طرابلس: أعلن مسؤول حكومي ليبي أن حلف شمال الأطلسي قد شن غارات مساء السبت على مرفأ طرابلس وعلى مقر إقامة العقيد معمر القذافي في باب العزيزية قرب وسط العاصمة، وذلك من دون الكشف عن مصير القذافي وما إذا كان في المقر أثناء قصفه أم لا. وقال شهود عيان إنهم سمعوا بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي لطرابلس دوي انفجارين كما رأوا طائرة حربية تحلق في أجواء العاصمة على علو منخفض. ولم يستطع مراسلو الصحافة الأجنبية الذين نقلتهم السلطات بواسطة حافلة من دخول مقر إقامة القذافي لعدم حصولهم على ترخيص بذلك. وعلل مسؤول ليبي عدم السماح للصحفيين بالدخول إلى المقر بالقول إن السلطات تتوقع المزيد من الغارات على المكان. ومن جانبه ، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية ابراهيم عثمان ان الحلف شن غارات على ميناء العاصمة طرابلس في الساعات الاولى من يوم السبت، الى جانب غارة على مجمع العزيزية، مقر القذافي. وسبق لطائرات الحلف ان اغارت على اهداف في بلدة سبها، الواقعة في عمق الصحراء الليبية جنوب غربي البلاد. وقال الحلف ان الطائرات اغارت ايضا على ثلاث بطاريات صواريخ ارض جو قرب مدينة الزنتان الجبلية جنوبيطرابلس، التي تسيطر عليها المعارضة. وينفي حلف الأطلسي أنه يستهدف القذافي بشكل عمدي ويؤكد أن طائراته تستهدف مقار للقيادة تقوم بتوجيه الهجمات ضد المدنيين قد يتصادف وجود الزعيم الليبي في أي منها. وفي مصراتة ، ذكرت تقارير إخبارية اليوم أن الثوار الليبيين تمكنوا من صد هجوم لكتائب العقيد معمر القذافي. ونقلت قناة "الجزيرة" على موقعها الإلكتروني عن ثوار القول: إن كتائب القذافي استخدمت الأسلحة الثقيلة في هجومها، وهو ما أسفر عن إصابة العديد من المدنيين بينهم أطفال. كما نقلت صحيفة "برنيق" الليبية عن شهود القول إن كتائب القذافي قصفت أمس منطقة طمينة شرق مصراتة والدافنية غرب المدينة بعشرات الصورايخ وقذائف الهاون، مما أسفر عن تدمير وحرق عدد من البيوت. وقالت مصادر من الثوار: إن قيادات الثوار في مصراتة، في غرب ليبيا، تحاول التمكن من السيطرة على المدينة والمناطق المجاورة قبل الانطلاق منها لتوسيع دائرة سيطرتهم. وفي شرق ليبيا، قال الثوار إنهم يستعدون -كما يقولون- لعملية كبيرة شرق البلاد في منطقة أجدابيا في الأيام المقبلة. في غضون ذلك ، ندد نظام العقيد معمر القذافي "بحصار" بحري قال إن حلف شمال الاطلسي يفرضه عليه بعد تدمير ثمان من بوارجه البحرية في عدة موانئ من البلاد في غارات شنها التحالف الدولي في اطار القرار الدولي 1973. وقال النقيب عمران الفرجاني قائد سلاح خفر السواحل في مؤتمر صحفي إن "البوارج الثماني التي دمرت ملك لخفر السواحل الليبي ولا يتجاوز طول الواحدة خمسين مترا". وأوضح أن بين البوارج المدمرة فرقاطة واحدة يبلغ طولها مئة متر تملكها البحرية الليبية وكانت في ميناء طرابلس بغرض الصيانة، واصفا هجوم الحلف الاطلسي بانه "جنون". وقال القائد الفرجاني متحدثا عن "حصار بحري"، انه لم تغادر أي بارجة من البحرية أو خفر السواحل، ميناءها منذ 25 اذار/ مارس عندما "تبلغنا انذارا من الحلف الاطلسي يحظر على مراكبنا الابحار حتى داخل مياهنا الاقليمية". وأوضح أن ثمانية مراكب تستخدم لدوريات خفر السواحل اصيبت في الغارات: خمسة في ميناء طرابلس واثنان في خمس وواحد في سرت (شرق). ومن جانبه، أعلن الاتحاد الافريقي الذي بات يعرب صراحة عن تحفظاته حيال العمليات الاطلسية، الجمعة انه سيعقد قمة طارئة مخصصة للنزاع في ليبيا الاربعاء والخميس المقبلين في اديس ابابا. وقد طلبت طرابلس عقد هذه القمة في نيسان/ ابريل من أجل ايجاد حل افريقي للازمة. وأعلن رئيس المفوضية الافريقية جان بينغ في حديث بثه تلفزيون غينيا الاستوائية الخميس "اننا نرى ان القرار 1973 للامم المتحدة الذي يخص الوضع الانساني ويقوم على مسؤولية حمايتهم (...) قد انتهك عمليا، نصا وروحا". ويقوم الاتحاد الافريقي بوساطة حول (خارطة طريق) وافق عليها القذافي لكن رفضها الثوار المطالبون برحيله قبل كل شيء. وكان مرفأ طرابلس الواقع قرب وسط المدينة تعرض مساء الخميس لغارات من حلف شمال الأطلسي أدت إلى إغراق خمس سفن حربية، كما استهدف القصف آنذاك ثلاث سفن أخرى في مدينتي الخمس وسرت إلى الشرق من العاصمة طرابلس. وتشهد العاصمة الليبية غارات شبه يومية للتحالف الدولي الذي تدخل في 19 مارس/آذار الماضي في ليبيا لمنع نظام القذافي من استخدام القوة ضد المدنيين، قبل أن يتولى حلف الأطلسي قيادة العمليات على ليبيا في نهاية الشهر ذاته.