أعلنت الحركة العربية الأزوادية، المسيطرة على مناطق بشمال مالي، أنها بصدد تنظيم مؤتمر استثنائي نهاية الشهر الجاري لتقييم الوضع الأمني والسياسي في إقليم أزواد. ووفقا لوكالة " الأناضول"، قالت الحركة الانفصالية، في بيان يوم الأحد، إن "المؤتمر، سيتطرق إلى تحليل الأوضاع السياسية والأمنية بكل تعقيداتها وتدقيق المسار القائم لتسوية النزاع". ولم يحدد البيان بدقة موعدا لعقد المؤتمر، ولا الجهات التي يعتزم دعوتها للمشاركة فيه. وأضاف البيان أن "المجتمعيين سيناقشون أيضا إيجاد حلول لتذليل الصعوبات التي تقف أمام توحيد صفوف الحركات الأزوادية لبلورة موقف من قضية المفاوضات مع السلطات المالية". ومضى قائلا إن "المؤتمر سيعمل على تهيئة الظروف المناسبة لوضع إطار موحد لتوحيد القوي الحركية في الإقليم من أجل أن يساهم ذلك في تحرير أزواد". وطالبت "بعثة الأمم المتّحدة المتكاملة المتعدّدة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي" ب"الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف المتنازعة من أجل إدارة النزاع القائم بحيادية تامة ومسؤولية". وتسيطر الحركة العربية الأزوادية على بعض مناطق الشمال المالي، كما هو الحال بالنسبة للحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، اللذان يعتبران فيصلان محسوبان على الطوارق. وفي 18 يونيو/حزيران الماضي وقعت ثلاث حركات أزوادية اتفاقًا مبدئيًا مع الحكومة المالية برعاية رئيس دولة بوركينا فاسو ابليز كومباوري، والمعروف باسم اتفاق "واغادوغو". وكان من المفترض أن يؤدي هذا الاتفاق، الذي سمي اتفاقا تمهيدا للانتخابات الرئاسية ولمفاوضات السلام، إلى توقيع اتفاق "شامل ونهائي للسلام بين الحكومة وحركات التمرد الأزوادية، يعقبه نزع سلاح الأخيرة". لكن المفاوضات بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية توقفت أواخر سبتمبر/ أيلول 2013، بسبب الخلاف حول وضع الإقليم. وتتهم الحركات الأزوادية سلطات مالي بمحاولة إحداث شرخ فيها عبر مغازلة شخصيات محسوبة على العرب والطوارق. وشهدت مالي انقلابا عسكريا في مارس/ آذار 2012، تنازعت بعده الحركة الوطنية لتحرير أزواد مع كل من حركة التوحيد والجهاد، وحليفتها حركة"أنصار الدين، السيطرة على مناطق شمالي البلاد، قبل أن يشن الجيش المالي، مدعومًا بقوات فرنسية، عملية عسكرية في الشمال، في يناير/ كانون الثاني الماضي؛ لاستعادة تلك المناطق.