صدرت حديثا عن دار الحوار رواية "ذاكرة الرماد" للروائية السورية ابتسام تريسي، في 159 صفحة من القطع الصغير. تعالج الرواية قصة حب محكوم عليه بالقمع سلفا، وعلاقة إنسانية محكوم عليها بالإجهاض مسبقا، لكن ليس من الأهل أو العشيرة هذه المرة وإنما من تبعات الأذى الذي ألحق بالفلسطيني وجعله أسير التشرد المستمر والتشريد المستمر. ووفقا لجريدة "القبس" الكويتية تحكي الرواية قصة صحافية سورية تلاحق في بيروت آثار الاجتياح الإسرائيلي، تتعرف على شاب فلسطيني هناك وتنشأ بينهما قصة حب، تتراوح بين أخذ وجذب حسبما تقتضي الحالة الأمنية. وتشاء ظروف القتل أن يفترقا بعد لقاء حميمي ويبتعدا كل في طريق ليثمر الحب عن أمل صغير سرعان ما تتخطفه قذائف الغدر في قانا. وما بين ولادة الحب وانبثاق الأمل وبين قانا، تخوض بك الرواية عبر لغة شعرية شفيفة في عوالم متنافرة حينا ومتآلفة أحيانا لتبسط لك جزءا من واقع مرير عاشته بيروت وعاشه الفلسطينيون إبان معارك القتل والتشريد. يقول بان حسني "الرواية قائمة على الاستحضار والمونولوج الداخلي، تنوع المونولوج بين خالد وندى وظهر مدحت في أول الرواية على لسان ندى، ثم استمرت الرواية بالمونولوج الداخلي لندى الذي ظل سائدا في أغلب صفحات الرواية. امتدت حقبة الرواية من عام 1985 وحتى حدوث مجزرة قانا عام 1996، ولا يشعر القارئ بمرور الحقبة الزمنية لأن السرد قائم على الاستحضار أثناء قراءة أوراق خالد. قصة الحب بين خالد وندى هي لب الرواية وجاءت الحرب كخلفية لإلقاء الظلال على تأثيرها وتبعاتها على كيان الإنسان العربي، والإحباط الذي تجسد في شخصية خالد صحيح وانعكس على جيله وجيل السبعينيات تماما كما انعكست ظلال حرب الخليج على الأجيال التي تلت ذلك وتماما كما انعكست حرب 67 على الأجيال التي سبقت ذلك". صدر للروائية اعمال "جذور ميتة، وجبل السماق ج1" ولها تحت الطبع "جبل السماق ج2 ، الخروج إلى التيه".