القاهرة : فتيات الليل شخصيات مرفوضة اجتماعياً رغم تشجيع بعض الشياطين والترويج لهن لما يحققنه من مكاسب. كثيرات من هن يعيشن خلف القضبان وكثيرات يبحثن عن التوبة. فريق آخر يستهويهن الجو الموبوء من داخل هذا العالم الأسود. اقتربنا من هن وكانت هذه الحكايات . الحكاية الأولي قصة أغرب من الخيال تعرضت لها "سعاد" التي بدأت تروي حكايتها قائلة "أنا لا أريد شيئاً من أحد. السجن أصبح مصيري الوحيد. لكن لايزال عندي ما يمكن أن أقدمه للآخرين. خاصة الفتيات وطالبات الجامعة وهي النصيحة" هكذا بدأت سعاد أحمد "22 سنة" اعترافاتها . قائلة "كنت أقيم مع أسرتي وكانت حياتي تسير بشكل طبيعي وهاديء رغم أن أسرتي متوسطة الحال. أبي كان لديه ورشة لتصليح السيارات وكان دخله مرتفعاً حيث كان يعاملني معاملة حسنة. ولكن أغواني الشيطان عندما تعرفت علي طالب جامعي نجح في إيقاعي بشباكه عبر كلماته المعسولة ووعوده البراقة. وأقنعني بالزواج العرفي" . أضافت "انسقت وراء هذا الشاب بلا وعي وتركت أسرتي وانتقلت للإقامة معه ولكن كانت الكارثة الكبري والمفاجأة أنه شاب بلا نخوة أو ضمير عرفني علي بعض أصدقائه ثم طلب مني أن أتقرب إليهم مقابل مبلغ من المال وعندما رفضت في بداية الأمر تخلي عني. خفت من "كلاب السكك" فرجعت إليه مرة ثانية رغماً عني لاحتفاظه بورقة الزواج العرفي وقلت له "أنا تحت أمرك"، وفعلاً بدأ يعرفني علي أصدقائه ويقبض الثمن وعلمت فيما بعد أني لست الضحية الوحيدة وأن هناك آخريات سقطن في شباك هذا الشيطان وأنه يتاجر أيضاًً في أجسادهن" . تابعت سعاد "وجدت نفسي عاجزة عن الافلات من البئر التي سقطت فيها ولم أعد قادرة علي العودة لأسرتي بعد أن هربت منهم منذ عام. ودارت الأيام وظللت أعيش مع زوجي الندل في وكر الرذيلة إلي أن داهم رجال الشرطة الشقة وألقوا القبض علي الجميع وتم اقتيادي إلي السجن وضاعت أحلامي ومستقبلي أنا وأسرتي" . فتاة أخري في نفس سن الفتاة الأولي وتدعي "عفاف خليل" فتاة في العقد الثاني من عمرها تنتمي لأسرة متوسطة الحال . قالت "والدي يعمل نجاراً وماتت أمي منذ ما يقرب من عشرة أعوام. أبي يعمل في الورشة طول النهار وكنت أجلس وحيدة في المنزل. لم يكن الفقر والحرمان هما السبب الوحيد ولكن الحرمان العاطفي كان هو السبب ". وأضافت "تعرفت علي إحدي الصديقات بدأت أحكي لها وحدتي طلبت مني ذات يوم أن أخرج معها وأن نجلس في "كوفي شوب" وأخرجت علبة سجائر من شنطة يدها وقدمت لي سيجارة كانت البداية وبعدها تعلمت شرب الشيشة وتعرفت علي بعض الشباب" . تابعت "في إحدي الجلسات تعرفت علي سيدة تعمل راقصة في الأفراح. علمتني الرقص حتي تفوقت عليها. بدأت أرقص في الأفراح حتي أصبحت أتفوق علي كل الراقصات اللاتي يعملن معي وذات يوم تم القبض علي بتهمة مزاولة الرقص بدون ترخيص والتحريض علي الفسق وأصبحت لدي عدد من القضايا. لم يكن أمامي إلا طريق الشيطان والرذيلة حيث تعرفت علي أصدقاء كثيرين وفتيات كثيرات وعرفت طريق الشقق المفروشة وحصلت علي مبالغ كبيرة من راغبي المتعة الحرام وذات يوم وفي إحدي الشقق المفروشة تم القبض علينا جميعاً وسقطت الشبكة التي كنت أعمل فيها وأصبحت الآن أنتظر السجن في عدة قضايا . هذا هو طريق الشيطان الذي انجرفت إليه وأنا نادمة ولكن ماذا يفيد الندم بعد أن سقطت في بئر الحرمان" .