يرى مسيحيو الضفة الغربية في الزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان فرانسيس الأول للأراضي المقدسة دعما للقضية الفلسطينية، ورسالة محبة وسلام، وتمنحهم القوة للتمسك بأراضيهم. ويتوق مسيحيو الضفة الغربية لرؤية البابا، الذي يعتزم زيارة مدينة بيت لحم يوم الأحد المقبل، في زيارة هي الأولى له، بحسب أحاديث منفصلة لمسيحيين، لوكالة الأناضول. ويقول المسيحي انطون بروق، الذي يعمل موظفا بمؤسسة "الكريكاس لرعاية المسنين"، في رام الله، "زيارة البابا تبعث وتجدد فينا الأمل، فأن يقف معنا مثل هذا شخصية بهذا الحجم الديني والروحي والسياسي، فهو دعم للقضية الفلسطينية وتثبيت للشعب الفلسطيني على أرضه". وعبر بروق عن أمله في نجاح الزيارة، وقال "آلاف المؤمنين يأملون برؤية ومقابلة قداسة البابا، في مدينة القدس، لكن الإجراءات الاسرائيلية ستعيق ذلك". من جانبها قالت رندى غنيم، والتي تعمل بمدرسة الكلية الأهلية في رام الله، "كلنا أمل بانتظار البابا، لدعم وجودنا في بالأماكن المقدسة، نحن موجودون ورسالتنا في البقاء، وزيارته للأراضي المقدسة تمنحنا القوة للبقاء". ويرى عماد فريج، موظف قطاع خاص، في زيارة البابا المرتقبة إلى فلسطين بأنها بمثابة "زيارة تضامن مع شعبنا الفلسطيني المتألم والذي يبحث عن العدالة والتحرر". وأضاف فريج "اعتقد أن موقف رأس الكنيسة الكاثوليكية، التي يتبعها أكثر من مليار إنسان في جميع أنحاء العالم، مهم جداً لنا كشعب يعيش تحت الاحتلال، البابا كثير الاضطلاع على الوضع في فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني، ولكنه سيعيش هذا الواقع، ويشاهد المعاناة بأم عينيه". وتقول نارمين باسيل، خريجة جامعية، "اعتبر زيارة البابا فرنسيس مهمة على الصعيدين الروحي والسياسي، فمن الناحية الروحية تعد زيارة قداستة دعم وتشجيع وتثبيت للإيمان المسيحي في الأراضي الفلسطينية حيث أنه أعاد كثير من النفوس الضالة إلى الكنيسة في الفترة الماضية في أوروبا خاصة والعالم عامة". وأضافت أن أهمية الزيارة من الناحية السياسية أنها تعبر عن موقف تضامن وحب وتشجيع لحقوق الشعب الفلسطيني، واللاجئين والأسرى. وقالت "كمسيحية بتعزز وجودي المسيحي وتقوّي جذورنا رغم كل المضايقات". من جانبه قال الأب رائد أبو سحلية، راعي كاهن رعية اللاتين في رام الله، إن زيارة البابا للأراضي المقدسة رسالة سلام وتدعيم الوجود المسيحي في فلسطين كجزء لا يتجزأ. وأضاف أن لقاء البابا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وأطفال من مخيمات الضفة الغربية وزيارته لمخيم الدهيشة، رسالة سياسية تدل على دعم الفاتيكان للقضية الفلسطينية وتأكيد حق العودة للاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال مرة واحدة والى الأبد. ومضى قائلا "تأتي الزيارة في ظل فشل المفاوضات وتزايد الاستيطان، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية، والتضييق على الفلسطينيين، حيث لايستطيع المسيحيين من الوصول إلى مدينة القدس إلا بتصاريح". وأضاف "التطرف الديني تجاه دور العبادة المسيحية يتزايد، والبابا يعلم ذلك ونحن نطالب الجانب الإسرائيلي بإجراءات صارمة، لمعاقبة مرتكبي الجرائم". وتابع "الشرطة الإسرائيلية تعرفهم ولكنها لا تعاقب أحدا منهم". وأكد على أن مسيحي الضفة الغربيةوالقدس متمسكون بوجودهم، وسيحافظون عليها. وتتعرض دور العبادة المسيحية في مدينة القدسالمحتلة لاعتداءات من جماعات إسرائيلية متشددة. ويصل البابا فرنسيس الأول يوم 25 مايو/ أيار مدينة بيت لحم على متن مروحية من عمان، حيث يستقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعلى جدول أعمال البابا لقاء خمس عائلات فلسطينية تمثل المعاناة الفلسطينية ولقاء أطفال من مخيمات فلسطينية، كما يزور البابا مخيم الدهيشة قرب بيت لحم، ويترأس قداسا بكنيسة المهد، مهد السيد المسيح عليه السلام. وينتقل البابا في ذات اليوم إلى إسرائيل عبر مروحية تهبط بمطار بن غوريون، لينتقل فيما بعد إلى مدينة القدس ليزور عددا من المواقع الدينية ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى، ويلتقي مسؤولين إسرائيليين. وبحسب رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات في فلسطين (غير حكومية)، حنا عيسى، فإن المسيحيين في فلسطين لا يتجاوز عددهم بالقدس 5 آلاف، وفي الضفة الغربية 40 ألفا، وفي غزة 1231.