احمد حمروش القرار الذي اتخذه لولا دي سيلفا رئيس جمهورية البرازيل بالاعتراف بدولة فلسطين يتجاوب مع موقف عدد من دول أمريكا اللاتينية منها الأرجنتين..
ويتجاوب أيضا مع الموقف الذي اتخذه هوجو شافيز رئيس فنزويلا منذ شهور بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل نتيجة عدوان حكومتها المستمر علي سكان غزة.
وإصرار بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل علي تهويد القدس وبناء مستوطنات جديدة في الأرض الفلسطينية. ومواقف بعض دول أمريكا اللاتينية يبعث الأمل في مساندة شعب فلسطين وقضيته العادلة علي نطاق عالمي في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
خاصة بعد أن حذر رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس من أن سياسة إسرائيل في المدينة تهدد بشكل خطير فرص التوصل إلي تسوية إسرائيلية فلسطينية علي أساس حل الدولتين.
وحذر رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في القدس أيضا من فكرة أن تكون القدس الشريف العاصمة المستقلة للدولة الفلسطينية تزداد ابتعادا وتصبح غير قابلة للتطبيق.. وهو أمر يتعارض تماما مع موقف السلطة الفلسطينية ومن خلفها الأمة العربية.
ومن المثير أن يتصادف29 نوفمبر يوم التضامن العالمي مع شعب فلسطين وهو الذي يتزامن مع قرار الأممالمتحدة رقم181 المتعلق بتقسيم أرض فلسطين..
ويتزامن مع وقت يعيش فيه شعب فلسطين أصعب وأدق وأخطر مراحله حيث مازال الاستعمار الاستيطاني الذي ينبثق من أفكار الصهيونية التوسعية يمارس جرائمه المتمثلة في محاولة احتلال كل فلسطين.
وتنفيذه لجرائم الاستيطان والقتل ومصادرة الأراضي وحرمان أكثر من مليون ونصف مواطن في قطاع غزة من أبسط حقوقهم التي أقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية.
ولاشك أن المجتمع الدولي يتحمل مسئولية قانونية وأخلاقية تجاه استمرار معاناة شعب فلسطين, وعدم تمكينه من استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة حتي حدود4 يونيو..1967.
وأن الأمر يحتاج إلي تضامن شعبي وحكومي عالمي مع شعب فلسطين. الذي أصبح هو الشعب الوحيد في العالم الذي ليست له أرض ولا دولة مستقلة.
ولذا فإننا في منظمة التضامن الأفريقي الآسيوي نحيي كل حركات التضامن مع شعب فلسطين ونثمن دورها في التصدي لجرائم وممارسات الاحتلال..
وخاصة الأساطيل البحرية والقوافل البرية التي ضمت عددا كبيرا من نشطاء بلدان عديدة في تضامن إنساني رائع مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة..
ونطالب في نفس الوقت أن يتوقف المجتمع الدولي عن مساندة حكومة إسرائيل أو تشجيع أعمالها العدوانية خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية صاحبة النفوذ القوي في السياسة الدولية .
والتي يفترض أن يكون لها دور كبير في تأكيد قيام دولة فلسطين علي حدود4 يونيو..1967 وتقديم الدعم لحل بشأن القدس لتكون عاصمة للدولتين..
ولكن أشارت آخر الأخبار إلي أن واشنطن قد تخلت عن مطالبة حكومة إسرائيل بتجميد الاستيطان.. في نفس الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الأوروبي أسفه للتعنت الإسرائيلي..
وهو الأمر الذي يشجع الحكومة الإسرائيلية لمواصلة عدوانها علي حقوق شعب فلسطين المشروعة.. في استهتار غريب لايجوز أن يقابل بالصمت وإنما باتخاذ خطوات فعالة مثل التي قامت بها بعض دول أمريكا اللاتينية.
والتأكيدعلي أن التضامن مع شعب فلسطين أصبح ضرورة حتمية من أجل إقرار الأمن والسلام في الشرق الأوسط.
*كاتب من مصر رئيس منظمة التضامن الافرو آسيوي جريدة الأهرام 21/12/2010