قال أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة إن خوض الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) القتال في الحرب الأهلية السورية تسبب في "كارثة سياسية لأهل الشام" وحث الجماعة على العودة للعراق ومضاعفة جهودها فيه. وحاول الظواهري أمس الجمعة ، في كلمة مصورة ترجمها موقع (سايت) لمراقبة المواقع الإسلامية على الانترنت، كثيرا إنهاء القتال بين جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة ، وذلك حسبما جاء بوكالة "رويترز" للأنباء . وقال إنه لو كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام امتثلت لقراره بعدم المشاركة في الصراع السوري و"تفرغوا للعراق الذي يحتاج لأضعاف مجهودهم.. فأحسب أنهم كانوا سيجنبون المسلمين ذلك السيل من الدماء" الذي سببه الاقتتال بين الإسلاميين المتشددين. وانضمت الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الصراع في سوريا العام الماضي وأعلنت من جانب واحد توليها القيادة من جبهة النصرة التي حازت على إعجاب الكثير من مقاتلي المعارضة السورية لبأسها في القتال. من ناحية أخرى شن أيمن الظواهري، هجوما عنيفا ضد السلطة الانتقالية في مصر والقوى السياسية التي شاركت في خارطة الطريق، وعلى رأسها حزب النور، وزعم في تسجيل صوتي أن ما حدث في مصر "جريمة مكتملة الأركان"، وأنها تمت لخدمة ما وصفه ب"المشروع العسكري الأمريكي". وقال الظواهري في التسجيل الذي جاء بالتزامن مع ذكرى مقتل أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة: "الذي يحدث اليوم يا أخوة في مصر جريمة مكتملة الأركان، جريمة اشترك فيها العلمانيون ودعاة الليبرالية وحقوق الإنسان والديمقراطية، وكل هذا الكلام الفارغ مع العدو الخارجي الأمريكي بواسطة آلة القهر العسكرية التي ربتها أمريكا ومولتها ودربتها" - بحسب زعمه. وهاجم الظواهري حزب النور على وجه الخصوص واستخدم نفس التعبير الشائع الذي يستخدمه نشطاء الإخوان للهجوم على الحزب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو "حزب الزور"، وزعم أنه "يضفى مسحة باهتة كاذبة من الشرعية على العسكر المتأمريكين والصليبيين الانفصاليين"، وفقا للتعبيرات التي وردت في التسجيل الذي يعد الرابع في سلسلة "أيام مع الإمام" التي خصصها للحديث عن ذكرياته مع أسامة بن لادن. وشن الظواهري هجوما عنيفا ضد مؤسسة القضاء والجيش والتيارات المدنية، حيث قال:"اليوم في مصر نواجه علمانيين فجرة وعسكريين قتلة وقضاة فسقة" – بحسب زعمه. وحرض في الوقت نفسه على مقاومة هذه المؤسسات بالطريقة المناسبة، وألمح إلى مشروعية استخدام العنف، وقال:"الفقهاء قرروا أن الصائل عن الدين والعرض والمال يجب أن يدفع، ومن حق الأمة أن تختار الطريق التي يناسبها، وليس من حق المجرم أن يفرض الوسيلة"، في إشارة إلى عدم وجود إلزام باستخدام السلمية. واعتبر الظواهري أن أسامة بن لادن، أشاد بالثورات العربية ضد من وصفهم ب"الحكام الفاسدين المفسدين"، وكان ممن حرض عليها وحرض الشعوب على التحرك وحرض الشعوب على الثورة، زاعما أن بن لادن موجه الثورات العربية. وأضاف:"أثبتت الأحداث بصيرة الشيخ، وأنه كان يدعو أن تكمل الثورات مسيرتها التي ضاعت فى مستنقع الديمقراطية، وللأسف كثير من الحركات المنتسبة للإسلام تاهت واختلط عليها الأمر وضاع منها الطريق فى وسط الإغراءات والأوهام التي تعلقوا بها".