اندلعت اشتباكات جديدة في ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط في جنوب السودان، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه المتمردون والحكومة الشهر الماضي - حسبما أفاد ممثلون من الجانبين. وقال متحدث باسم المتمردين، طلب عدم كشف هويته، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في نيروبي إن مالاكال -عاصمة ولاية أعالي النيل- تخضع لسيطرة المتمردين الذين يتجهون حاليا نحو أكبر حقول نفط في المنطقة. كما قال متحدث آخر باسم المتمردين يدعى لول رواي كوانج، في أديس أبابا "كانت هناك جيوب لم نكن نسيطر عليها، ولكننا تغلبنا على هذه الجيوب التي كانت تقاوم، ومن ثم أصبحت قواتنا تتحكم بالكامل ونعمل فقط على تعزيز مكاسبنا". ومن ناحيته، أكد المتحدث باسم قوات الحكومة فيليب أجوير، أن القتال دائر في مالاكال، موضحا لوكالة الأنباء الألمانية:"من السابق لأوانه أن نحدد من الذي يسيطر على المدينة". وقال سكان مالاكال إن الاشتباكات بدأت صباحا وأن الكثير من الأشخاص فروا إلى مبنى خاص بالأمم المتحدة قرب المطار. وتأرجحت السيطرة على مالاكال عدة مرات خلال الصراع الدائر منذ شهرين والذي أسفر عن مقتل الآلاف وفرار أكثر من 800 ألف شخص من منازلهم. كان ممثلون للرئيس سلفاكير ونائبه السابق زعيم المتمردين رياك مشار قد وقعوا اتفاقا لوقف إطلاق النار في 23 يناير، وأكدوا الأسبوع الماضي أنهم سوف يبدءون محادثات سلام. ولكن وقف إطلاق النار كان هشا منذ البداية، حيث وقعت اشتباكات متقطعة ولا سيما في شمال الدولة. ويتبادل الجانبان اتهامات خرق وقف إطلاق النار. وتوقفت عملية السلام نتيجة لرفض سلفا كير إطلاق سراح أربعة من أنصار مشار الذين يتهمهم الرئيس بالتآمر للقيام بانقلاب. وتحول صراع السلطة بين سلفا كير ونائبه السابق مشار إلى أعمال عنف في منتصف ديسمبر الماضي عندما اندلعت الاشتباكات بين قبيلتي الدينكا والنوير المؤيدتين لهما على الترتيب.