مصر الفرعونية مهد أول جهاز مخابرات الجاسوسية من العنصر البشري إلي طائرات التجسس معاهدة السلام لم توقف حرب المعلومات بعدما فشلت الأسلحة التقليدية في أداء الدور المنوط بها، تم ابتكار نوع جديد من الأسلحة، التي أثبتت عن جدارة فاعليتها، وهي سلاح المعلومات، والاستخبارات. إنه عالم المخابرات، والجاسوسية ذلك العالم المتوحش ،الأذرع الذي لا يقر العلاقات أو الأعراف ،أو يضع وزناً للمشاعر تسنه دائماً قوانين لا تعرف الرحمة أساسها الكتمان، والسرية، والجرأة، ووقوده المال، والنساء، منذ الأزل، وحتى اليوم، وإلى الأبد فهو عالم التناقضات بشتى جوانبها الذي يطوي بين أجنحته . الأخطبوطية إمبراطوريات، وممالك ، ويقيم نظماً ، ويدحر جيوشاً وأمماً ، ويرسم خرائط سياسية للأطماع والمصالح والنفوذ. الجاسوسية لن تنتهي أن ما دعا شبكة الإعلام العربية " محيط" من مناقشة هذا الملف هو العملية المخابراتية التي تمكنت اجهزة المخابرات المصرية من كشفها مؤخرا ،وخاصة بعد أن أصبحت مصر في ظل الثورات المتلاحقة مسرحا خصبا ومرتعا للعديد من أجهزة المخابرات العالمية وعلي رأسها إسرائيل مما يدق ناقوس الخطر المحيط بالدولة المصرية من كل جانب . ويذكران المستشار هشام بركات النائب العام المصري، قد أحال إلي محكمة جنايات القاهرة، أربعة متهمين بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، وتضم ضابطان بالموساد الإسرائيلي ومصريان ، وذلك لقيامهم بالسعي والتخابر لمصلحة إسرائيل، ونقل معلومات داخلية للموساد من شأنها الإضرار بالمصلحة القومية للبلاد، وقد اعترف المتهمان المصريان أمام النيابة العامة بارتكابهما جريمة التجسس لصالح إسرائيل، وأفصحا عن طبيعة المعلومات التي أبلغ بها الموساد الإسرائيلي وأمر النائب العام بضبط وإحضار ضابطي الموساد المتهمين. إسرائيل العدو الاول والسلام لا يوقف التجسس ومن الجدير بالذكر إن إسرائيل تقع في قلب العالم العربي وتخشى على نفسها، وبالتالي لابد وأن تكون لديها معلومات عن كل دول العالم بدون استثناء، وحتى أميركا لم تنج من عمليات تجسس إسرائيلية. مصر تمثل العدو الأول والمستمر لإسرائيل، ولذلك تسعى الأخيرة دائماً لجمع معلومات عن مصر.ومع انه تم إبرام معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل عام 1979، إلا انه لم تتوقف حرب المعلومات بين الجانبين منذ اللحظة الأولي لتوقيع تلك المعاهدة. ظهور الجاسوسية ظهرت الجاسوسية مع بداية الخليقة ،ومنذ فجر التاريخ ،وتعتبر من أقدم المهن التي مارسها الإنسان البدائي ،وقد مثلت ممارستها بالنسبة له ضرورة ملحة دفعته إليها غريزته الفطرية ،للحصول على المعرفة ،ومحاولة استقراء المجهول ،وكشف أسراره التي قد تشكل خطراً يترصد به ،في المستقبل دوافع التجسس استخدم الإنسان الأول التجسس في الاستدلال على أماكن الصيد ، والثمر ا ، والماء ، والمأوى الأمين ، الذي يحميه من عوادي الطبيعة والوحوش والبشر ، وتختلف شدة ممارسة التجسس بين مجتمع ،وآخر حسب نوع الأعراف والتقاليد ، والعادات السائدة ، فنراه على سبيل المثال سمة ثابتة عند اليابانيين ، حتى أن الجار يتجسس على جاره بلا حرج ، فالتجسس جزء من حياتهم العادية داخل وخارج بلادهم ، كما أن الشعب الياباني يؤمن بأن العمل في مجال المخابرات خدمة .نبيلة ، في حين أن معظم شعوب العالم تعاف هذه المهنة ، التي لا غنى عنها في الدولة المعاصرة ، حتى تقوم بمسئولياتها فلا يكفي أن تكون الدولة كاملة الاستعداد للحرب في وقت السلم ، بل لابد لها من معلومات سريعة كافية لتحمي نفسها ، وتحقق أهدافها في المعترك الدولي . أول جهاز مخابرات في التاريخ يذكر ان حصار جيش الملك (تحتمس الثالث) فرعون مصر لمدينة يافا دفعة إلي تنظيم أول جهاز منظم للمخابرات عرفه العالم ولما طال حصار جيشه للمدينة ولم تستسلم حاول فتح ثغرة في الأسوار وخطرت له فكرة إدخال فرقة من جنده إلى المدينة المحاصرة ، ليشيعون فيها الفوضى. والارتباك ، ويفتحون ما يمكنهم من أبواب ، واهتدى إلى فكرة عجيبة ، شرحها لأحد ضباطه واسمه ( توت ) ، فأعد 200 جندي داخل أكياس الدقيق ، وشحنها على ظهر سفينة اتجهت بالجند وقائدهم إلى ميناء ( يافا ) ،التي حاصرتها الجيوش المصرية ، وهناك تمكنوا من دخول المدينة وتسليمها إلى المحاصرين وبدأ منذ ذلك الوقت تنظيم إدارات المخابرات في مصر والعالم كله . من العنصر البشري إلي طائرات وأقمار التجسس حرب المعلومات تستخدم فيها شتى الأساليب المتاحة، وأهمها العنصر البشري الجاسوس الذي يرى، ويسمع وينقل، ويصف فقد كان هو الأداة الأولى بلا منازع وفي القرن العشرين حدثت طفرة هائلة في فن التجسس ، ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) ظهرت آلات التصوير الدقيقة التي بحجم الخاتم وكذلك أجهزة اللاسلكي ذات المدى البعيد والفاعلية العالية وأجهزة لتنصت المعقدة وأدوات التمويه والتخفي السرية التي تستحدث أولاً بأول لتخدم أجهزة الاستخبارات. وفي النصف الأخير من القرن العشرين تطورت أجهزة الاستخبارات في سباق محموم للتمييز والتفوق وظهرت طائرات التجسس وسفن التجسس ثم أقمار التجسس التي أحدثت نقلة أسطورية في عالم الجاسوسية لدى الدول الكبرى استلزمت بالتالي دقة متناهية في التمويه اتبعتها الدول الأقل تطوراً التي لجأت إلى أساليب تمويهية وخداعية تصل إلى حد الإعجاز كما حدث في حرب أكتوبر 1973 على سبيل المثال. اقرأ فى هذا الملف * احذر من هاتفك.. التجسس الإلكتروني أحدث صيحات التخابر * وكيل المخابرات السابق يكشف ل"محيط "المسكوت عنه في تاريخ الجهاز ويفجر مفاجآت * مشاهير مصر..موعد مع الموت في "ستيوارت تاور" * الجنس الناعم فاعل رئيسي في العمل السري بالمخابرات * الجاسوسية.. حقائق وأرقام * «العلاقة الغامضة» بين دولة "الفنانين" ورجل"المخابرات" ** بداية الملف