سيطرت قوات من البحرية الليبية وجرافات تابعة للثوار على ناقلة نفط أجنبية تحمل شحنة من النفط الخام حصلت عليها بطريقة غير قانونية من أحد الموانئ التي يسيطر عليها مسلحون انفصاليون، شرقي ليبيا. وقال المتحدث باسم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، محمد الحراري، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، إن "قوات البحرية وقوات من الثوار على متن جرافات بحرية تمكنوا مساء اليوم من السيطرة على ناقلة النفط، التي ترفع علم كوريا الشمالية بعد خروجها من ميناء السدرة النفطي". وتصاعدت أزمة النفط الليبي، أمس الأول، بين الحكومة الليبية وبين مسلحين يسيطرون على موانئ في شرق البلاد وذلك إثر بيع المسلحين شحنة 350 ألف برميل نفط خام لناقلة نفط تحمل علم كوريا الشمالية واسم (مورنينغ غلوري)". وأضاف الحراري أن "القوات المختلطة من البحرية والثوار أطلقت طلقات تحذيرية عقب محاصرة الناقلة، وخاطبوا ربانها الذي سلم على الفور". وبحسب مسئول ليبي رفيع المستوى، فإن عملية توقيف الناقلة، الصادر بحقها أمر اعتقال من النائب العام الليبي، لم يحدث خلالها أي اشتباك. وأضاف المسئول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "القبض على الناقلة تم بفضل غرفة عمليات النفط، التي تم تشكيلها من قبل لجنة الطاقة في المؤتمر الوطني العام قبل 48 ساعة. وأوضح أن "من ألقوا القبض على الناقلة هي مجموعة من ثوار مدينتي بنغازي ومصراتة بمساعدة البحرية الليبية". ويتم حاليا قطر الناقلة إلى ميناء الزاوية النفطي لتفريغ حمولتها في خزانات النفط بالميناء، بحسب المصدر ذاته. من جهته، قال الناطق باسم القوات البحرية الليبية العقيد أيوب بلقاسم، لوكالة الأناضول، إن الناقلة النفطية كانت في منطقة المخطاف القريبة من ميناء السدرة؛ إثر محاولتها مغادرة المياه الإقليمية الليبية. وأضاف أنه سيتم تسليم طاقم السفينة إلي مكتب النائب العام، الذي فتح تحقيقات في القضية، وكانت ناقلة النفط دخلت ميناء السدرة، السبت الماضي، لإتمام صفقة بيع نفط خام خارج إطار الدولة الليبية. وجاءت محاولة بيع النفط الليبي لهذه الناقلة رغم إعلان المؤسسة الوطنية للنفط الليبية حالة القوه القاهرة (الطوارئ) على كل الموانئ النفطية التي تسيطر عليها جماعة مسلحة التابعة لإقليم برقة الانفصالي. وفي يناير الماضي تمكنت البحرية الليبية من إبعاد ناقلة نفط تحمل العلم المالطي، واسمها "باكو"، كانت متوجهة إلى ميناء السدرة النفطي لشراء النفط ممن يسيطرون عليه. وتراجع إنتاج النفط في ليبيا، من 1.4 مليون برميل يوميا منتصف العام الماضي، قبل أن تبدأ الاحتجاجات في الموانئ الرئيسية شرقي البلاد، إلى 231 ألف برميل يوميا، بنهاية الشهر الماضي، مع استمرار الاضطرابات التي تطالب برحيل المؤتمر الوطني العام الذي مدد ولايته لمدة عام.