إيران قضية انتخابية أنور صالح الخطيب أصبح الملف النووي الإيراني نقطة دائمة علي أجندة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقضية أمريكية داخلية ينافس قضية الحرب الامريكية في العراق. باستثناء المرشح الديمقراطي أوباما الذي تراجعت حظوظه في نيل ترشيح الحزب للرئاسة لصالح منافسته هيلاري كلينتون فإن معظم المرشحين في الحزبين إن لم يكن جميعهم لهم موقف متشدد من القضية الإيرانية يصل إلي حد التهديد بشن الحرب علي إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية. أوباما وحده الذي أعلن عن استعداده للالتقاء مع المسؤولين الايرانيين في حال انتخابه رئيسا فيما عاب عليه خصومه هذا الموقف وهو فضل الغياب عن جلسة تصويت مجلس الشيوخ التي اعتبرت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية فيما صوتت منافسته كلينتون إلي جانب القرار. معظم التحليلات إلا ما ندر تتحدث عن أن ضربة عسكرية أمريكية لإيران أصبح لا مفر منها وان هذه الضربة قد تكون خاتمة أعمال إدارة بوش التي تستعد لإخلاء البيت الأبيض نهاية العام المقبل إلا أن هؤلاء المحللين يختلفون علي التوقيت فقط. المثير للدهشة أن المرشحين الجمهوريين- حزب جورج بوش- لا يحاولون النأي في مواقفهم عن إدارة بوش التي غرقت في مستنقع العراق وأصبح مستوي تأييدها في الشارع الأمريكي في الحضيض بل يناقشون مسألة "إن كان ضرب المنشآت النووية الإيرانية" يحتاج إلي موافقة الكونغرس الأمريكي أم لا وكأن مسألة توجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران محسوما في أجندة الإدارة الأمريكية وأجندة الحزب الجمهوري وان المسألة تتعلق كما سلف في التوقيت فقط. وجود قضيتين خارجيتين الحرب علي العراق وتوجيه ضربة عسكرية لإيران علي أجندة الانتخابات الرئاسية الأمريكية يشير إلي أن الشعب الأمريكي سيكون عليه نهاية العام المقبل أن يصوت بطريقة غير مباشرة علي قرار استمرار الحرب في العراق وتوجيه ضربة عسكرية لإيران أو اختيار أسلوب آخر هذا إذا لم تقدم إدارة بوش علي خلط الأوراق وتوجيه ضربة لإيران قبل الانتخابات الرئاسية لتوحيد قلوب الأمريكيين وعقولهم كما حدث في الانتخابات الرئاسية الماضية علي اعتبار أن أمريكا تواجه معركة خارجية ولا بد من إدارة جمهورية تكون قادرة علي حسم المعركة لا إدارة ديمقراطية تمثلها هيلاري كلينتون التي تبدو مترددة وغير قادرة علي حسم موقفها بشكل واضح أو هكذا ما يقوله خصومها. عن صحيفة الراية القطرية 15/10/2007