هل هذا صحيح؟ جهاد الخازن ربطت حاكمة الاسكا سارة بالين بين العراق وإرهاب 11/9/2001، وقالت للواء من الجنود، بينهم ابنها، في طريقهم الى العراق انهم «سيدافعون عن أبرياء ضد أعداء خططوا ونفذوا وهللوا لقتل ألوف الأميركيين». وقالت جريدة «واشنطن بوست» التي ترجمتُ الكلمات السابقة من خبر لها ان ادارة بوش اتهمت نظام صدام حسين بالتعاون مع القاعدة، ثم تراجعت عن التهمة بعد ثبوت كذبها، والآن جاءت المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع جون ماكين لتكررها. وليام كريستول، أحد رموز المحافظين الجدد ومن دعاة الحرب على العرب والمسلمين، هاجم «واشنطن بوست» في مطبوعته «ويكلي ستاندارد» الناطقة بلسان عصابة الحرب، وقال إن خبرها غبي أو شرير لأن بالين قالت «بوضوح» ان الجنود الأميركيين ذاهبون الى العراق للدفاع عن العراقيين الأبرياء ضد القاعدة في العراق. هل هذا صحيح؟ لا أتهم كريستول بأنه غبي بل بأنه شرير وداعية حرب، وبالين قالت إن الجنود الأميركيين ذاهبون للدفاع عن «ابرياء» أي مدنيين عراقيين وليس جنوداً، ولمواجهة أعداء قتلوا ألوف الأميركيين، ما يعني انها كانت تشير الى ارهاب القاعدة المعروف ضد برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن. أهم من ذلك وأوضح وأوضح ان القاعدة لم تكن موجودة في العراق حتى ذهب الأميركيون اليه، فهم الذين جلبوا القاعدة وجميع الإرهابيين الآخرين الى العراق، وهم لو لم يلفقوا أسباب الحرب ويذهبوا الى العراق لما احتاج الشعب العراقي الى من يدافع عنه ضد عدو لم يوجد أصلاً في بلاده. بكلام آخر، ادارة بوش سبب دخول القاعدة العراق، وتتحمل مع الإرهابيين المسؤولية عن دماء الأبرياء العراقيين الذين قتلهم الإرهابيون أو الاحتلال، فهذان الطرفان شريكان في الجريمة المستمرة. ما كنت لأعلق على ما سبق لو أنه مثل واحد يتيم، ففي اليوم نفسه (الجمعة 12/8) كان رمز آخر للمحافظين الجدد من أكثرهم اسرائيلية هو تشارلز كراوتهامر يهاجم تشارلي غيبسون، المذيع المشهور في تلفزيون اي بي سي، ومعه «نيويورك تايمز» لأن المذيع تجرأ على احراج بالين من دون قصد ولأن الجريدة تجرأت على نقل الخبر. لا أفهم لماذا تسمح جريدة راقية من نوع «واشنطن بوست» لمتطرف من نوع كراوتهامر أن يلطخ صفحاتها بسمومه (لا أفهم أن تفسح «نيويورك تايمز» مجالاً لسافاير)، فيكتب تحت العنوان «غلطة تشارلي غيبسون» ان «نيويورك تايمز» أخطأت، وكذلك أخطأ تشارلي غيبسون، والخطأ، أو الخطيئة، في رأي الكاتب، هو أن مقدم البرنامج سأل بالين عن «مبدأ بوش»، فلم تعرف الجواب وبلغها غيبسون انه حق «الدفاع عن النفس» الوقائي أو الاستباقي. حرفياً قال كراوتهامر: لا يوجد معنى واحد لمبدأ بوش، فالواقع انه كان هناك أربعة معانٍ محددة خلف أحدها الآخر على مدى ثماني سنوات من الإدارة، والمعنى الذي أختاره غيبسون ليس المعنى المستعمل اليوم، بل هو مختلف تماماً». هو أعاد القراء الى 4/6/2001 وشيء كتبه في «ويكلي ستاندارد» زاعماً أنه أطلق مبدأ بوش الأول وكان الصواريخ العابرة للقارات وكيوتو وأحادية الإدارة الأميركية الجديدة. نلحق «الكداب لحد الباب»، وكراوتهامر يقول إن هذا المبدأ خلفه بعد إرهاب 11/9/2001 مبدأ الحرب على الإرهاب، وقول جورج بوش في حينه «إما أنتم معنا أو مع الارهابيين». وهو يزيد انه بعد سنة ومع نذر الحرب على العراق أعلن بوش مبدأ الحرب الاستباقية، أو الاجهاضية، وهو المبدأ الثالث الذي تحدث عنه غيبسون. وتبع هذا التعريف الرابع لمبدأ بوش، وهو أن هدف السياسة الخارجية الأميركية نشر الديموقراطية في العالم. أولاً، كراوتهامر يخطئ، حتى لا أقول يكذب، وهو يتحدث عن أربعة مبادئ في سنوات، فالمبدأ الرابع جاء في السنة الرابعة من ولايته الأولى عندما تبين أن لا أسلحة دمار شامل في العراق، ولا علاقة مع القاعدة، فتحولت الإدارة الى الديموقراطية والحرية. ثانياً، كراوتهامر يقول إن بوش متذبذب يغير مبادئه كما يغير سرواله الداخلي، بمعدل مبدأ كل سنة، وربما سروال. ثالثاً، هو يثبت أيضاً أن بالين لم تعرف اي مبدأ لبوش، لم تعرف المبدأ الثالث الذي اختاره غيبسون، أو المبادئ الأخرى التي طلع بها كراوتهامر. أخشى أن تخدع عصابة الشر الناخب الأميركي مرة أخرى، فهي هاجمت جون كيري، بطل حرب فيتنام، وجعلت من جورج بوش الهارب من الحرب الى أمن تكساس بطلاً وقائداً أعلى، وهي تحاول أن تنفي تهمة الجهل عن امرأة جاهلة، كانت قبل سنتين رئيسة بلدية في الاسكا، قبل أن تصبح حاكماً، ويراد لها الآن أن تحكم العالم اذا مات جون ماكين، المسن المريض، في البيت الأبيض. عن صحيفة الحياة 16/9/2008