يعقد القائمون على تراث ارنست هيمنجواي في كوبا الأمل علي بوادر الإنفراج التي طرأت علي العلاقات الأمريكية - الكوبية علي خلفية رغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تحسين العلاقات من اجل الحفاظ علي إرث وإبداعات الروائي الأمريكي الشهير. وأكدت مديرة متحف هيمنجواي بالعاصمة هافانا آدا روسا ألفونسو أن الجميع ينتظر إقدام أوباما علي تخفيف العقوبات الإقتصادية المفروضة علي كوبا من أجل صيانة وترميم البيت الذي عاش فيه الروائي الأمريكي قرابة ال 21 عاما وشهد تراثه الثقافي. وتأمل ألفونسو أن يتيح لها فك الحصار الإقتصادي الحصول على الأموال والمعدات اللازمة لصيانة البيت، حيث لم تسمح القيود التي فرضها بوش بنقل المعدات وتقديم الخبرة الفنية اللازمة للعمل على تجديد البيت الذي هوى الى درجة تحتاج الى ترميم شديد. وقام الصندوق الوطني للحفاظ على التاريخ بالولاياتالمتحدة بإدراج البيت في قائمته للاماكن التراثية المهددة في العالم بعد ان وصل الي حالة يرثي لها، كما ساهمت جامعات ومؤسسات أمريكية في تجديد المنزل إلا أن الحصار حال دون إكمال تلك المساهمات. وقضي هيمنجواي أجمل أيامه في هذا البيت ذو الطراز الاسباني والذي يقع على قمة تل، ومكث بين جدرانه خلال الفترة من 1939 وحتى 1960 قدم خلالها أروع أعماله وعلي رأسها "العجوز والبحر". وحالت الحكومة الأمريكية دون ترميم بيت هيمنجواي في فينكا فيجيا بعد ان عبث به النمل الابيض، خشية أن تفتح ترميم تراث هيمنجواي في كوبا الباب أمام تدفق السياح والاموال على الحكومة الشيوعية وأبرز معارض الولاياتالمتحدة. وأوضحت ألفونسو انه لا يزال هناك الكثير من العمل يتعين انجازه للحفاظ على الاف الكتب والوثائق التي يحويها قبو البيت وتحويلها الى نسخ رقمية، مشيرة الي أن كوبا التي تشعر بوطأة الازمة المالية العالمية ملتزمة بحماية تراث هيمنجواي ولكن قدرتها على الحصول على المعدات الباهظة محدودة ويرجع ذلك جزئيا الى الحظر الامريكي. وينظم متحف هيمنجواي الحاصل علي جائزة نوبل مؤتمرا نصف سنوي بفندق "أمبوس موندوس" حول تراث هيمنجواي ومن المقرر أن يحضر العديد من الخبراء الامريكيين مؤتمر هذا العام الذي سيعقد في الفترة من 18 وحتى 21 يونيو حزيران القادم. وكان أوباما قد أبدي سعيه لانفراجه في العلاقات مع الدولة الشيوعية وخفف من قيود السفر والتحويلات النقدية وعرض الاسبوع الماضي استئناف محادثات الهجرة التي قطعتها ادارة بوش، ولكنه قال انه سيبقي على الحظر المفروض منذ عام 1962 كأداة للضغط الى أن تظهر كوبا تقدما في مجال حقوق الانسان.