عماد طه ينفي تطاول كتاب "التجمع" على الصحابي عمرو بن العاص محيط – سميرة سليمان نفى عماد طه أمين لجنة الشئون الدينية بحزب التجمع في حديثه ل"محيط" ما نشرته أمس إحدى الصحف من تطاول على الصحابي الجليل عمرو بن العاص في الكتيب الذي قام الحزب بتوزيعه على مرشحيه قبيل انتخابات مجلس الشعب القادمة. والذي قال الحزب أنه يهدف ل"تثقيف المرشحين بخطاب دينى للرد على الشبهات التى تثار حول ابتعاد فكره عن الدين" . كانت صحيفة "اليوم السابع" المصرية قد اوردت في عددها الصادر أمس أن الكتيب الذي يحمل عنوان "الدين وقضايا المجتمع" تأليف عماد طه يتهم الصحابي عمرو بن العاص بتعمد "الوقيعة بين النصارى والمسلمين والقيام بمحاولة "دنيئة" لزرع الفتنة الطائفية"، ما دعا المؤلف لتقديم بلاغ للنائب العام يتهم الصحيفة بالتشهير باسمه . أبدى المؤلف اندهاشه من الإتهام قائلا: الكتيب يضم محاضرة عن "الدين وقضايا المجتمع" وقد أعدت خصيصا للتدريس في معهد إعداد القادة، أعاد الحزب نشرها بعد اتهامه بمعاداة الإسلام رغم أنه يحترم العقائد السماوية ولا يتدخل فيها. ولفت إلي أن المحاضرة تناولت دور النصارى الإيجابي في حماية الإسلام عند نشأته ومثال على ذلك "ورقة بن نوفل" ، والنجاشي الذي لجأ إليه المسلمون في هجرة الحبشة الأولى. موضوع الكتيب الكتيب بحسب المؤلف ينسب واقعة للصحابي عمرو بن العاص قبل دخوله الإسلام حينما ذهب وراء المسلمين الفارين للحبشة من بطش المشركين، وأن بن العاص حرض النجاشي على عدم استضافتهم وتسليمهم لقريش، محاولا إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحين. إلا أن فطنة الرهبان ورجال الإسلام المستنيرين وعلى رأسهم الصحابي جعفر بن أبى طالب تصدت لتلك المحاولات وفشل من كان يعرف ب"داهية العرب" في مهمته! غلاف الكتيب ثم يواصل حديثه : كل ما ذكرته ليس فيه إساءة للصحابي الجليل فأنا تربيت بمدرسة الأزهر وعملت مع الشيخ علي جمعة مفتى الديار المصرية وأستاذي في المعهد العالمي للفكر الإسلامي ، وأنتهج الإسلام الوسطي وعلى رأس مدرسته الشيخ الغزالي رحمه الله، ولا يمكن أن أقوم بكتابة ما يسيء للصحابة أبدا أو رموز الإسلام. ولكنني تعرضت في سياق تقديمي للفكرة لما كان يقوم به عمرو بن العاص حينما كان مشركا، أي قبل أن يدخل في الإسلام . وكل ما حدث أن الكتيب يعالج ما بين ثمانية إلى تسعة محاور مسألة الضمير وأصله في المرجعية الإسلامية، الدين والعلم، الدين والمرأة وكيف نظر لها الإسلام، الدين والمواطنة وتجديد الخطاب الديني. وانتقد الكاتب عماد طه الخطاب السلفي الديني ووصفه بأنه تجهمي ويبتعد عن مقاصد الشريعة الخمسة وروح العصر قائلا: "أصحابه يعيشون في الماضي ولم يستطيعوا بعد الخروج بالأحكام الفقهية بعيدا عن قضايا النقاب وغيرها، وحين يذهبون إلى أوروبا مثلا يتحدثون عن مثل هذه القضايا ". ورغم ان عماد طه هو عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين إلا أنها لم تسلم من انتقاده أيضا قائلا: أرفض الإخوان المسلمين لأني ضد فكرة "عسكرة الإسلام" المرفوضة قرآنيا. فالإسلام يقوم على التفكير العقلي، و"لا إكراه في الدين" ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة فهو لم يغتال أحد معنويا لبعده عن الدين، والدليل على ذلك صفوان بن أمية الذي أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم واديا من الإبل وهو كافر. دفاع الحزب يرى محمد فرج الأمين العام المساعد لشئون التثقيف وإعداد القيادات بحزب التجمع ، والذي يملك السماح لأي مطبوعة بالصدور عن الحزب ، أن الكتيب يهدف لإيجاد تيار ديني مستنير يفهم الدين بأكمله بشكل وسطي معتدل، مؤكدا في حديثه ل"محيط" أن عماد طه متبحر في التاريخ الإسلامي. يواصل: المحاضرة التي تضمنها الكتيب واحدة من ضمن 22محاضرة مختلفة في مجالات عدة من أجل تثقيف الأعضاء بشئون السياسة والاقتصاد وتوزع الآن على المرشحين بمناسبة الانتخابات البرلمانية، وجاءت الكراسة الدينية "حتى يتمكن المرشحون من إقناع الجماهير بالحجة الدينية أيضا" . أضاف : رغم كوننا حزب مدني يرفض الشعارات الدينية، لكننا أردنا أن نستفيد من التدين الذي يغلف المجتمع الآن ونواجهه بالمنطق الشرعي في بعض قضايا المجتمع ورأي الدين فيها فكيف يرد المرشح مثلا على من يقول أن عمل المرأة حرام؟ ، والسلاح الديني مع المرشح تأثيره أكبر على الجمهور. كما يرى فرج أن التاريخ الإسلامي يجب أن يقرأ بعيدا عن العواطف، فالصراع بين بني أمية والعباسيين مثلا يقرأ كجزء من التاريخ باعتبار أصحاب هذا الصراع بشر ليس إلا . ويؤكد أمين التثقيف المساعد بالحزب على حرصه البالغ بعدم المساس بأي شخصية إسلامية، فالحديث عن عمرو بن العاص وخالد بن الوليد يتسم بالدقة نظرا لحساسية وضعهما في الإسلام. فرغم بسالتهما بعد إسلامهما الأمر الذي دفع النبي صلى الله عليه وسلم ان يلقب خالد بن الوليد ب "سيف الله المسلول" إلا أنهما تسببا في إيذاء المسلمين قبل دخولهما الإسلام، والحديث عن أفعاهما قبل الإسلام لا يعد انتقاصا من قدرهما. كما وصف محمد فرج مؤلف الكتاب ب "الشيخ المستنير" لمهاجمته بعض الاتجاهات الدعوية التي تعود بالمسلمين للماضي، بالرغم من أن الإسلام دين الحجة والعقل، واستشهد المؤلف على ذلك بأمثلة من الحوارات القرآنية وأبرز بكتابه كيف احترم الإسلام المرأة التي خرجت محاربة وكانت تاجرة أيضا، وتوضيح أن الأواصر بين الإسلام والمسيحية قوية منذ زمن بعيد.