تجرى حاليا استعدادات مكثفة في مدينة إنتشون الكورية لافتتاح المركز الكوري للثقافة العربية والإسلامية يوم 22 اكتوبر المقبل. وقد شكلت هيئة استشارية عربية للمركز، حيث تم اختيار أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى رئيسا شرفيا للمركز ، والدكتور يوسف عبدالفتاح الأستاذ بجامعتي القاهرة وهانكوك للدراسات الأجنبية مستشارا له. ووفقا لما جاء بجريدة "الدستور" الأردنية تتمثل أهداف المركز الكوري للثقافة العربية والإسلامية في مدينة إنتشون الكورية في توضيح الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين ، وإظهار مدى إسهام الحضارة العربية في النهضة العالمية ، وإنشاء آليات للحوار العربي الكوري في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ، والتعاون العربي الكوري وتقديم كل طرف ما يستطيع لدعم الآخر في شتى المجالات. ولتحقيق هذه الأهداف وضعت خطة عمل رئيسية للمركز تتمثل في تعليم اللغة العربية للكوريين والكورية للعرب، وترجمة الكتب العلمية والثقافية من العربية إلى الكورية ومن الكورية إلى العربية ، وإقامة معارض لمختلف الدول العربية لتقديم الإمكانات السياحية والاقتصادية والاستثمارية والحضارية لها ، وخدمة رجال الأعمال وتقديم المشورة لهم وكذلك الترجمة اللازمة ، وإنشاء مركز معلومات لتقديم المعلومات اللازمة للطرفين في شتى المجالات ، وإنشاء مركز إعلامي لرصد ملامح صورة العرب والمسلمين في الإعلام الكوري ، والرد والتوضيح إذا لزم الأمر ، وكذلك رصد صورة كوريا في الإعلام العربي ومعالجة الأزمات في حينها. ويشتمل المركز على مصلى وقاعة محاضرات ومؤتمرات وعرض سينمائي ، وقاعة عرض دائمة للحضارة العربية والإسلامية ، وقاعة معارض خاصة بكل دولة عربية أو إسلامية ، ومكتبة خاصة بكتب الحضارة العربية والإسلامية ، والأفلام الوثائقية والأفلام الدرامية ، وأجهزة كمبيوتر بإمكانات عربية ، ومقهى ثقافي ، ومكتب إدارة يتفرع إلى شئون دولية ، وشئون ثقافية ، وشئون اقتصادية ، بالإضافة إلى مكتب خدمة لرجال الأعمال من الطرفين ، وقاعة مشاهدة للقنوات العربية مجهزة بأجهزة القمر الصناعي. ويعتبر المركز الأحدث في قارة آسيا بكاملها تحتضه مدينة إنتشون التي تقع على الساحل الغربي لكوريا الجنوبية وتبعد نحو 35 كيلومترا عن العاصمة سيول وقد تم توجيه الدعوة لعدد من الشخصيات العربية والإسلامية البارزة في منطقة الشرق الأوسط لافتتاح هذا المركز، وعلى رأسهم أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي قال في تصريحات سابقة: "إنه مقدر قيمة هذه المبادرة العظيمة من جانب كوريا الجنوبية للتعريف بالصورة الحقيقية للحضارة العربية الإسلامية وما قدمته من عطاء للبشرية." وأكد للوفد الكوري الذي كان في زيارة للقاهرة لتوجيه الدعوة: أنه عقد العزم على حضور حفل تدشين المركز، ويأمل أن تسمح له ظروف منطقتنا العربية في أكتوبر المقبل بالسفر إلى كوريا لهذه المهمة، وأوضح لضيوفه أن هذه ستكون ثالث مرة يزور فيها كوريا التي يعجب كثيرا بدأب شعبها وقدرته الخارقة علي صنع المعجزات في زمن قياسي مما أهل هذه البلاد لتحتل هذه المكانة في مقدمة دول العالم المتحضر. عن المركز الإسلامي الجديد، يقول رئيسه الدكتور هان دوك كيو - وفق جريدة "الشرق الأوسط" -: إنه يقام على مساحة 1600 متر مربع ويتضمن صالة عرض ومكتبة علمية، وقاعة عرض أفلام، ومطعما عربيا، وقاعة مؤتمرات، ويهدف إلى تفعيل الحوار الحضاري بين الثقافتين العربية والإسلامية من ناحية والكورية من ناحية أخرى وزيادة الترجمة من الكورية إلى العربية والعكس، بالإضافة إلى إقامة منتدى حوار بين العرب وكوريا كل عام في مختلف المجالات سياسية واقتصادية وثقافية. يذكر أن الشعب الكوري يدين بعدة ديانات من بينها "الشمانية" وهي ديانة بدائية انتشرت في حياة الناس من خلال العادات والتقاليد اليومية، "البوذية" وهي إحدى ديانات الفلسفة الفكرية وتؤمن بعملية تناسخ الأرواح ،" الكونفوشيوسية " وهي ديانة غير سماوية مثل الديانة البوذية ، "المسيحية- الكاثوليكية و البروتستانتية " وهي ديانة حديثة وافدة على كوريا ، "تشون دو كيو" وهي ديانة وضعية بدأت في الستينات من القرن الثامن عشر كحركة اجتماعية ضد الفساد والتجاوزات الأجنبية في البلاد ، " الإسلام " وهو الدين الذي وفد إلى كوريا مع مسلمي شمال الصين في أوائل القرن العشرين وأنتشر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بواسطة القوات التركية التابعة لقوات الأممالمتحدة القادمة إلى كوريا خلال الحرب الكورية(1950-1953).