قال مصدر دبلوماسي أوروبي إن كاثرين آشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي التقت، اليوم الخميس، بالرئيس المصري المؤقت عدلي منصور لمناقشة عدد من القضايا الثنائية والإقليمية. وتطرق اللقاء، بحسب المصدر الدبلوماسي، إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر والمقرر أن تجري أولى جولاتها يومي 26 و17 مايو المقبل، حسبما افادت وكالة "الاناضول" التركية. وأوضح المصدر أن آشتون دعت خلال اللقاء أن تتم عملية الانتخابات الرئاسية المقبلة في شفافية وحياد، وأن تكون الفرصة متاحة لجميع المرشحين لخوض تلك العملية في إطار من الديمقراطية الشاملة. ولم يصدر عن الاتحاد الأوروبي أو الرئاسة المصرية أي تصريحات رسمية عقب انتهاء اللقاء. كما التقت آشتون اليوم أيضا، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو اللقاء الذي لم يكن متاحا لوسائل الإعلام تغطيته، بحسب المصدر الدبلوماسي الأوروبي. وأضاف المصدر ذاته أن اللقاء الذي استغرق ساعة تم فيه تناول تطورات الأزمة الفلسطينية والتأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق واضح يلزم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي باحترام مرجعيات السلام. وفي وقت سابق اليوم، التقى نبيل فهمي وزير الخارجية المصري، المسؤولة الأوروبية، لمناقشة عدد من القضايا الثنائية والإقليمية، بينها تطورات القضية الفلسطينية والمفاوضات الدولية مع إيران، إلى جانب الأزمة السورية. وبحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي فإن "اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، وآفاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية". وأضاف المتحدث في بيان له عقب اللقاء إن "آشتون أكدت خلال اللقاء أهمية العلاقات مع مصر، وأهمية اللقاءات التي أجراها الوزير فهمي في بروكسل وبصفة خاصة مع أعضاء البرلمان الأوروبي مما ترك انطباعاً جيداً لديهم حول حقيقة الأوضاع في مصر". وكان فهمي قد زار بروكسل الأسبوع الماضي حيث رأس وفد مصر في اجتماع القمة الأوروبية الأفريقية، والتقى على هامشه عددا من المسؤولين الأوروبيين، من بينهم آشتون، والمفوض الأوروبي ستيفان فوليه المعني بسياسة الجوار. وأشار البيان إلى أن اللقاء تناول كذلك الملف المائي في ضوء مشروع سد النهضة الإثيوبي وأهمية التعامل مع هذا الملف بأكبر قدر من الأهمية لحساسيته البالغة. وشهدت الأشهر الأخيرة، توترًا للعلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، مع إعلان الأخيرة بدء بناء مشروع سد النهضة، الذي يثير مخاوف داخل مصر، حول تأثيره على حصتها من السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتأثيره على أمنها القومي في حالة انهيار السد. وعرض وزير الخارجية المصري على المسؤولة الأوروبية الخطوات الخاصة بتنفيذ خريطة الطريق في ضوء قرب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى جولتها الأولى يومي 26 و27 مايو الماضي - بحسب البيان ذاته. ولم يدل فهمي أو آشتون بأي تصريحات في اللقاء الذي بدأ في الساعة العاشرة صباحا بتوقيت القاهرة، واستمر لنحو ساعة. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية في بيانه إن "اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين وفي مقدمتها تطورات مسار القضية الفلسطينية في ضوء الاجتماع الوزاري الطارئ للجامعة العربية أمس بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأهمية أن يكون تمديد المفاوضات وفق إطار زمني وضرورة تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها واحترام مرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية". وشددت آشتون على الأهمية البالغة لاغتنام الفرصة الحالية المتاحة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين. وأوضح المتحدث أن مباحثات فهمي مع أشتون تناولت المفاوضات الدولية مع إيران حول تطورات الملف النووي الإيراني. يذكر أن اتفاقاً تم التوصل إليه بين إيران ودول (5+1)، بشأن برنامج طهران النووي، خلال المفاوضات التي جرت في 24 نوفمبر الماضي، في جنيف، كما قرر الطرفان مواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي، لمشكلة نووي إيران. كما تطرق اللقاء إلى تطورات الأزمة السورية والأهمية البالغة لتوصيل المساعدات الإنسانية وضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوقف أعمال القتل اليومية والتوصل إلى حل سياسي للأزمة. ومنذ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة، تتخذ من لندن مقراً لها. وكانت آشتون قد التقت في وقت سابق اليوم، في القاهرة الأمين العام للجامعة العربية نبيل فهمي، وبحثت معه عددا من القضايا الثنائية والإقليمية. ووصلت آشتون إلى مصر مساء أمس في زيارة تستغرق يومين تلتقي خلالها عددا من المسؤولين المصريين في مقدمتهم الرئيس المؤقت عدلي منصور وأبرز المرشحين المحتملين لرئاسة مصر وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، ورئيس حركة التيار الشعبي حمدين صباحي. وتعد هذه الزيارة هي الرابعة لآشتون للقاهرة منذ الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في يوليو الماضي.