مقديشيو: سيطرت ميليشيات المحاكم الإسلامية لعدة ساعات على مدينة "جوهر" عاصمة محافظة شبيلي الوسطي شمال مقديشيو، التي كانت مقرا للحكومة المؤقتة عام 2005، وهي أهم بلدة بين عدد من البلدات انتزعها الاسلاميون في الشهور القليلة الماضية، من الحكومة المؤقتة المدعومة من الغرب. ووفقا لما ورد بجريدة "الشرق الاوسط" اللندنية ، سيطرت ميليشيات المحاكم الإسلامية على مدينة "مهداي" التي تبعد بضعة كيلومترات الي الشمال من جوهر لفترة وجيزة لكنها انسحبت منها أيضا أثناء انسحابها من جوهر. وقتل سبعة أشخاص بينهم طفل في الهجوم الذي أبرز عجز الحكومة عن بسط سيطرتها على الصومال على الرغم من الدعم المقدم من القوات الاثيوبية وقوات الاتحاد الافريقي. وناشدت 40 هيئة اغاثة العالم أمس الاربعاء ، تركيز الاهتمام على ما أسمته " الوضع الإنساني المأساوي" في الصومال حيث يعاني مئات الالاف من الحرب والجفاف ونقص الغذاء. ودخلت مجموعات من مقاتلي المحاكم الإسلامية مدينة جوهر صباح أمس الاربعاء ، من عدة جهات، واستولت على مقر المحافظة ومركز للشرطة وأحد المعتقلات، حيث أفرجت عن عشرات المعتقلين الذين كانت تحتجزهم السلطات الحكومية فيه. وسيطر المقاتلون على أربع بلدات أصغر ونقطة تفتيش عسكرية قرب العاصمة قبل سيطرتهم على جوهر أمس الاربعاء. وأفاد شهود عيان بأن مقاتلي المحاكم الإسلامية استولوا على عربات قتالية تابعة للحكومة الانتقالية ومعدات عسكرية إضافة الي الوثائق الموجودة بمكاتب إدارة المحافظة ، وقد تبنت المحاكم الإسلامية مسئوليتها عن هذا الهجوم الذي تعرضت له مدينة جوهر الاستراتيجية. وقال عبد الرحيم عيسي عدو المتحدث باسم المحاكم الإسلامية في تصريح بث عبر وسائل الإعلام المحلية :" إن مقاتلي المحاكم شنوا هذا الهجوم لطرد ما وصفه بال"مأجورين" يقصد المسئولين الحكوميين من المدينة ". وأكد عدو بأن مقاتلي المحاكم قاموا بإطلاق سراح العشرات من السجناء الذين قال بأن السلطات في المنطقة "كانت تحتجزهم ظلما". وأضاف عدو أن ألأيام المقبلة ، ستشهد مفاجآت عسكرية سيراها الصوماليون بأنفسهم دون أن يخوض في تفاصيل إضافية . وقد انسحبت مليشيات المحاكم الإسلامية بعد ساعات من دخولها لمدينة جوهر الي منطقة الأدغال القريبة. ووصف المتحدث باسم المحاكم الإسلامية هذه الخطوة بأنها "تكتيكية " ، بحيث إن المحاكم لا ترغب في الوقت الحالي التمركز علي مناطق ثابتة، وقال : " إن هذه الخطوة ستأتي في وقت لاحق". وقد تعرضت المباني الحكومية في مدينة جوهر وكذلك منازل المسئولين في المحافظة إلي عملية نهب واسعة من قبل السكان المحليين لكن الاوضاع عادت الى الهدوء بعد عودة القوات الحكومية الي المدينة التي وصلتها أيضا تعزيزات عسكرية جديدة أرسلت من العاصمة مقديشيو. ولم تواجه مليشيات المحاكم الإسلامية مواجهات كبيرة من قبل القوات الحكومية وأسفر تبادل إطلاق النار بين الطرفين الي مصرع 7 أشخاص من بينهم 4 جنود حكوميين. وتعرض مقر المحافظة ومركز الشرطة لعملية نهب واسعة. وقد سيطرت مليشيات المحاكم الإسلامية علي مدينة "مهداي" التي تبعد بضعة كيلومترات الى الشمال من جوهر لفترة وجيزة لكنها انسحبت منها أيضا أثناء انسحابها من جوهر.