ترك صلاة الجمعة ..خطورة وغضب إلهي

انفردت صلاة الجمعة بالتوصية والبركة، فرغم كون جميع الصلوات مفروضة وملزمة للعبد وعظيمة عند الله تعالى؛ إلا أن التوصية الإلهية خصت صلاة الجمعة بالتشديد على ترك كل متاع الدنيا عند النداء إليها لما فيها من الخير والوحدة وإحقاق الطاعة لله.
ولا يجوز أن يتخلَّف عن الجمعة بلا عذر ثلاث مرات، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} الجمعة:9.
عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ"، رواه الترمزي والنسائي وابن دواود وابن ماجة.
والطبع على القلوب يكون على قلوب الكفار، وعلى قلوب المسلمين العاصين، فأما الطبع على قلوب الكفار فهو طبعٌ على القلب كله، وأما الطبع على قلوب المسلمين العاصين فيكون طبعاً جزئيّاً، بحسب معصيته، وفي كل الأحوال ليس الطبع ابتداء من الرب تعالى، بل هو عقوبة لأولئك المطبوع على قلوبهم، أولئك بما كفروا، والآخرون بما عصوا.
كما قال تعالى في حق الكفار "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً" النساء 155.
وفي حالة الطبع على القلب، يصبح قلبًا مظلمًا مغلقًا مطبوعا عليه، "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" الجاثية:23.
ليست كاليهودية
الإسلام ليس كاليهوديَّة، حيث جعلت العمل في يوم السبت حرامًا، لا يجوز القيام بعمل دنيوي في يوم السبت، حتى إنه ابتُليت طائفة منهم بالصيد يوم السبت، تأتي الأسماك والحيتان شارعة مرتفعة أمامهم، فلم يُطيقوا صبرًا، ليمكروا بالحيل التي توقعوا أنها تغنيهم من عذاب الله، فوضعوا الشباك مساء يوم الجمعة، ليشبك بها الأسماك، ولا يقربون الشباك في يوم السبت، وفي صباح الأحد يغنمون ما نالتهم سوء أعمالهم.
ذكر ذلك القرآن فيما ذكره عن هؤلاء المحتالين على ما حرم الله، وجعلهم قردة، قال لهم: "قُل كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ"البقرة:65.
لماذا الجمعة؟
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم.
وصح عنه أنه قال: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها" رواه مسلم.
والله سبحانه وتعالى يفضل بعض الأيام على بعض، كما فضل بعض الشهور على بعض، وفضل بعض الناس واصطفاهم، له في ذلك الحكمة التامة سبحانه وتعالى، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.
أفضل ساعة للدعاء في يوم الجمعة
يوم الجمعة مشتمل على ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم،والراجح من كلام أهل العلم أن تلك الساعة هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل الغروب.