احتضنت العاصمة السورية دمشق مؤخراً أياماً ثقافية مغربية وبحرينية متضمنة تنويعات ثقافية وفنية متعددة احتفاء بدمشق كعاصمة للثقافة العربية. وأوردت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية أن الأيام الثقافية المغربية تضمنت ندوات فكرية شارك فيها مفكرون مغاربة وركزت على مظاهر التحديث في الثقافة المغربية، وفي محور ثان تناول المتداخلون الكتاب والمعرفة. كما أحيا المغاربة أمسية شعرية مميزة شارك فيها الشعراء وفاء العمراني وعلال الحجام ومحمد الصابر ونور الدين الزويتني، ومحمد بنعيسي. وفي مجال الفنون قدمت عروضاً سينمائية مثيرة للجدل في طروحاتها، ومن أهمها فيلم الراكد للمخرجة ياسمين قصاري، وفيلم نظرة للمخرج نور الدين الخماري، وفيلم الحلم المغربي للمخرج جمال بلمحدوب، وفيلم عرق الورد للمخرج حسن زينون، واختتمت الفعاليات السينمائية بلقاء مفتوح مع الجمهور السوري حول تجربة السينما المغربية بمشاركة الناقد المغربي حمادي كيروم، والفنام المعروف محمد مفتاح، والمخرج حسن زينون. وفي مجال المسرح اكتفت الفعاليات المغربية بعرض مسرحي واحد بعنوان نيكتيف وقدمته فرقة أبعاد على مسرح الحمراء بدمشق. كما تضمنت الأيام سهرات موسيقية من التراث الموسيقي المغربي والأندلسي. وعلى هامش الفعاليات الفكرية والفنية أقام المغاربة معرضاً للفنون التشكيلية شارك فيه نخبة من رواد الحركة التشكيلية المغربية، ومعرضاً آخر للكتاب والصناعات التقليدية والتراث، إضافة إلى عروض للحرف النحاسية والخشبية وصناعة الحلي والمجوهرات. اما الأيام الثقافية البحرينية التي اقميت بالتزامن مع الأيام المغربية، تضمنت أمسيات شعرية ومحاضرات حول الأدب البحريني وعروضاً سينمائية وحفلات موسيقية تراثية. وافتتح معرض للفن التشكيلي البحريني، شارك فيه خمسة عشر فناناً، حيث برزت من خلال لوحاتهم الاتجاهات الحديثة السائدة في البحرين وكان من أبرز المشاركين في هذا المعرض الفنان محسن غريب والفنان عبد الإله العرب، والفنانة فائقة الحسن، وقد لفتت الأنظار أعمال الفنان محسن غريب الذي اعتمد على التضاد اللوني ليعبر عن رموز ومدلولات مختلفة، كما تميزت أعمال الفنان عبدالإله العرب الذي دمج بين الحروفية التراثية واللوحة التشكيلية الحديثة، أما الفنانة فائقة الحسن، فقد شاركت بلوحة تجريدية تعبيرية. وفي الإجمال فقد عكست لوحات الفنانين الخمسة عشر تطور الفن التشكيلي في البحرين ومحاكاته للأصالة والتراثية والمعاصرة في آن. وعبر الفنان التشكيلي محسن غريب عن أهمية الأيام الثقافية البحرينية في دمشق، وقال لقد شكلت فرصة للتواصل بين البلدين، إضافة إلى التعريف بالتراث والثقافة البحرينية. وترافق معرض الفن التشكيلي البحريني بمعرض للكتاب، أما الفعاليات الفنية فقد بدأت بحفل فني أحيته فرقة التخت الشرقي، حيث قدمت وصلات بحرينية تراثية وحديثة. وشهد عرض فيلم حكاية بحرينية للمخرج بسام الذوادي إقبالاً جماهيرياً لافتاً، وأقام شعراء البحرين أمسية شعرية شارك فيها كل من: إيمان أسيري وكريم راضي وأحمد الستراوي. وألقت الدكتورة ضياء الكعبي محاضرة عن مسارات الأدب البحريني الحديث من عام 1970 إلى وقتنا الحاضر، وقدم البحرينيون مسرحية وحيدة بعنوان في انتظار مريم للمخرج والمؤلف جمال صقر.