الحكومة السورية تتعهد بحزمة إصلاحات جديدة واتهامات "الخيانة" تلاحق الأسد img title="فيدو يظهر تعذيب الشرطة السورية للمتظاهرين " height=200 src="http://moheet.com/image/72/225-300/726835.jpg" width=225 align=left ? ارشيف?? فيدو يظهر تعذيب الشرطة السورية للمتظاهرين دمشق: دخل نظام الرئيس السوري بشار الاسد مرحلة "خطيرة" عقب توالي استقالات المسئولين الموالين له ، بالاضافة الى تعالي هتافات المحتجين التي وصفت الرئيس ب"الخيانة والجبن"، متهمين اياه باطلاق أوامر لقوات الامن ضد الشعب بدلا من تحرير مرتفعات الجولان المحتلة، مما اسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى. وعبر عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان خلال اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" اليوم الاحد عن اسفه الشديد لاستخدام الامن السوري للعنف لمعالجة الازمة التي تعاني منها سوريا. واضاف "ان بعض الاشتباكات التي حدثت بين الامن السوري والمتظاهرين ادت الى وقوع مصابين في الجانبين ووقوع قتلى بسبب استخدام القوة المفرطة". وذكر ان السلطات السورية لا تريد الاعتراف بوجود ازمة خانقة في البلاد ، مطالبا بعمل حوار وطني شامل للخروج من الازمة، مؤكدا ان هناك ازمة ثقة بين الشارع السوري وحكومته مما ادى الى رفض المتظاهرين لاي مبادرات اصلاحية. توالي الاستقالات وتتوالى استقالات المسئولين السوريين احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين ، وكان اخرهم عضو مجلس محافظة درعا بسام الزامل الذي اعلن استقالته اليوم الاحد من مجلس محافظة درعا احتجاجا على قمع السلطات السورية للمتظاهرين. ويعد الزامل المسئول الرابع الذي يعلن استقالته بعد اعلان نائبين ومفتي درعا استقالتهم امس السبت، فيما اعتقل الامن السوري الناشد الحقوقي دانيال سعود رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية. وقال الزامل في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية "انه من الواجب تقديم استقالتنا احتجاجا على تعامل الاجهزة الامنية السورية مع مواطنينا"، واضاف "اناشد رئيس الجمهورية بالرحمة في التعامل مع ابناء شعبنا". وتأتي هذه الاستقالة بعد ان استقال كل من مفتي درعا الشيخ رزق عبدالرحيم ابا زيد ، ونائبين في مجلس الشعب السوري هما ناصر الحريري وخليل الرفاعي اعتراضاً علي التعاطي الأمني السوري مع المتظاهرين وقتلهم العديد منهم. ومن جانبها اعلنت منظمات حقوقية سورية الاحد ان السلطات في دمشق اعتقلت الناشط الحقوقي دانيال سعود رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية، وعضو اللجنة التنفيذية في الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الإنسان . وقال بيان لمنظمات حقوقية "إن اعتقال الحقوقي والمعتقل السياسي السابق جاء أمس السبت على خلفية نشاطه الحقوقي في سورية ، وهو لايزال قيد الاعتقال حتى لحظة إصدار هذا البيان " . وأدان البيان اعتقال سعود قائلا "إننا في المنظمات الموقعة على هذا البيان ، ندين ونستنكر اعتقال دانيال سعود ونبدي قلقنا البالغ على مصيره ، ونطالب بالإفراج الفوري عنه ، دون قيد أو شرط". وتابع "كما ندين استمرار الأجهزة الأمنية بممارسة الاعتقال التعسفي على نطاق واسع خارج القانون ، بحق المعارضين السوريين ومناصري الديمقراطية وحقوق الإنسان ، والمتظاهرين السلميين وذلك بالرغم من إلغاء حالة الطوارئ في سورية منذ أيام ". والى ذلك قال ناشطون حقوقيون الأحد أن الشرطة السرية السورية داهمت منازل قرب العاصمة دمشق ليلة امس السبت، وذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه المعارضة الشعبية للرئيس بشار الأسد في أعقاب هجمات هي الأسوأ ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية. "تجييش إعلامي" img title="احتجاجاتات فى درعا " height=200 src="http://moheet.com/image/72/225-300/725649.jpg" width=225 align=left ? ارشيف?? احتجاجاتات فى درعا في غضون ذلك نقلت وكالة الانباء السورية "سانا" عن مسئول في القيادة العامة للجيش السوري والقوات المسلحة تصريح مفاده أن "مفرزة أمنية في بلدة نوى بريف درعا تعرضت لهجوم من قبل مجموعة إجرامية مسلحة" ،وقد أدى تبادل إطلاق النار مع أفراد المجموعة الإجرامية إلى مقتل خمسة عناصر من المفرزة وجرح خمسة آخرين ومقتل عنصرين من المجرمين المهاجمين وإصابة خمسة عشر آخرين بجراح". وفي نفس السياق ذكرت الوكالة السورية تعرض أحد الحواجز العسكرية في بلدة إزرع بريف درعا أيضا إلى هجوم من قبل مجموعة إجرامية مسلحة وعلى الفور تصدت له عناصر الحاجز ما أدى إلى جرح عنصرين من عناصر الحاجز ومقتل أحد أفراد المجموعة "الإجرامية" المهاجمة وفرار الآخرين. ووصف الوكالة السورية المظاهرات التي خرجت في عدد من المدن بأنها "محدودة" لكنها قالت إن مظاهرة مدينة درعا "شارك فيها الآلاف هتفوا للحرية والشهيد". وذكرت أن "سوريا تتعرض لحملة تحريضية واسعة وتجييش إعلامي غير مسبوق من قبل محطات فضائية أعادت جدولة برامجها لاستهداف سورية ودعوتها المباشرة للتظاهر وإثارة الفوضى وقيامها بتحديد أماكن التجمعات والتظاهرات وأماكن التحرك في الساحات والشوارع وعناوين الشعارات التي سيتم إطلاقها". وأضافت "سانا" إنه رغم كل ذلك "خرجت امس مظاهرات محدودة في عدد من المحافظات". وافادت بان "عناصر الشرطة تدخلت لفض إشكالات وقعت بين المتظاهرين وبعض المواطنين ولحماية الممتلكات الخاصة من التخريب وانفضت بعض التظاهرات بشكل سلمي". "خائن وجبان" من جهتها اعلنت منظمات حقوقية ان قوات الأًمن ومسلحون موالون للأسد قتلوا 112 شخصا على الأقل في اليومين الماضيين عندما أطلقوا النار على محتجين يطالبون بالحريات السياسية وإنهاء الفساد يوم الجمعة وخلال تشييع جنازات الضحايا بعد ذلك بيوم. وكانت تلك أدمى هجمات وأكبر مظاهرات منذ تفجر الاحتجاجات في مدينة درعا بجنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن قبل خمسة أسابيع. وردد المحتجون أمس السبت هتافات وصفت الأسد بأنه "خائن وجبان"، وطالبته بأخذ جنوده إلى الجولان، منتقدين الرئيس السوري لإطلاقه قواته ضد شعبه بدلا من تحرير مرتفعات الجولان المحتلة. وقال نشطاء سوريون إن قوات الأمن السورية قتلت امس السبت، ما لا يقل عن 14 شخصا إثر إطلاقها الرصاص لتفريق الآف المشاركين في تشيع جنازات عدد من ضحايا ما يعرف باسم " مذبحة الجمعة العظيمة" . وصرح ناشط سوري في مدينة درعا لوكالة الأنباء الألمانية بأن ستة أشخاص قتلوا عندما تجمع أهالي درعا ومنطقة حوران القريبة لحضور جنازة 23 شخصا قتلوا في مدينة أزرع خلال احتجاجات الجمعة. وقال الناشط "قوات الأمن تمنع قافلة من المعزين من الوصول إلى أزرع للمشاركة في الجنازة...نتوقع مزيدا من إراقة الدماء اليوم حيث تغلى الشوارع بالغضب"، وأضاف إن ثمانية أشخاص قتلوا في ضاحيتين بالعاصمة دمشق. ويذكر ان الأسد ألغى قانون الطوارئ الأسبوع الماضي في محاولة لتهدئة المحتجين وتخفيف الانتقادات الدولية لاستخدام القوة المميتة ضد المدنيين. وفرض قانون الطوارئ في سوريا منذ أن سيطر حزب البعث على السلطة قبل 48 عامًا. وذكر المعارضون "إن قمع المتظاهرين والاعتقالات التي أعقبت ذلك تظهر أن هذه الخطوة جوفاء. وأبعد الأسد معظم وسائل الإعلام الأجنبية من البلاد خلال حملته على المحتجين، ومن ثم يصعب التحقق من التقارير المستقلة لأعمال العنف. حزمة اصلاحات عادل سفر وفي ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح السياسي في سوريا ،أعلن عادل سفر رئيس الوزراء اليوم أن حزمة من التشريعات المهمة سيتم إقرارها في الأيام المقبلة في إطار الإصلاح السياسي في البلاد. وذكرت وكالة الانباء السورية "سانا" الاحد إن إعلان رئيس الوزراء جاء خلال استقباله عمر اونهون السفير التركي لدى دمشق. وأشارت الوكالة إلى أن رئيس الوزراء عرض للسفير التركي طبيعة ودوافع الأحداث وحملات التحريض والمؤامرة التي تتعرض لها سوريا. وأشار رئيس الوزراء السوري الى أهمية المراسيم التي صدرت في مجال الاصلاح السياسي، والتي تمثلت برفع حالة الطوارئ والسماح بحق التظاهر السلمي والغاء محكمة أمن الدولة العليا، مؤكدا أنها تشكل جزءا من حزمة تشريعات مهمة سيتم إقرارها في الايام المقبلة على صعيد قانون الأحزاب والإعلام والإدارة المحلية. ورحب رئيس الوزراء السوري بالخبرة التركية في مجال تعزيز عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والتطوير الإداري، لافتا إلى أهمية الاستفادة من التجربة التركية في وضع آلية ملائمة لترجمة نتائج عملية الاصلاح على أرض الواقع بالسرعة الممكنة. ومن جانبه أكد السفير التركي متانة وقوة علاقات التعاون السوري التركي ونوه بالإصلاحات والقوانين التي قامت بها سوريا في هذا المجال، مشيرا إلى دعم بلاده لهذه الخطوات المهمة، ومجددا وقوف تركيا إلى جانب سوريا وثقتها بقدرتها على تجاوز هذه الأزمة. إدانة دولية كاترين اشتون ومن جانبه اكد الاتحاد الاوروبي ان قسوة القمع السوري للتظاهرات الاحتجاجية التي حصدت ارواح اكثر من ثمانين شخصا امر لا يمكن التسامح معه. وقالت المسئولة عن السياسة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون انه يجب تقديم جميع المسئولين عن هذه الجرائم الى العدالة ومحاسبتهم على افعالهم . ودعت اشتون الحكومة السورية الى اجراء اصلاحات جذرية ابتداء من احترام الحقوق والحريات الاساسية وسيادة القانون وقالت انه من الاهمية بمكان الشروع في هذه الاصلاحات وفقا لجدول زمني محدد . فيما انضمت روسيا الى الدول التي تندد بسوريا لاستخدامها العنف المفرط في تفريق المتظاهرين. واكدت الخارجية الروسية ان موسكو تعتبر نفسها صديقة لدمشق ولكنها مقتنعة بان الحوار البناء والاصلاح السياسي والاقتصادي فقط بامكانهما تحقيق التطور الديمقراطي. وحثت الخارجية الروسية جميع الاطراف على وقف اعمال العنف والبحث عن حل سلمي للمشاكل العالقة . وفي برلين وصف وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله العنف الممارس بحق التظاهرات السلمية بامر غير مقبول وقال ان الحكومة الالمانية تستنكره باشد التعابير . وفي سياق متصل ،حثت مجموعة تضم رجال قانون مجلس الامن الدولي في جنيف على اتخاذ خطوات عاجلة لضمان سلامة المدنيين في سوريا. وقالت المجموعة ان الاسرة الدولية اخفقت حتى الان في حماية الشعب السوري من انتهاك حقوقه على نطاق واسع. وحثت هذه المجموعة حكام دمشق الى وضع حد لاعتداءاتها على المتظاهرين واخلاء سبيل اولئك الذين تم حبسهم والسماح لمنظات حقوقية بدخول الاراضي السورية. ومن جانبها دعت تركيا السلطات السورية الى التصرف بأقصى قدر من ضبط النفس، والإحجام عن العنف واعتماد الوسائل الملائمة امام التظاهرات الضخمة" وقالت ان الإصلاحات في سوريا ينبغي إجراؤها بتصميم وانهاؤها بأسرع وقت ممكن من دون اضاعة الوقت . ومن جهة أخرى صرح مصدر مسئول في دمشق أن "الجمهورية العربية السورية تعبر عن أسفها لصدور بيان أمس الأول للرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الأوضاع في سورية كونه لا يستند الى رؤية موضوعية شاملة لحقيقة مايجري". وأضاف المصدر: "لقد سبق لسوريا أن نفت ماروجت له الإدارة الأمريكية حول الاستعانة بإيران أو غيرها في معالجة أوضاعها الداخلية ونستغرب إصرار الإدارة على تكرار هذه الادعاءات الأمر الذي يشير الى عدم المسئولية والى أن ذلك جزء من التحريض الذي يعرض أمن مواطنينا للخطر". موقف صعب الرئيس الامريكى باراك اوباما من جهتها ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاحد أن تصاعد أحداث العنف ضد المتظاهرين فى سوريا يضع الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى موضع دبلوماسي صعب. ونقلت الصحيفة الامريكية عن نقاد سياسيين قولهم: "إن الولاياتالمتحدة وبالتحديد أوباما تعاملا مع الرئيس السورى بشار الأسد كما لو انه مصلح حقيقى ولكنه كان فى الواقع يسير على خطى والده كسلطوى مستبد على استعداد لمهاجمة شعبه اذا طالب بحريات سياسية".
وذكرت الصحيفة أن مظاهرات الجمعة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 75 شخصا من قبل القوات السورية لترتفع حصيلة القتلى إلى أكثر من 200 شخص منذ بداية الاحتجاجات. وأضافت أن الرئيس اوباما أدان أعمال العنف التى تستخدمها الحكومة السورية ضد المتظاهرين، وقال فى بيان له إن الأسد والسلطات السورية فضلت مصالحها الشخصية عن مصالح واهتمامات الشعب السورى. ومضت الصحيفة إلى القول إنه بالنسبة لأوباما فإن الوضع فى سوريا يصبح كالحرب على أفغانستان بمعنى الصعوبة المستمرة، فيما تحاول الولاياتالمتحدة الانسحاب من العراق فى ظل تصاعد عملها العسكرى فى ليبيا مع استخدام طائرات بدون طيار، غير أن الشعب الأمريكى يشعر بالقلق إزاء التدخلات الأمريكية فى شئون الدول الخارجية، والتى ليس لها علاقة على مايبدو بأمنها القومى.