نظّم سائقو الشاحنات في قطاع غزة، مسيرة جابت شوارع القطاع، رفضا لاستمرار الحصار، الذي تسبب بتعطلهم عن أعمالهم. وفتح السائقون أبواق مركباتهم، خلال المسيرة، محدثين ضوضاء كبيرة في الشوارع، في محاولة لإسماع صوتهم، كما قال بعضهم لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء. وألصق السائقون العاملون في شركات "النقل الخاص"، لافتات على مركباتهم كتب على بعضها، "نحن نبحث فقط عن قوت أطفالنا"، "إلى متى سنبقى دون عمل ومن سيعوضنا"، "متوقفون عن العمل منذ سبعة أشهر". وطالب السائقون المؤسسات الحقوقية والدولية ب"التحرك العاجل" على حد وصفهم، لرفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن سبعة أعوام. ودعوا وزارة النقل والمواصلات في حكومة غزة المقالة، إلى رفع "تسعيرة النقل"، بما يتناسب مع الأسعار المرتفعة للوقود الإسرائيلي، بعد غياب الوقود المصري المهرّب إلى القطاع عبر الأنفاق الحدودية مع مصر. ويتم بيع لتر وقود "البنزين"، المورد من إسرائيل، بسبعة شواقل تقريبا (2 دولار أمريكي)، في حين كان لتر الوقود المهرب من مصر يباع بثلاثة شواكل ( 85 سنتا). وكان الغزيون يعتمدون على إمدادات الوقود المهرب من مصر عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية قبيل عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي، وإغلاقه لغالبيتها. ويزيد الحصار الإسرائيلي من معاناة سائقي الشاحنات، حيث تحظر إسرائيل إدخال مواد البناء، والمواد الخام الخاصة بالمصانع، وهو الأمر الذي تسبب بركود الحركة التجارية والصناعية في القطاع. وقال عبد الرحمن الشريف، سائق أحد الشاحنات المشاركة في المسيرة لوكالة لأناضول:" منذ سبعة أشهر، وأنا متوقف عن العمل، بسبب ارتفاع سعر الوقود الإسرائيلي، وإبقاء وزارة النقل والمواصلات على سعر الأجرة القديم". وأضاف:" حتى إن أوقفت إضرابي عن العمل، فإنني لا أحقق أي ربح، ولا أستطيع توفير قوت أطفالي العشرة، فما أحصل عليه من مال يكون ثمنًا لشراء الوقود، وإصلاح الأعطال، وترخيص الشاحنة". بدوره ناشد السائق يحيى السوسي، "دول العالم، والمؤسسات الحقوقية والدولية إلى العمل على "رفع الحصار عن قطاع غزة". وقال:" نحن نريد العيش بكرامة فقط". وفرضت إسرائيل حصارًا على قطاع غزة منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، عام 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة في عام 2007. وقال السوسي لوكالة الأناضول:" سعر الوقود الإسرائيلي أغلى من المصري الذي كان يهرب عبر الأنفاق، بقيمة الضعف، ومازالت تسعيرة النقل ذاتها، وهذا يتسبب لنا في خسارة كبيرة". ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى قرابة 700 ألف لتر من مادتي السولار والبنزين. ويدخل إلى القطاع المحاصر كميات محدودة من الوقود الإسرائيلي بشكل شبه يومي، عبر معبر كرم أبو سالم.