القاهرة : " الثقافة والكتاب في فلسطين في ظل جدار الفصل العنصري " كان محور واحدة من أبرز الموائد المستديرة التي استضافها معرض القاهرة الدولي للكتاب والمختتم مؤخرا ، وحضرها الأديب الفلسطيني هشام دويكات ومحمد الأسمر مدير عام هيئة الكتاب بوزارة الثقافة الفلسطينية . أكد هشام دويكات أن المثقف الفلسطيني دخل في مواجهة ما يحدث في فلسطين بوسائل كيفية المحافظة فيها على التمسك بالوطن وبمقدساته وحلم العودة حيث ما زال المثقف الفلسطيني في الخارج يساهم في تثبيت الهوية الفلسطينية على أرضه . أضاف أن جدار الفصل العنصري يقسم القرى والمخيمات في فلسطين وانعكس كل شيء في فلسطين على الجانب الثقافي حيث تراجع الإنتاج الثقافي الفلسطيني وتراجع الكتاب وذلك أيضا بسبب توقف الأنشطة الثقافية الفلسطينية بعد الانتفاضة وبناء الجدار الفاصل وأصبح من المستحيل عقد أنشطة ثقافية كما كان يحدث في السابق وزاد على ذلك وجود وإنشاء جدار الفصل العنصري ، حيث من الصعب أن تعقد أمسية ثقافية في ظل دخول القوات الإسرائيلية فالبعد والهاجس الأمني له دور كبير . وقال أن ما يحدث الآن هو خطة إسرائيلية مدروسة من أجل الانشغال في جلب لقمة العيش ونحن المثقفين وظيفتنا البقاء على أرض فلسطين وتثبيت قدسية فلسطينوالقدس ومحاربة كل ما يقوم به الاحتلال . طول أصغر جزء من الجدار الفاصل 13 مترا وبالتالي يتعذر على الفلسطيني أن يتنقل ويقضي حاجاته اليومية لكن ما بالك باحتياجاته الثقافية فممارسات الاحتلال دمرت العديد من الممارسات الثقافية وأغلقت كل المؤسسات الثقافية في القدس وتم تدمير بقية المؤسسات في فلسطين كذلك الحالة الاقتصادية فالحصار الجائر أدى لتراجع الأنشطة الثقافية المختلفة وتوقف معرض الكتاب في فلسطين . وقال أن الإسرائيليين يخافون من الكتاب والمثقفين لأنهم يعلمون الفلسطيني كيف سيصمد وكيف سيواجه ويرسل رسالته إلى العالم بأنه صاحب الحق .. وقد توقف عقد مهرجان دولي في فلسطين وتوقف العديد من الأنشطة الثقافية بسبب إجراءات الاحتلال ولا توجد الآن عملية تواصل محسوسة بين النصفين من الوطن بسبب جدار الفصل العنصري وأيضا تراجعت دور النشر في فلسطين فمؤسسة بيت الشعب الفلسطيني تراجعت بنسبة 60% من عمليات النشر وجميع دور النشر تراجعت . مشيرا إلى أن الثقافة الفلسطينية تمر بمنعطف خطير جدا والحصار المتواصل يجعلنا نتساءل عن الدور المطلوب من المثقفين الفلسطينيين والعرب لكي نحافظ على الهوية الفلسطينية وكيف ستجد حضورها إلى الساحة من جديد . أضاف أن القدس العربية تتعرض لحالة شديدة من التهويد فالحفريات المتواصلة تحت المسجد الأقصى بهدف تدميره وهدمه وإخراج الآثار العربية والإسلامية من تحت الأرض وإدخال حجارة جديدة ليثبتوا حقهم المزعوم فيما يسمى بهيكل سليمان ، فالمقصود به تدمير المسجد الأقصى وإحلال الثقافة اليهودية وهناك مقاومة شرسة من جميع أهالي القدس . . لكن هناك صمتا رهيبا من البلدان العربية ولا تتفاجأوا إذا سمعتم يوما عن انهيار المسجد الأقصلا فهو معرض للانهيار في أي وقت ولا نعرف ما السبب لما يحدث من هذا الصمت الرهيب من الأخوة العرب والمسلمين . محمد الأسمر مدير عام هيئة الكتاب بوزارة الثقافة الفلسطينة ، قال أن إسرائيل لا تستطيع أن تفرض علينا حصارا فنحن نعتبر سلاح الثقافة من أهم الأسلحة التي يستخدمها الفلسطينيون في مواجهة العدوان الإسرائيلي . أوضح أن معظم الفلسطينيين يحضرون لدور النشر العربية لكتابة ما يريدونه وبالتالي الحضور الثقافي والإبداعي الفلسطيني لن يتوقف ربما سيشتد الحصار في بعض الأوقات لكنه لن يثنينا .. أضاف أن الجدار العازل منع التواصل بين القدس والضفة الغربية وهناك مجموعة من الاعمال والموسوعات تحدثت عما يدور تجاه هذه القضية وطالب بضرورة عمل كتاب جمعي موحد يتم فيه جمع الشمل ما بين الداخل والخارج وربما يأتي هذا اليوم قريبا .. ونحن نقوم الآن بتدريب بعض الطلاب الفلسطينيين وهؤلاء الطلبة يبيعونها .. فكلما يعملون حصارا سنجد طريقة ما لفك هذا الحصار.