اختلف مع من شئت وكيف شئت، ولكن إياك أن يتحول اختلافك مع الأفراد والجماعات إلى اختلاف مع الوطن ذاته، فليس الذين اختلفت معهم هم الوطن، إنما هم أشخاص زائلون وإن طال بهم الأمد، ولكن سيبقى الوطن حُضناً للجميع ومظلة للكافة وملاذاً للكل، لا يجوز نقده، ولا التعريض به، ولا الإنتقاص من شأنه، ولا مبارزته العداوة سراً وعلانية.. وكل من حاد عن تقديس وطنه واحترامه وإجلاله فلا يحق له البقاء في أرضه ولا الإستظلال تحت سمائه، وليلتمس له في الأرض مأوىً يواري سوأته النتنة. إن سبًّ الوطن خيانة، وإعلان الحرب عليه جريمة، والتصريح بحرقة إثم عظيم.. تلك الجرائم شاعت على ألسنة وأفعال أنذال أكلوا خير مصر وبارزوها العداوة في الصحف والقنوات العميلة تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك على خلفية اختلافهم أو كراهيتهم لزيد أو عمر.. ما ذنب الوطن أيها الجهّال المضللون فيما دار بينكم وبين خصومكم من أفعال كرّ وفرّ؟، كيف لكم أن تنابزوا الوطن بالألقاب وتتوعدوه بالحرق والدمار والتخريب كلما جاءت الأمور على غير أهوائكم الملوثة بالغدر والخيانة والخسة؟.. ضعيفٌ ما ترك ألسنتكم تلوك هذه الكلمات ولم يقطعها من جذورها. لقد أهينت مصر يا سادة عن طريق ثلة من الصبية والمجانين التي يتحركون كعرائس المسرح أو كقطع الشطرنج بيد من أسكنوهم الفلل والقصور وملأوا خزائنهم بما لذّ وطاب من عملات شرقية وغربية.. هؤلاء ما كان يجب السكوت عليهم، فبعض الحلم يطغيهم ويكسبهم أرضاً ومواقف لا يستحقونها، وما كان لهم أن يهنأوا بلحظة عيش واحدة بعيداً عن المطاردة لينشغلوا بأنفسهم عن الإساءة للوطن، وما كان لكل من أساء لمصر في وسيلة إعلامية خارجية أن يتمتع بجنسيتها، ولتكفي بحثالته تلك البقاع المشبوهة التي آوته. إن وضع النقاط على الحروف فيما يُخص مصر أمر لا مناص منه، ولابد من قطع لسان ويد ورجل كل من تطاول عليها أو أساء إليها، فليست حرية أن نُجرّح مصرنا، وليست ديمقراطية أن نحارب وطننا.. بل هي إفساد في الأرض وجب تطبيق حد الحرابة فيه على كل إرهابي أو بلطجي أو متسول بارز الوطن العدواة، فحرق مؤسساته وفجّر منشآته وقتل أبناءه، هؤلاء لابد أن يقتلوا في أماكن عبثهم ليكونوا عبرة لكل عابث أو خائن أو متطاول. شعب مصر لن يسمح لشرذام بأن يسقطوها جثة هامدة، وسوف يمزقونهم بأسنانهم حين تحين لحظة الفصل، وعندها لن تبقى لهم باقية، ولن تقوم لهم قائمة.. وقد أعذر من أنذر.