بعد الفلسطينيين لاجئون عراقيون حسن مدن حتى سنوات قليلة إن مفردة اللاجئين حين ترد، فإن ما يخطر على الذهن هم اللاجئين الفلسطينيون الذين شردوا من أراضيهم في مراحل مختلفة، أشهرها وأوسعها تلك التي جرت في العام ،1948 سنة إعلان قيام الكيان الصهيوني، بعد حرب الصهاينة على الفلسطينيين وتواطؤ العالم معهم على تقسيم فلسطين. يومها قالت الحكومات العربية التي أرسلت وحدات قليلة من الجنود للمشاركة في تلك الحرب اتضح فيما بعد أن البنادق التي زُود بها هؤلاء الجنود كانت فارغة من الذخيرة، إنها ترفض التقسيم ووعدت الفلسطينيين الذين هُجروا من أراضيهم بسرعة العودة، لذلك تركوا طبيخهم على النار، وفق تعبير مجازي بليغ لشاعر فلسطيني، لأنهم عائدون بعد قليل! لا تحتاج بقية الحكاية إلى شرح، فالهجرة امتدت لتبلغ حتى الآن ستين عاماً بالتمام والكمال، مات الكبار من هؤلاء في مناطق الشتات الموزعة على أراضي الله العربية التي ضاقت بهم على ما وسعت، وولد أبناء وأحفاد لم يروا من فلسطين سوى كفوف أجدادهم كما عبر محمود درويش مرة في حفل تكريم أقيم ببيروت للشاعر الفلسطيني أبي سلمى. تقرير لمنظمة العفو الدولية نُشر مؤخراً يشير إلى أن “اللاجئين" لم يعودوا مسألة فلسطينية فحسب، فلمثلهم أصبحت قضية أخرى تسمى قضية اللاجئين العراقيين، التي قالت المنظمة انها اتخذت “أبعاداً مأساوية". منظمة العفو الدولية تقول في تقريرها إن المجتمع الدولي تخلى عن واجبه الأخلاقي إزاء اللاجئين العراقيين، أما الأممالمتحدة فكانت قد أعلنت العام الماضي أن العنف في العراق أدى إلى اكبر موجة نزوح في الشرق الأوسط منذ عام 1948. تذكر المنظمة استناداً إلى دراسة أوضاع اللاجئين العراقيين في سوريا والأردن، أن هؤلاء اللاجئين يعيشون أوضاعا مزرية ويتهددهم مزيد من الفاقة، وأن المعاملة الدولية للاجئين العراقيين تزداد سوءاً. وفي شيء يُذكر بمأساة لاجئي فلسطين، يشير التقرير إلى تشديد آليات الإكراه وارتفاع حالات العودة القسرية التي تمارسها عدة دول أوروبية ضد اللاجئين من العراقيين، الذين صار عددهم هو الأعلى في العالم بما يربو على 7،4 مليون نازح ولاجئ. وأوضحت المنظمة أن العديد من الأسر العراقية في المهجر تعاني الفاقة وتواجه خيارات صعبة ومخاطر جديدة من بينها تشغيل الأطفال، مما يعيد إنتاج المأساة الفلسطينية في نطاقات أوسع، وبظروف لا تقل هولاً وبشاعة. عن صحيفة الخليج الاماراتية 16/6/2008