البحر الميت: أكد المرشح المحتمل للرئاسة في مصرالأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن القضية الفلسطينية وحل الصراع مع إسرائيل وفقا لمبادرة السلام العربية مسألة مهمة لتحقيق الإستقرار في المنطقة وستظل ضمن أساسيات السياسة المصرية. وقال موسى، خلال مشاركته اليوم الأحد في مناظرة حول "السيناريوهات الجيواستراتيجية لعام 2012" على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بالبحرالميت ، "أن الموقف المصري من عملية السلام في الشرق الأوسط موقف استراتيجي، ولايمكن أن يتغير بتغير النظام".
وشدد موسى على أن الالتزام بالمبادرة العربية والمواثيق الدولية أمر ثابت في السياسة المصرية، ولكن يمكن إعادة النظر في بعض ملاحق معاهدة السلام مع إسرائيل والتي لا تحقق هدفها ،مثل الوضع الأمني في سيناء، وهو تطور تتطلبه الأوضاع ولا يتعارض مع الالتزامات المصرية."
وأضاف :" كان هناك تراجعات في السنوات الأربع الأخيرة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، لكن هذه التراجعات انتهت، ونحن ملتزمون بالقضية الفلسطينية وحلهاونناصر توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبو مازن" للأمم المتحدة، بعد أن أغلقت كل الأبواب."
وحول البرلمان المصري المقبل قال موسى: " البرلمان المقبل لن تكون فيه أغلبية وأقلية وإنما مجموعات قوية، وهذا يطرح احتمال تشكيل تحالفات داخل البرلمان، وقد يؤدي إلى اهتزاز في الموقف السياسي، لكن وجود رئيس سيحد من المسألة".
وحيا موسى الثورة التونسية التي أطلقت الشرارة الأولى للتغيير، وقال "لأول مرة تأتي المبادرة من المغرب العربي،" لافتا إلى أن هناك سباق بين الإصلاح والثورة،لكن حركة التغيير بدأت. وأشار موسى إلى أن الجيش سيقود المرحلة الانتقالية في مصر وأنه سيقود مصر نظام مدني منتخب،" مؤكدا أهمية البدء في خطة إصلاح سياسي واقتصادي وتنمية.
ورحب المرشح المحتمل للرئاسة في مصر الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى بمقترح عمل "مشروع مارشال عربي"، وقال:"المشروع لا يتعلق بالأموال فقط، بل بتغيير طريقة تعامل الحكومات مع مشاكل الناس، فهو مشروع موديل 2011،فالأموال موجودة والقدرة على تطويرالنظام الإداري موجودة."
وقال موسى ممازحا وزير الخارجية الأردني في الحكومة المستقيلة ناصرجودة الذي أكد على ان الدول العربية تحتاج قيادة شابة، :" نحن شباب، وعندما أتحدث عن القيادة أتحدث عن قيادة موديل 2011".
وحول إيران ، قال موسى: "إيران دولة مهمة في المنطقة لديها علاقات ومشاكل مع الدول العربية أهمها الاختلاف حول كيفية حلا لصراع العربي الإسرائيلي،" مضيفا :"لا بد من بدء حوار جدي مع إيران لحل هذه المشاكل، وسبق واقترحت ذلك وأنا في الجامعة العربية."
وتابع :"هناك حركة تركية لينة في المنطقة وحركة إيرانية خشنة، لكن أي منهما لن يقود المنطقة العربية، لأن قيادة العرب ستظل عربية".
وبدوره ، أكد مبعوث الرباعية الدولية توني بلير أن حالة عدم اليقين السياسي في المنطقة العربية هي أنسب وقت للدفع باتجاه عملية السلام وحل الدولتين،" معربا عن أمله في أن يتم استئناف مفاوضات السلام، وأن يحصل الفلسطينيون على ما يريدونه بالأمم المتحدة،فهم قدموا طلبا من حقهم تقديمه،" في إشارة إلى طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" عضوية دولة فلسطين بالأمم المتحدة.
وقال بلير :" الثورات العربية منحت الشعوب حق تقرير مصيرهم، وتعلمنا من مصروتونس وليبيا أنه إذا لم يكن هناك إصلاح فستكون هناك ثورة،" مضيفا :" انا قادم من دولة استغرقت قرنا لتطوير الديمقراطية ،وأنتم تريدون تحقيق الديمقراطية من لا شيء خلال شهور."، لافتا إلى أن تغيير النظام السوري سيضع ضغطا على إيران، وإن كان لم يستطع التنبؤ بمستقبل سوريا". وأوضح أن الديمقراطية ليست نظام تصويت بل هي اقتصاد يعلي من قيمة العمل،ومجتمع منقتح، وحرية تعبير وإعلام ودين،"مشيرا إلى أن الثورات بطبيعتها غيرمستقرة، وغالبا ما تنتهي بشكل لا يريده الشارع.
وقال :" التاريخ يثبت أن انتفاضة الشارع تستطيع التخلص من الحاكم لكنها غيرقادة على حكم البلاد،" مؤيدا "مشروع مارشال عربي لدعم الاقتصاد."
وبدوره، قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق برهم صالح :" إلى الآن الشعب يريد إسقاط النظام، ولكن ليس هناك رؤية لما بعد ذلك"، مشيرا إلى أن العراق كان يرى أن اسقاط صدام حسين هو الحل، ولكننا لم نعمل بما فيه الكفاية في الفترة التي تلت ذلك لتحديد ما يريده الشعب من الديمقراطية.