تأييد من الجحيم عاطف عبد الجواد عندما حثت القاعدة الناخبين الأميركيين على عدم التصويت لجورج بوش في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2004، ماذا حدث؟ نجح بوش وسقط جون ماكين. اليوم أعلنت القاعدة أنها تؤيد المرشح الجمهوري جون ماكين. فماذا سيحدث؟ هل ينجح باراك أوباما ويسقط ماكين؟ بعض المحللين يقولون إن القاعدة تحبذ جون ماكين لأنه هو المرشح المرجح أن يواصل سياسات جورج بوش ، وبالتالي سوف يعطي القاعدة فرصة أفضل للاستمرار في تجنيد أعضاء جدد وانتحاريين. لكن جون ماكين ليس متحمسا لهذا التأييد الذي نشر على أحد المواقع المرتبطة بالقاعدة على الانترنيت، ولا يتفاخر به. بل أن هذا التأييد ترك حملة السيناتور ماكين في حالة من الهلع ، وفي مسعى لتخفيف وقع التأييد على الناخب الأميركي ، أشارت حملة ماكين إلى أن السناتور باراك أوباما حظي فيما يبدو بتأييد حماس. في كلمة ألقاها السناتور ماكين هذا العام قال إن اكبر تحد في زمننا هذا هو خطر الإرهاب الإسلامي المتطرف. وأي رئيس لا يعتبر هذا خطرا يعلو فوق كافة الأخطار الأخرى لا يستحق ان يجلس في البيت الأبيض. هذا ما قاله ماكين، وهذا اعتقاد شائع وواسع النطاق بين الجمهوريين الذين لا يخجلون من ربط الإرهاب بالإسلام. المرشح الجمهوري السابق مت رومني ، على سبيل المثال، قارن بين خطر التطرف الإسلامي بالنازية او الاتحاد السوفييتي. وبعض الجماعات المحافظة نظمت هذا الشهر أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية. والرئيس بوش نفسه تحدث في خطب له عما وصفه بالفاشية الإسلامية. لكن الخبراء يقولون إن تأييد القاعدة للجمهوري المحافظ جون ماكين ليس مفاجأة. ويقولون إن القاعدة أو جماعات مؤتلفة معها ربما حاولت تنفيذ عملية إرهابية في الأيام القليلة المقبلة قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في مسعى لدفع الأميركيين إلى انتخابه رئيسا. يقول هؤلاء الخبراء إن استمرار سياسات الرئيس بوش، من وجهة نظر القاعدة والجماعات المرتبطة بها، هو الأفضل من أجل نجاح جهودهم في التجنيد. فالرئيس الأميركي الذي يبقي القوات الأميركية في العراق إلى أجل غير مسمى، ويستمر في حربه ضد ما يسميه الإرهاب الإسلامي، ويميل إلى الحلول العسكرية، ويستعدي الدول الأخرى، هو أفضل أداة لتجنيد مزيد من أعضاء القاعدة والانتحاريين. أما رئيس اميركي من اصل افريقي، ابوه مسلم، يميل الى بناء جسور التفاهم بدلا من هدمها، فهو سيجعل جهود التجنيد أكثر صعوبة. اثناء الحرب الباردة ادى الخوف الأيديولوجي الأميركي من الشيوعية الى اعتبار كل يساري عميلا للسوفييت. وأدى قصر النظر هذا الى فاجعة حرب فييتنام. واليوم يستمر بعض الأميركيين واغلبهم جمهوريون في المبالغة في الخوف من الفاشية الإسلامية التي لا وجود لها في واقع الأمر. مثل هذه المبالغات تنتهي الى الإضرار بالمصالح الأميركية. لكن تفسير الخبراء لسبب تأييد القاعدة المرشح الجمهوري جون ماكين ليس صحيحا. سبب التأييد بسيط. وهو أن القاعدة تعلمت درس عام 2004، عندما أيدت جون ماكين وحثت الأميركيين على رفض بوش. وكان رد الفعل الطبيعي من جانب الناخب الأميركي هو تحدي القاعدة والتصويت لبوش. اليوم تأمل القاعدة في رد فعل مماثل لتأييدها لماكين.أن يتحداها الناخب الأميركي ويصوت لأوباما. القاعدة تحبذ أوباما رئيسا لمجرد انه سيكون أول رئيس أميركي ابوه مسلم وجده مسلم. عن صحيفة الوطن العمانية 28/10/2008