مع اعلان نادى مانشستر يونايتد اقالة مديره الفنى ديفيد مويس قبل ثلاث جولات من نهاية الدورى يثور السؤال حول اسباب اخفاق المدرب الاسكوتلندى فى موسمه الاول على الرغم من جهود ادارة الفريق فى دعم الرجل الذى وقع عقدا لمدة ست سنوات بعد قدومه من ايفرتون بنصيحة من المدير الفنى التاريخى للنادى سير اليكس فيرجسون ولكن فى النهاية بدوا مقتنعين تماما بان يتحملوا المزيد وان عملية اعادة الهيكلة الكاملة للفريق لايمكن ان يتولى مسئوليتها مويس فى الصيف القادم. ويرى الموقع الرياضى لهيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى"أن الاطاحة بمويس "50 عاما" تمثل حرجا شخصيا لفيرجسون نفسه فهو الذى دعم مويس على اساس انه يرى فى مواطنه الاسكوتلندى فرصة لتكرار نجاحاته مع النادى .وربما يشعر يونايتد الآن بالاسف لأنه سمح لمدير فنى مهما كان نجاحه بأن يتخذ خطوة اختيار من يخلفه فى قيادة فريق الشياطين الحمر،ولو ان هناك من يجب ان يوجه اليهم اللوم فإن فيرجسون يعد احدهم بلا جدال. ولكن العامل المجهول هو كيف يسمح لمدرب لم يفز بأى لقب من قبل ولم يتاهل لدورى الابطال سوى مرتين مع نادى ايفرتون أن يتكيف مع متطلبات البطولة فى مانشستر يونايتد.وكانت الاجابة الواضحة ان هذا ليس بوسعه على الاطلاق. وهناك عوامل عديدة واء الاخاق ويكاد يجمع المراقبون أن نجاح الفريق فى الفوز بآخر القابه كان خلفه آخر صفقات فيرجسون الناجحة الموسم الماضى وهو الهولندى روبن فان بيرسى .ولم ينجح مويس اضافة اى صفقة خلال موسم الانتقالات الصيفية بخلاف فيلانى البلجيكى قادما من ايفرتون فى الملعب المدافع ،ولم تكن صفقة خوان ماتا فى انتقالات يناير رغم اهيتها كافية لدفع الفريق للعودة للمنافسة على الالقاب. وترى "بى بى سى" ان طريقه الى الاقالة بدأ منذ اخفاقه فى ضم اللاعبين الذين سعى اليهم مثل ايزيكويل جاراى لاعب بنفيكا وتياجو الكانتارا لاعب برشلونه الذى انتقل الى بايرن ميونيخ بخلاف سيسك فابريجاس وحتى ليتون بينزمدافع افيرتون الايسر.ويرى العليمون ببواطن الامور انه بالاضافة الى ذلك لم يكن مويس موفقا فى اختيار معاونيه وكان يجب الابقاء على عنصر من العناصر التى لعبت دورا مهما فى معاونة فيرجسون ضمن التشكيل الجديد ولم تكن اضافة رايان جيجز اكثر من مجرد محاولة لاضفاء روح مانشستر على الجهاز اكثر منها خطوة استراتيجية رغم الاعتراف باخلاص جيجز وقدرته على ان يكون مدربا كبيرا فى المستقبل. فى الوقت نفسه خرج الفريق العريق خالى الوفاض من بطولة كأس انجلترا على ملعبه امام سوانسى سيتى فى الدور الثالث وخسر فى الدور قبل النهائى لكاس الرابطة امام سندرلاند بركلات الجزاء الترجيحية وواصل رحلة السقوط بالخروج من دوري الأبطال امام بايرن ميونيخ فى دور الثمانية بنتيجة 4/2 فى مجموع مباريتى الذهاب والعودة. وعلى الرغم من أن عائلة جلازرز المالكة للنادى كان بوسعها ان تتحمل تراجع النتائج فى الفترة الانتقالية لكن الامر الذى لم يعد بوسعها تحمله هو ان يقود مويس عملية انهيار فنى كامل للفريق فى حالة استمراره ومن هنا كان قرارل الاطاحة به ولم تنتظر حتى انتهاء الموسم . وبدا واضحا ان مويس غير مؤهل لقيادة مانشستر يونايتد وان النقلة النوعية فى مسيرته التدريبية من افيرتون احد اندية الوسط الى مانشستر صاحب الرقم الاعلى فى عدد البطولات فى الكرة الانجليزية اكبر من ان يستوعبها واكبر من امكانياته،ولم يكن حتى قادرات على الحديث باللغة المناسبة لمانشستر يونايتد. وكان ابرز الامثلة على ذلك تصريحه بأن ليفربول هو المرشح للفوز قبل لقاء الفريقين فى اولدترافورد وهى كلمات كان من المستحيل ان تخرج من فيرجسون مهما كانت حالة تراجع الفريق. ولكن تبقى النقطة الاكثر خطورة ان مويس لم ينجح مطلقا فى الفوز بثقة لاعبى مانشستر يونايتد وساد الشعور حتى لدى الجماهير وليس النقاد انه عاجز عن فرض شخصيته على النجوم وانهم لايشعرون داخليا على الاقل انه الشخص المناسب القادر على قيادتهم خلفا لفيرجسون،كما عجز عن الحصول على افضل ماعندهم وخاصة فان بيرسى الذى عانى كثيرا من الاصابات والمح اكثر من مرة ان نوعية التدريب هى المسئولة عن ذلك. كما كانت العلاقة المتوترة فى بعض الاحيان مع واين رونى عاملا آخر من عوامل عدم النجاح لما يتمتع به اللاعب من كاريزما وتأثير سواء داخل الملعب او خارجه ووصل الحديث لحد ان قيل ان الخلافات فى مانشستر بينهما تعد تكرارا لما حدث فى افيرتون قبل انتقال الفتى الذهبى. وعلى اى حال فإن قرار الاجاحة بمويس ربما يكون بداية تصحيح المسار فى مانشستر يونايتد ليبدا التفكير فى الشخص المناسب صاحب التاريخ الذى يمكنه انجاز المرحلة الانتقالية واستعادة التوازن للفريق فى الصيف المقبل مع استعداد الادارة لضخ مائة مليون جنيه استرلينى لضم صفقات قوية قادرة على استعادة بريق الشياطين الحمر فى الموسم القادم.