634 ألفا و412 ناخبا على عدد ساعات التصويت البالغة بعد التمديد 17 ساعة (من الساعة السابعة صباح الثلاثاء (4 تغ) وحتى منتصف ليل اليوم نفسه)، لنتج معدل كثافة التصويت يتجاوز 190 صوتاً بقليل في الثانية الواحدة في مراكز الاقتراع البالغة نحو 10 آلاف مركز. في حين أنه إذا تم تقسيم عدد الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة في مصر 25 مليونا و578 ألفا و220 ناخباً على عدد ساعات التصويت (37 ساعة) موزعة على 3 أيام 25 و26 و27 مايو/أيار الماضي لنتج معدل كثافة تصويت يبلغ 192 صوتاً في الثانية الواحدة، في مراكز الاقتراع البالغ عددها قرابة 14 ألفا، وهي نسبة قريبة جداً من كثافة التصويت في الانتخابات السورية التي يتجاوز معدلها 190 صوتاً في الثانية. ومع تقارب كثافة التصويت "نظرياً" في الانتخابات بالدولتين تتباين النتائج النهائية "عملياً" حيث بلغت نسبة التصويت في الانتخابات السورية 73.42% من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، في حين أنه في مصر النسبة وصلت إلى 47% وهي نسبة شككت بصحتها المعارضة والمرشح الخاسر حمدين صباحي، كما شككت المعارضة كذلك في نزاهة العملية الانتخابية في مجملها. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات المصرية، 26 مايو/أيار الماضي مد فترة التصويت الذي كان مقرراً ليومين 25 و26 مايو ليوم ثالث، ورفضت اعتراضات المرشحين الرئاسيين على هذا القرار. وبرّرت اللجنة قرارها، في بيان أصدرته، وحصل مراسل "الأناضول" نسخة منه أنه جاء "حرصًا على مصلحة الناخبين ولإعطائهم فرصة للتصويت فى ظل ظروف موجة الحر الشديدة التى تجتاح البلاد واستجابة إلى رغبات فئات كثيرة من أفراد الشعب ومن بعض الأحزاب (لم تحددها)، والتى تلقتها غرفة العمليات الموجودة بلجنة الانتخابات الرئاسية". من جانبه اعتبر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، "الإجراءات التي اتخذتها السلطات الحالية بتمديد الانتخابات، نوعا من تسول الشعب للمشاركة، وإقرار بنجاح المقاطعة"، التي دعا لها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي في وقت سابق، وذلك في بيان وصل مراسل "الأناضول" نسخة منه.