اعتبر المتحدث باسم الجيش الحكومي لجنوب السودان فيليب أقوير، اليوم الخميٍس، أن حل الأزمة في بلاده يكمن في المصالحة والحوار السياسي، وإنشاء ما أسماه ب"دولة الكل" في الجنوب. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته سفارة جنوب السودان بنقابة الصحفيين بالقاهرة، لوفد دبلوماسي يضم كلاً من فيليب أقوير، الناطق باسم وزارة الدفاع، وأتينج ويك، المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان، وماريو جاكسون مدير الاتصالات والعلاقات، الذي يزور مصر لمدة يومين -حسبما ذكرت وكالة "الأناضول". وقال أقوير، في كلمته بالمؤتمر، إن "ريك مشار (النائب المقال للرئيس سيلفاكير ميارديت) قام بالتدبير لعمل انقلاب عسكري يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضى وحاول السيطرة على مقر الرئاسة، لكن الجيش قام بفرض سيطرته على الأوضاع". ووصف المتحدث باسم الجيش الحكومي ما حدث بأنه "عملية تحويل للصراع السياسي إلى حرب عصابات"، معتبرًا أن الحل يكمن في المصالحة والحوار السياسي وإنشاء "دولة الكل" في جنوب السودان. وأضاف أقوير:"جنوب السودان جزء من الأمن الإقليمي الذي يعتبر شيئًا جماعيًا وإقليميًا، ولا يوجد دولة تعتبر جزيرة منفصلة في العالم اليوم". وأوضح أقوير أن "7 من مجلس التحرير الوطني المكون من 136عضوا، أعلى هيئة سياسية لحزب الحركة الشعبية الحاكم، نادوا بالعصيان المدني ضد سلفاكير لإجباره على تسليم السلطة، لافتا إلى أن 128 من المجلس وقفوا إلى جانب الرئيس سلفاكير وأعلنوا دعمهم وتأييدهم له". ومن جانبه، قال سفير جنوب السودان بالقاهرة، أنتوني كون، خلال كلمته، إن "مصر أول الدول التي تضامنت معنًا، ونحن ننظر لها كشقيق أكبر"، على حد قوله. وأضاف: "مصر اتخذت موقفا مشرفا من الأحداث الأخيرة في جنوب السودان، ونحن نقدر ذلك ونتقدم بالشكر لحكومة مصر والجامعة العربية على موقفهم المشرف مما حدث، وهذا أثلج صدورنا وأكد لنا معاني كثيرة وسيكتب ذلك في حسنات الأخوة في مصر وفي جامعة الدول العربية". ووصف سفير جنوب السودان بالقاهرة "مشار" بأنه "مهووس بالسلطة ويؤمن بأنه سيكون زعيمًا لجنوب السودان؛ لأن أحد الزعماء القبليين تنبأ له بذلك"، مضيفا: "مشار قام بتصميم علم جديد للبلاد وإلغاء الحالي". ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من قبل ريك مشار على تصريحات المتحدث باسم الجيش وسفير جنوب السودان بالقاهرة. وفي منتصف ديسمبر الماضي، دارت في جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه سلفاكير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار. ووقع طرفا الأزمة في جنوب السودان اتفاقا في 23 يناير الماضي، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين، وتبادل الطرفان اتهامات بانتهاكه. وكانت آخر جلسة للمفاوضات المباشرة بين طرفي الصراع في جنوب السودان في 11 فبراير الجاري ولم تحدد الوساطة الأفريقية (الإيغاد) أي موعد لاستئنافها حتى الساعة . وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن لجنة الوساطة تعقد جلسات انفرادية بين طرفي الصراع الموجودين الآن بأديس أبابا من أجل الوصول إلى صيغة متقاربة لاستئناف المفاوضات.