لبنانيون يغزون مسارح فنادقنا سلطان الحطّاب اللبنانيون الباحثون عن فرص وجدوا شيئاً منها في عمان بعد ان سيطروا على فنادق الخليج حين كانت عمان تسد حاجاتها من فنون التسلية الرمضانية بمسرحيات اردنية الانتاج والتنفيذ. ولكن عمان التي توسعت وتطورت وزادت فنادقها الكبيرة ذات التصنيف العالي عدداً واصبحت حاجاتها في رمضان اكثر لما يمارسه الفنانون من غناء وعزف ومسرح وتمثيل لم يستطع الاردنيون ان يلبوه اخذت تطلب حاجاتها من الخارج فكان اللبنانيون اولاً لاعتبارات عديدة سياسية واجتماعية وحتى اقتصادية مما يؤثر على الفنان الاردني وفرص عمله خاصة وان الفنان الاردني في هذا المجال ما زال صاعداً رغم قدم وريادية هذا النوع من المسرح (التسلية والتقليد) الذي سبق فيه الاردن غيره منذ عدة سنوات بفضل الممثلين القديرين هشام يانس (عافاه الله وشفاه) والممثلة القديرة امل الدباس التي افتقدناها هذا الرمضان عن سهراتنا بسبب مرض توأمها الفني هشام يانس وبشكل مفاجىء قبل رمضان مباشرة وبسبب خلافات داخلية بين الفنانين الاردنيين الذين غالباً ما يكون بأسهم بينهم شديدا مما يضيع عليهم العديد من الفرص حتى داخل بلدهم فكيف اذا كان مطلوب منهم ان يتمددوا في الخارج او يغزو المسارح في الفنادق العربية في سهرات رمضان كما يفعل اللبنانيون.. للانصاف والموضوعية فان ما شاهدنا على مسارح فنادق عمان في رمضان هذا العام من الفرق اللبنانية ليس افضل مما ينجزه الاردنيون فقد ظل لهذه المسارح خصوصيتها التي يتفوق فيها الاردنيون لطبيعة الموضوعات الناقدة وخاصة السياسية في نقد الحكومات وتقليد رؤسائها واصابة المواضيع الاردنية مباشرة بأسلوب ناقد ساخر لا يقترب منه اللبنانيون الذين يأتون بموضوعاتهم اللبنانية التي يهتم بها المواطن الاردني لكن ليس على نفس درجة اهتمامه بالموضوعات الاردنية.. وقد كانت احدى الفرق اللبنانية قبل عدة سنوات هي الوحيدة التي بدأت في احد الفنادق ولكننا الان نجد فرقة اردنية وحيدة مع الفنان نبيل صوالحة تعمل في احد فنادق النجوم الخمسة في حين تغطي فرق لبنانية عديد من الفنادق الاردنية ابرزها مسرحية '' بس مات وطن '' التي تلعب في فندق '' الرويال '' باقبال كبير وبنجاح متواصل.. فقد حرصت الادارة في اخر لحظة قبيل شهر رمضان ان تملأ الفراغ الناتج عن غياب الفنانين الاردنيين بالتعاقد مع هذه الفرقة اللبنانية التي جاءت لأول مرة لتقدم تمثيلاً شبيهاً بالتمثيل الاردني وبنفس الاساليب في تقليد الشخصيات الرسمية العربية وان كان الممثلون اللبنانيون يمارسون نقداً سياسياً في نقد التأثير السوري على بلدهم وهي مسألة خلافية في الاردن في حين ما زال المسرح الاردني في نقد التطرف الاسلامي وادانة الارهاب يتناول هذه المسائل بفجاجة وخلافية لا تعطي النتائج المرجوة في الادانة او الدعوة للتصحيح نتاج اسقاطات جاهزة ومواقف مسبقة مما يستلزم كتابة نصوص افضل ظلت غائبة للاسف مما يدعو الفنانين الممثلين انفسهم لكتابة نصوصهم التي لا تخضع الى توثيق او حتى استئناس بالحقائق قبل ان تسقط رؤى لا تخدم القضايا الوطنية او القومية.. لا بد من الانتباه لبعض الحشوة '' في النص المسرحي الفكاهي خاصة في جوانبها التوظيفية التأثيرية الخطرة التي تلحق اسلوب الاضحاك او تسبقه حتى لا تكون النصوص موظفة لصالح قوى معادية..كما لابد من مراعاة المشاعر في نقد الراحلين او الاساءة لهم بأسلوب غير فني.. قد لا يكون هذا مجال نقد مضامين المقدم على مسارحنا في رمضان خاصة ما جاء به اللبنانيون من جرأة اجتماعية اوسع في استعمال التعبيرات الخادشة للحياء بصورة واضحة وهو ما كان نفر منه الشباب حين قدمت لهم احدى المسرحيات الاردنية الشبيهة في البحر الميت في مناسبة خلال السنة الماضية.. فما يقدم لا يخضع لتقييم المشاهدين من خلال استطلاعات فمن حق المسرحيين ان يهدموا من اجل البناء لا ان يهدموا من اجل الهدم.. عن صحيفة الرأي الاردنية 1/10/2007