الدّمام: قال الشاعر محمد الخبّاز في مقدّمة قصيدته "ياماك" التي ألقاها أول أمس الثلاثاء في أمسية شعرية بأدبي الشرقية إنّ مشكلة الأقليّات في العالم أنهم مهما بذلوا من تضحيات وأظهروا من تفوّق وبطولة إلا أنّ القبيلة تنظر إليهم على أنهم آخر مختلف. وأضاف موضحاً أن "ياماك " فارس تركي عاش في بلاط سيف الدولة وكان من خواصّه الذين قاتلوا معه وحين مات حزن عليه سيف الدولة ورثاه المتنبي بأبيات وصفه فيها "بالغريب" ليكون رمزاً للفرد الذي ترفض القبيلة أن ينتمي إليها شأنه في ذلك شأن عنترة الذي رفضت قبيلته الاعتراف به رغم أنّه دافع عنها وبقيت قيمته تزداد من خلال ازدياده في انحنائه وخضوعه للقبيلة. وابتدأت الأمسية التي أدارها الشاعر عبد الله السفر - وفق صحيفة "الوطن" السعودية - بتعريفه بضيف الأمسية الأول الشاعر عيد الخميسي حيث ذكر أن له من الدواوين "كنّا" عن دار الجديد ببيروت عام 1998 وديوان "البوادي" عن مؤسسة الانتشار العربي ببيروت في عام 2007م، وله عن طريق النادي الأدبي بالرياض "جملة لا تناسب القياس" عام 2008م. ثم قرأ الخميسي قصيدتي "فم المريض وشقشقة" واتبعهما بقصائد "حضن ثالث، كي تكون في مجال النظر، في حالة كهذه، يا أختاه، إن عرفنا ذلك، كفاف، إن أردت، ليلة واحدة، اكتمال الجملة وقصيدة: أثناء ركض البطل". ومن قصيدة بعنوان "أصابع يوم تموت" نذكر للخميسي: أغلق نافذتي جيدا ناعساً ووحيداً كليلٍ تحدَّرَ في حلق غصنٍ يمد أصابعهُ في فراغٍ كليل تحدَّر في حلق شاعر فظل يُكاتب أسرارهُ سَوف أُغلق نافذتي جيداً وسأتركُكُم تجدون لهذا الدم الآن رُوحاً لتشربهُ نقبوا سَوف لا تحملُهُ غير رمالٍ كل هذا الدَّم لا تحمله غير رمالٍ فظَّةٍ لم تَعُد لِتَرانا وكان ضيف الأمسية الثاني الشاعر ماجد الثبيتي الذي عرّفه السفر ذاكراً أنه شاعر وقاص من مواليد مدينة الطائف، وله ديوان شعر لا يزال مخطوطاً بعنوان "سفينة نوح". ثم ألقى الثبيتي القصائد التالية "نطفة، القبر لم يعد آمناً، النمل أكلة اللحوم، بلا الجنائزية، شفاء الشاب آرثر من آلامه، الحياة بدون حسومات". ومن قصيدة للثبيتي بعنوان "سفينة نوح - عليها السلام" نقرأ: ضد النَفَس القَصير للآلات الضخمة ضد المفاجآت الفاشلة في تاريخ الفشل ضد سوء الفهم و سوء التعبير و سوء الإلكترونات المعاصرة ضد الوحل الذي أحببناه في منتصف العمر ضد الصدأ في مصافحة الأصدقاء بعد غياب طويل ضد الجدران التي تبادر بالحركة ضد القوانين و الأنظمة داخل دورات المياه في الإنترنت ضد الذل والعزة معاً في شخصية الرجل المذكور ضد البطل في المعركة الخالدة و في معارك التمرين أيضاً ضد مزارع الفيروسات اللزجة داخل رحم الجارات ضد لحظة ليست في حسبان الساعة ضد المأزق الذي سنقع فيه جميعاً بعد غد ضد الموافقة بنعم على أي شيء في الحياة وكانت الجولة الأخيرة للشاعر محمد الخبّاز الذي عرّف له مقدّم الحفل بأنّه "شاعر وناقد" وأنه فاز بالمركز الأول في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم عام 2004 قسم الشعر، وقد صدر له "سيرة وعي", وكتاب "عند سدرة المنتهى"، نماذج ودراسات للشعر القطيفي بالاشتراك مع علي الشيخ عام 2007م، وله أيضاً "قطرة عطش" وهو مجموعة شعرية صدرت ككتاب إلكتروني في عام 2008م. ثم ألقى الخباز قصائد "ياماك، النبيذ، السواد، والشيطان يحب أيضاً". من قصيدة النبيذ للخبّاز نذكر: باردٌ قلبُ هذا النبيذِ، كليلٍ متى ما شربناهُ نخباً لأوجاعنا خَفَّتِ الروحُ والرأسُ نادت على نادِلِ الكونِ فوقي: المزيدُ المزيدُ. أصخرٌ لماذا الأغاريدُ ليستْ تُحركهُ ،اليومَ، والقلبُ كأسٌ وساقِيْهِ هَمٌّ وتسهيدُ. باردٌ قلبُ هذا النبيذِ كبِيدٍ وما بيننا والأحبةِ تلهثُ بِيدُ.