الهند بين روسيا وأميؤكا د.هاني شادي عرضت الولاياتالمتحدة الأميركية على الهند المساعدة في إقامة منظومة دفاعية تحمي الهند من الهجمات الصاروخية. كما ذكرت مجلة "ويكلي ستاندارد" أن الرئيس الأميركي جورج بوش اقترح تزويد الهند مجانا بحاملة الطائرات "Kitty Hawk" التي ستخرج من الخدمة قريبا، بشرط أن تقوم الحكومة الهندية بشراء مقاتلات "F/A-18E/F" لطيران القوات البحرية الهندية. وتقول مصادر روسية إن الهند تتخوف من قبول العرض الأميركي المتعلق بمنظومة الدفاع الصاروخية حتى لا تغضب روسيا والصين وباكستان. ويعتقد مراقبون روس أن الهند تتخوف أيضا من أن يفضي تعاونها العسكري مع الولاياتالمتحدة إلى سباق محلي للتسلح من الممكن أن يجعل المنطقة نقطة ساخنة حقيقية. ولا تزال دلهي تشكك في ضرورة الانضمام إلى مشروع الدرع الصاروخي الأميركي. ولكن إقبال الهند على شراء المزيد من المعدات العسكرية الأميركية يحثّ واشنطن على تطوير العلاقات مع الهند وحرمان روسيا من السوق الهندية للسلاح. ويرى مراقبون أميركان وهنود أن الولاياتالمتحدة تريد أن تجعل الهند قوة موازنة تعادل القوة العسكرية الصينية، وتسعى في موازاة ذلك إلى إزاحة شركات الصناعة العسكرية الروسية من سوق الأسلحة الهندي. وفي ما يتعلق بالعرض الثاني المتعلق بحاملة الطائرات الأميركية Kitty Hawk" فهي تأتي في مواجهة الاتفاق الذي وقعته الهند مع روسيا لشراء حاملة الطائرات الروسية "الأميرال غورشكوف". وتشير بعض وسائل الإعلام الروسية إلى أن العسكريين الهنود يفضلون حتى اللحظة شراء حاملة الطائرات الروسية. وتؤكد مصادر وزارة الدفاع الهندية أن دلهي قد توافق على زيادة تمويل عملية تحديث حاملة الطائرات الروسية في روسيا . ويذكر أن روسيا تقوم حاليا بتحديث حاملة الطائرات "الأميرال غورشكوف" (دخلت حيز العمل عام 1987) من أجل الأسطول البحري الهندي. وكان وفد هندي برئاسة النائب الأول لوزير الدفاع فيجاي سينغ قد زار موسكو الأسبوع الماضي ووافق على زيادة تمويل العقد المتعلق بتحديث حاملة الطائرات " الأميرال غورشكوف " بمقدار مليار دولار . وأكد مصدر في السفارة الهندية في موسكو أن التجارب البحرية لحاملة الطائرات والتي ستستغرق عامين يجب أن تبدأ في عام 2010. ومن المقرر أن تسلم السفينة رسميا إلى القوات البحرية الهندية في ديسمبر عام 2012". وهذا يعني أن الهند تميل أكثر لشراء حاملة الطائرات الروسية ، ولكن هذا لا يعني حسب البعض أن دلهي سترفض تماما حاملة الطائرات الأميركية وخاصة أنها هدية مجانية وإن كانت مشروطة بشراء الطائرات الحربية الأميركية. ومن المعروف أن روسيا والهند أبرمتا العقد الخاص بتحديث وتطوير حاملة الطائرات " غورشكوف " في شهر يناير 2004 حيث وافقت الأخيرة على دفع مبلغ 5ر1 مليار دولار مقابل تحديثها والحصول على 16 مقاتلة من طراز "ميغ-29 ك" و6 مروحيات من مروحيات مؤسسة "كاموف"، وإعداد طواقم الطيارين الهنود للعمل على هذه الطائرات، وتوريد المعدات وقطع الغيار الضرورية لها. ولكن اتضح فيما بعد أن تقدير حجم العمل على تحديث حاملة الطائرات لم يكن دقيقا حيث كان يجب استبدال الكثير من الأجزاء وعشرات الكيلومترات من الكابلات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف العمل بسبب انخفاض قيمة الدولار. ويرى خبراء روس أنه سيصعب على الهند الاستغناء عن السلاح الروسي وخاصة أن حصتها من صادرات الأسلحة الروسية تتجاوز نسبة 30 بالمائة لتحتل المرتبة الثانية بعد الصين في هذا المجال. وتشارك جميع أصناف القوات المسلحة الهندية تقريبا حاليا في برامج التعاون العسكري التقني الروسي الهندي. كما أن القوات البرية الهندية تتدرب حاليا على استخدام دبابات "ت-90 س"، التي تستوردها من روسيا. كما قامت القوات الجوية الهندية بشراء طائرات من طراز "سوخوي-30 م ك ي"، وحصلت على ترخيص لتصنيع هذه الطائرات في الأراضي الهندية. ومع ذلك فإن الصراع الأميركي الروسي على الهند كسوق للسلاح سيتواصل بكل تأكيد لا سيما وأن هذا الصراع يعبر أيضا عن صراع جيوسياسي بين واشنطنوموسكو. عن صحيفة الوطن العمانية 2/3/2008