إن المتامل لما يحدث في العالم يكتشف أن هناك غزو ثقافي أمريكي كامل وركوع للقيم الأمريكية وعباده للنمط الأمريكي وتسبيح للإله الأمريكي صاحب الجلالة الدولار .
وهذا الغزو يحدث بدرجات متفاوتة في كل مكان من العالم وكانت السينما الأمريكية والأفلام الأمريكية والمسلسلات الأمريكية هي رأس الحربه في هذا الإختراق.
هناك إذن حاله من العامية الأمريكية والسوقية الأمريكية تنتشر ببطء في كل العالم أما شرقنا الأوسط فكله ملفوف بالرايه الأمريكية متعددة النجوم تقوده بالقروض والمعونات وبعصا إسرائيل وهو مخترق من القمه إلي القاع وقلاع العروبة والقومية والوحده نراها تسقط أمام أعيننا كالأشباح .
والرمز الوحيد الباقي الذي يقاوم هذا الغزو الأمريكي - الإسرائيلي المكتسح هو الإسلام والإسلام بطبيعته غير قابل للأمركه ولا التهويد وهو خصم غير هين .
وكانت الحيله الأولي للتغلب علي الإسلام هي تشويهه بإلصاق تهمه الإرهاب والإجرام بكل ما هو إسلامي بدءا بمفجري المركز التجاري وإنتهاء بإمداد هذا المسلسل الدموي بالجديد من الإنفجارات كل يوم وكانت الحيله الثانيه هي الإلتفاف حول الإسلام ومحاولة إضعافه بإضعاف اللغة العربيه التي هي وعاء الدين ووعاء القرآن بحجة تطوير التعليم وإصلاح التعليم والنهوض بالتعليم .
وقد نجحوا كثيرا في ذلك وحققوا الكثير في هذا الباب وضعف اللغه العربيه الذي أصبح واضحا بين شباب المذيعين وطغيان العاميه وضياع النطق العربي السليم كلها شواهد علي ذلك .
فالغزو الثقافي سوف يتضاعف برياده سينما امريكيه تبث قيمها الهابطه في كل مكان فهم يريدون صناعه أجيال رخوه من شبابنا مخدر وضائع يمكن السيطره عليه يريدون الإحاطه بشبابنا لتدميرهم فلا يجدون مهرب من هذا الإفساد الفني والاعلامى.
بل ومع الاسف نقول انهم رفعوا من سقف هذه الحرب على الشباب بتواطىء عربى معلن بلا خجل فنجد دعاة التغريب ومن يسمون انفسهم بالعلمانين والديمقراطين والماركسين وكل هذه المصنفات الفكرية الهابطة.
يعلنون ايضا انبهارهم بكل شى اميركى فاسد ويمتدحون الحرية الامريكية فى ترك الشباب والبنات فى علاقة مفتوحة boy friend ويجلسون يتغنون بهذا الفحش وهذه الحرية الملعونة بل ويتمنون ان يروا بلاد المسلمين فى يوم من الايام مثل ذلك ولاحول ولاقوة الابالله .
ومع قدوم الشهر الكريم نجد ان نشاطهم يزداد بشدة ويتهياؤن ويستعدون ويعملون بكل اخلاص من اجلال افساد الشباب فى هذا الشهر المعظم فنجدهم يعلنون عن افلامهم الهابطة ومسلسلاتهم وكل المغريات الاعلامية.
بل ويتسابقون بمن يأتى بالاسوا والاشد انحرافا وخروجا عن الدين ولكن هيهات أن يحدث ذلك وهناك هذا السد المنيع الذي يقف أمام هذا الطوفان ألا وهو الروح الدينيه فالدين في مصر حقيقة راسخه كالجبال والكل يشاهد ما يجري في رمضان وما يجري في صلوات العيد.
وكيف تمتلئ الميادين في مصر بملايين الراكعين الساجدين المسبحين المستغفرين البكائين الخاشعين،ذوى الرقة الايمانية وملوك البلسم الروحانى والنور القرانى وفى هذه الاجواء الايمانية والمشاعر الرقرقة قد يقول قائل ان كل هذه الامور امور رمضانية وبعد رمضان ينعكس الامر.
اقول لكل هؤلاء هذا امر لايقلق ابدا لماذا؟
لان منحنى الايمان بين العلو والدنو فهناك اوقات يرتفع المنحنى ليناطح السحاب وهذا دور كل داعية ان يرعى هذا المنحنى ولا يحقره بعدذ لك ولا يهمله، وايضا يقل قليلا ولكن هناك مانسميه خط احمر لايسمح بالاقتراب منه او الدنو لهذه الدرجة فانا انصح كل اخوانى ان لايهبط المنحنى لهذه الخط .
اضافة الى ان معظم الناس يسيرون فى نطاق الاحكام الفقهية التى عندنا فنحن عندنا خمس من الاحكام الواجبات وفى المقابل المحرمات المندوبات وفى المقابل المكروهات وفى الوسط المباحات الواقعية ان تقوم بعمل الواجبات وان تترك جميع المحرمات هذه هى الواقعية ،المثالية ارتقاء بجوار ترك المحرمات نجتهد فى ترك المكروهات هذا مانفعله فى رمضان.
اكثرنا تجده يقوم بعمل الترقى فى رمضان محافظا على الصيام ويقوم بعمل المندوبات كالذكر والقران تاركا بعض المكروهات كاللغو واللهو والامور الصغار ويجتهد حتى فى ترك بعض المباحات هذه هى المثالية ولا استطيع ان احكم على الشخص ان يعيش هكذا طوال حياته ؟
الشى الطبيعى يحصل هبوط وصعود لذا فلا يقلقنى ان يهبط المنحنى بمعنى انى لااستطيع قيام الليل كل يوم بعد رمضان او الصيام كل يوم نحن لانطالب الناس ان يعيشون بمثالية فى حياتهم بل اطالب بترك المحرمات والحديث واضح(افلح ان صدق).
اضافة اننا لابد ان نرعى هذه الزرعة بعد رمضان لنجنى ثمرته الطيبة ثمرة البكاء والخشوع ورقة القلب وسكينة الفؤاد والصحبة الطاهرة والبر الصادق بالاهل وعفة اللسان ونقاء النفس وغض البصر والكثير الكثير.
فالى كل شاب والى نفسى اولا : اخي الشاب ، لاشك أنك سترى الناس ستتبدل أحوالهم في هذا الشهر ، فالمساجد ستمتلى بالمصلين والتالين لكتاب الله ، والأموال ستتدفق في مجالات الخير فهذا يصلي ، وهذا يتلو ، والآخر ينفق ، والرابع يدعو . فأين موقعك بين هؤلاء جميعاً ؟
ألأم تبحث لك عن موقع داخل هذه الخارطة ؟ أليس أفضل عمل تقدمه ، وخير إنجاز تحققه التوبة النصوح ، وإعلان السير مع قافلة الأخيار قبل أن يفاجئك هادم اللذات ؛ فتودع الدنيا إلى غير رجعة .
فهل جعلت هذا الهدف نُصب عينيك في رمضان ، وأنت قادر على ذلك بمشيئة الله ؟
هل صرخت من داخلك النقى الطيب نعم سارجع نعم سارجع وساجعل من رمضان جنتى سارجع واقول لمن يريدونى عبدا لشهوتى ونزوتى لالالالا لن تنتصروا على فانى عبدا لله ومحب له ومحبته تفرض على طاعته ؟
هل سترد الصاع صاعين لدعاة الانحلال والغزو الفكرى والثقافى فى رمضان والفنين والفنانات الاحياء منهم والاموات ام سينتصروا عليك ويرغموك على الجلوس امام الشاشة لتتابع وتترك التراويح ؟
هل ستنتفض وتجرى حبا وشوقا الى اقرب مسجد وتسجد بحب المحب لمن احب والمشتاق لحبيه؟ كل هذه الاسئلة انا وانت المعنين بالجواب وكل منا ادرى بنفسه .
وفى الختام اذكرك اخى بكلمات لعلها تبعث فيك النهضة وتدرك قيمتك ومن تكون واهمية دورك على مر العصور والازمنة .
يقول الامام الشهيد حسن البنا فى رسالته الى الشباب أيها الشباب: إنما تنجح الفكرة إذا قوي الايمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها.
وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الايمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب. لان أساس الايمان القلب الذكي، وأساس الاخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب.
ومن هنا كان الشباب قديمآ و حديثأ في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى " الكهف.
ومن هنا كثرت واجباتكم، ومن هنا عظمت تبعاتكم، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، ومن هنا ثقلت الأمانة في أعناقكم. ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلا، وأن تعملوا كثيرآ، وأن تحددوا موقفكم، وأن تتقدموا للإنقاذ، وأن تعطوا الأمة حقها كاملا من هذا الشباب.
ارايت قيمتك واهمية دورك انت بانى النهضة وعماد الامة وخميرة مجدها وعزها فرجاء لاتقلل من دورك ولا تعجز عن القيام به والى دعاة التخريب ومتبنوا وحملة مشروع افساد الشباب نقول لهم بكل ثقة المعركة لم تنتهى بعد وسوف يكتب التاريخ أن كلمة لا إله إلا الله قد سادت رغم كيد الكائدين وان نصر الله آت لامحالة نصرا مبشرا نصرا بالاخلاق والدين والعمل الصالح والتربية النورانية والربانية ( ويقولون متى هو قل عسى ان يكون قريبا).