10 أسئلة لرجل البيت الأبيض الجديد!! علاء حموده النار لا تخلف إلا الرماد .. والحروب والصراعات لا تترك الا كل دماء ودموع ودمار.. وفي حالة الرئيس الاميركي المنصرف غير مأسوف عليه جورج بوش الابن فإن التركة تجاوزت الرماد أوالدماء والدموع والدمار لتمثل شرخا في جدار العالم وجرحا لن يندمل بسهولة، حتى لو كان الطبيب المنتظر هو ابراهام لنكولن أو مارتن لوثر كنج وليس باراك حسين أوباما رجل البيت الابيض الجديد الذي ظفر بشهادة اعتماده أمس لقيادة دفة السفينة الاميركية من غرفة القيادة البيضاوية. بلى التركة مثقلة والجرح تجاوز عمقه بأميال آثار قنبلة عنقودية خارقة للجبال والتحصينات.. وأوباما عينه لم تخنه نشوة الانتصار متحدثا (ضمنيا) عن 4 سنوات أخرى للتخفيف من الايادي غير البيضاء لبوش وستجبر التاريخ على وضع الرئيس الاميركي المنصرف في صفحات مخضبة ب"الدماء" و" الدمار" كتبتها حربين شنتهما بلاده في وقت واحد في العراق وافغانستان تحت الشعار الأكذوبة "الحرب على الارهاب"،علاوة على اسوأ ازمة اقتصادية منذ الكساد الكبير في عام 1929 مرت بها الولاياتالمتحدة وصدرت تداعياتها لعالم آثر موقف التابع والمتبوع.. لكن الأسوأ من كل هذا هو صورة قبيحة للولايات المتحدة لا تكذب ولا تتجمل. التفاؤل العربي بالرجل الجديد للبيت الابيض أمر ليس منطقي على اعتبار أن استراتيجيات الولاياتالمتحدة الاميركية وسياساتها الخارجية تسير وفق محددات الأمن القومي.. والتشاؤم بقدومه تطرف غير مقبول لأن الحكم القبلي على أحداث لم تر النور هو محاكمة عسكرية محدد نتائجها سلفا ومجافاة لقواعد التحليل السليم. لكن تبقى أسئلة عشرة هي الفيصل والحكم في مسيرة الرجل الجديد، وبوصلة مستقبلية تستشرف خطوات اصلاح ما أفسده بوش. الاول: هل سيسحب الرئيس الاميركي الجديد قوات بلاده من العراق المكلوم بدون قيد أو شرط أو عقد زواج كاثوليكي يكبل ارادة العراقيين ويترك لهم تحديد مصيرهم بدون قعقعة السلاح الاميركية؟ الثاني: هل سيعتذر أوباما بوصفه معارضا قديما لحرب العراق ورأسا جديدا للدولة الاميركية عما أقدم عليه سلفه في بلاد الرافدين من جرائم يندى لها جبين الانسانية؟ الثالث: هل سيعود أوباما ببلاده إلى دور الوسيط النزيه في الشرق الأوسط ويقف ك"أضعف الايمان" على مسافة واحدة من الاسرائيليين والفلسطينيين دون انحياز مشبوه أو وساطة معيبة؟ الرابع: هل سيغلق سيد البيت الابيض الجديد سجن بلاده سيئ السمعة (جوانتانامو) ويضع حدا لمهزلة اسمها (المحاكمات العسكرية المخزية)؟ ويطلق سراح المعتقلين بدون سند اتهام حقيقي أو يحاكمهم مدنيا!! الخامس: هل سيطلق أوباما حوار جدي لبلاده مع حركة طالبان في أفغانستان والحكومة الأفغانية للحق دماء المدنيين الأفغان؟ وهل سيعتذر أيضا عن غزو أفغانستان وقتل سلفه للمدنيين بدلا من مسلحي تورابورا؟ السادس: هل سيتراجع أوباما عن أكذوبة (الحرب على الارهاب) وألعوبة (محور الشر) وتختفي هاتين العبارتين المشبهوتين من قاموس السياسة الاميركية دون رجعة؟ السابع: هل ستودع إدارة أوباما سياسة الألعاب الخفية الممجوجة للضغط على شعوبنا وتركيع ارادتها، والتي كان آخرها مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير التي أصدرها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو والتي لا أشك ولو للحظة واحدة أنها بتحريض أميركي. الثامن: هل سننعم بالدفء في شتائنا الخليجي.. دون أزيز طائرات أو زئير تهديدات متبادلة مع إيران؟ وهل بدأ عصر الحوار مع طهران دون ردة عن مقتضياته؟ الثامن:هل ستشهد منطقة الشرق الاوسط بسياسة أميركية جديدة تحترم الشؤون الداخلية دون تدخل مذموم أو ملابس جاهزة التفصيل لا تصل إلى الركبة؟ التاسع: وفي السلطنة لنا سؤال .. هل سنكون على موعد جديد العام القادم مع تقرير الاتجار بالبشر الذي ابتدعته إدارة بوش لتعكير أمزجتنا وتشويه صورة العمانيين في مجافاة واضحة لعلاقات الصداقة والاحترام المتبادلة. عن صحيفة الوطن العمانية 6/11/2008