نظم معارضون سوريون، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام سفارة بلادهم في فيينا رفضاً للانتخابات الرئاسية التي تقام اليوم للسوريين المقيمين في الخارج، وسط رفض عربي ودولي واسع. وذكرت وكالة "الأناضول"، أن الوقفة الاحتجاجية دعت إليها "تنسيقية النمسا لدعم الثورة السورية" بالتعاون مع الأكراد السوريين المقيمين في النمسا، ورفع المشاركون فيها أعلام الثورة السورية وصوراً لشهداء ومعتقلين في سجون النظام، كما رددوا هتافات تنادي بالحرية ومحاسبة الأسد. وأعرب بسام قباني، أحد مسؤولي التنسيقية التي دعت للوقفة الاحتجاجية، عن أسفه لعدم تلبية الحكومة النمساوية نداء التنسيقية بمنع إجراء الانتخابات الرئاسية على أراضيها. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال قباني إن إجراء الانتخابات "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يضفي الشرعية على نظام قتل شعبه وهجّره ودمر منازله وأماكن عبادته"، حسب تعبيره. وكانت التنسيقية أرسلت، أمس الثلاثاء، بياناً للحكومة النمساوية تطالبها بمنع استضافة انتخابات الرئاسة السورية على أراضيها، بحسب قباني. يشار إلى أن "تنسيقية النمسا لدعم الثورة السورية" تأسست مع اندلاع الثورة في سوريا مارس/ آذار 2011، وتقوم بعدد من الأنشطة السياسية والإنسانية لصالح الشعب السوري والموجهة ضد النظام. من جانبه، قال دوجان بشار العضو بالحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، إنه لا يمكن للسوريين انتخاب شخص قتل نحو 200 ألف وشرد وهجر الملايين من الشعب السوري ودمر المساجد والكنائس. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح دوجان أنه يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري بوقف ما وصفها ب"المهزلة الانتخابية" وعدم الاعتراف بنتائجها. وطالب عضو الحزب المجتمع الدولي بضرورة التدخل لحماية المدنيين السوريين من أعمال القتل والإبادة التي يمارسها نظام الأسد بحقهم. على الوجه الآخر، كانت أعداد قليلة من السوريين يصعدون إلى مقر السفارة ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات. في الوقت الذي نصبت فيه الشرطة النمساوية حواجز حديدية في محيط السفارة للفصل بين الطرفين ومنع حدوث اشتباك بينهما. وتحتضن 39 دولة فقط بينها 9 دول عربية انتخابات الرئاسة السورية، التي تقام للسوريين في الخارج اليوم الأربعاء، بحسب إحصائية أعدتها "الأناضول". وحدد قانون الانتخابات العامة الجديد الصادر في مارس/آذار 2014، مقرات السفارات السورية في الخارج كمراكز حصرية للاقتراع في الانتخابات المقرر أن تنظم اليوم الأربعاء فقط للسوريين المقيمين في الخارج، و3 يونيو/حزيران المقبل للسوريين المقيمين داخل البلاد. وترفض أطراف دولية وعربية إضافة إلى المعارضة السورية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية في سوريا وتصفها ب"المهزلة"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة. في الوقت الذي يقول النظام إنه ينظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، ويخوضها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، كل من البرلماني ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري، مع تأكيدات مراقبين بفوز بشار الأسد بأغلبية كبيرة.