لندن: لم يكن أحد ليشك ان ذلك الرجل المدعو "فادي نصري" والواقف أمام الكاميرات يبكي زوجته بمرارة بعد ان وجدها غارقة في دمها في منزله هو الرجل الذي يقف وراء مقتلها من أجل أن يعيش حياة باذخة مع عشيقته التي عرفت بعملها في بيع جسدها ليلا قبل أن تتعرف علي نصري. لعدة أيام ظلت الشرطة البريطانية تتابع التحقيق مع العديد من المشتبه بهم فيما كان نصري "34 عاما" يدعوها لسرعة الكشف عن الجناة قبل ان تتغير الأمور قبل عدة شهور عندما كشفت الشرطة وجود عدد من الصور لصديقته الليتوانية علي هاتفه المحمول حيث بدأت الحقيقة بالظهور شيئا فشيئا. الزوج المثالي بحسب صحيفة "الجمهورية" المصرية كان يعيش حياة مزدوجة حيث كان يصرف أموالاً طائلة في الفنادق والسفر خارجا مع فتاة ليل ليتوانية كانت تجني 200 جنيه استرليني كل ليلة من عملها قبل أن يلتقي الاثنان وبسبب عيشه في هذا البذخ سرعان ما بدأ الرجل يقع تحت طائلة الديون وسعيا للهرب منها قرر الرضوخ لمطالب زوجته نيشا باتال لترك كسله وفتح شركة لتأجير سيارات الليموزين بالاستعانة بأموال نيشا التي كانت تعمل في الشرطة الخاصة البريطانية وكانت كل ما تريده انجاب طفل وهو أمر رفضه الزوج . هذا الرفض ترجمته نيشا إلي تهديد بالطلاق وهو ما قاد فادي إلي الاستنتاج ان حياة البذخ ستودعه إلي الأبد ويعود إلي التسكع والديون ان تم فجاء الحل في تلك البوليصة التي وقع عليها الزوجان للتأمين علي الحياة بقيمة 350 ألف جنيه استرليني في فبراير 2006 .. فادي ولد في العاصمة اللبنانية بيروت وانتقل للعيش في بريطانيا مع والده وهو في السابعة من العمر حيث اعتنت به جدته وعمته اثر طلاق والديه. لكنه يبدو انه منحرف قديم حيث سجن عام 1998 سبعة أشهر بعد ان حاول الهرب من شرطي طلب منه الاطلاع علي بطاقة ضرائبه منتهية الصلاحية وهناك تعرف علي عدد من الاشخاص يمكن ان يستخدمهم في تنفيذ الجريمة ضد زوجته . تعرفت الضحية نيشا علي نصري من خلال صديقة في عام 2001 وقد تزوج الاثنان في السادس من مايو 2003 وقبل ذلك التاريخ بستة اشهر كانت نيشا قد نجحت في الحصول علي وظيفتها في الشرطة الخاصة في مركز ويمبلي للشرطة محققة العديد من النجاحات ايضا في حياتها حيث كان لديها محلها الخاص لتزيين الشعر للسيدات وطالبت زوجها عدة مرات بالتفرغ للعمل معا وهو ما تم حينما فتح الاثنان شركة لتأجير سيارات الليموزين بالاستعانة بالمال الذي ادخرته نيشا. ويقول اصدقاء مقربون من الزوجين ان نيشا كانت غالبا ما تشتكي من كسل نصري الا انها كانت تحبه كثيرا وكانا يظهران كما لو كانا طيور حب . في عام 2006 بدأ الجدل بين الزوجين يزداد حول انجاب طفل وكانت نيشا تشتكي من عدم وصول زوجها إلي البيت إلا في ساعات الصباح الأولي وغالبا ما كان يقول انه غير قادر علي ممارسة الجنس بسبب التعب خصوصا بعد ان بدأ في مواعدة فتاة ليل ليتوانية في العشرينات من عمرها تدعي لاورا موكيني وذلك في وسط العاصمة البريطانية لندن حيث سرعان ما بدأ فادي وموكني بالمواعدة في العديد من فنادق العاصمة. وتعتقد الشرطة ان قرار نصري بقتل زوجته وتعيين رجل للقيام بالمهمة جاء بعد ان اخبرته صديقته الليتوانية انها حامل حيث تعتقد اشرطة انها اجرت عملية للاجهاض في ليتوانيا بالاستعانة بأموال زوجة نصري . بدأت وقائع جريمة القتل التي اعد لها المجرم سيناريو محكما في السادس من مايو 2006 عندما ترك نصري نيشا وحيدة في منزلها بعد ان نسق مع خمسة شبان ليقوموا بكسر زجاج المنزل في ويمبلي لكن نيشا نجحت في منعهم من الدخول فعلا بعد ذلك قام نصري بالتنسيق مع روجر لوسيل وهو تاجر مخدرات ليقوم بتسديد "ضربة احترافية" ضد زوجته. في الحادية عشر من مايو ترك فادي زوجته للمرة الثانية وحيدة طالبا منها غلق الأبواب حيث سبق ان قدم مفاتيح منزله إلي القاتل الذي دخل إلي المنزل واستعان بسكين موجها اياها إلي ساق نيشا التي حاولت الهرب لتبدأ فيما بعد سلسلة من الطعنات التي وجهت إلي أماكن متفرقة من جسدها. قام أحد الجيران بالاتصال بنصري الذي وصل إلي المنزل ليمثل دور الزوج المصدوم وليري زوجته تنقل عبر سيارة الاسعاف إلي المستشفي وهي تلفظ انفاسها الأخيرة ولكنها توفيت قبل الوصول إلي المستشفي. بعد أسابيع من الحادثة قام نصري بتحويل أموال زوجته باسمه وذهب في رحلة مع عشيقته إلي اسبانيا وليتوانيا والولايات المتحدة لكن هذا الوضع لم يدم لفترة طويلة حيث لعبت الصدفة دورها للكشف عن القاتل. فقد نجحت الشرطة في متابعة بعض وقائع الجريمة من خلال كاميرا مراقبة وضعت فوق احد المحلات في مقابل المنزل حيث شوهد القاتل وهو يرمي بالسكين قبل أن ينطلق بسيارته التي سجل رقمها من خلال الصور التي التقطتها الكاميرا وتم معرفة صاحبها الذي عرف صاحب السكين ومن خلال متابعة سجلات الاتصالات الهاتفية تم معرفة كل من المجرم ونصري وعلاقتهما بالجريمة. يقول كاتن باتال "35 عاما" شقيق نيشا عن زوج اخته حينما اخبرنا الطبيب ان نيشا لم تنج وضعت يدي علي كتفه وقلت له لا تقلق سأعتني بك مضيفا لكنني لم استطع ان اعانقه حتي اثناء دفنها. سلمت علي جميع الناس الا هو. يقول باتال رغم ان زواجهما استمر لثلاث سنوات وكان الاثنان يبدوان سعيدين الا انني عرفت ان هذا الزواج لن يدوم بسبب اختلاف شخصيتهما. كانت نيشا منظمة بشكل غير معقول بينما كان هو يقضي كل وقته في الخارج فإن أرادت منه فعل شيء ستراه يبدأ ذلك لينتهي الوقت وهو يعمل شيئاً آخر .