اسباب التسامح الايراني ازاء اليهود في البلاد بهزاد خورساني نص الرسالة انعقد في ديسمبر/ 2006 بطهران وبمبادرة من قبل رئيس الجمهورية الايراني أحمدي نجاد مؤتمر تحت عنوان "انكار الهولوكوست". وحضر المؤتمر الذي انعقد لمناقشة حقيقة المحرقة اليهودية (الهولوكوست)التي نفذتها المانيا النازية ابان الحرب العالمية الثانية، 67 مشارك من 30 دولة. وقد لقي التصريح الصحافي الذي ادلى به أحمدي نجاد نهاية المؤتمر الذي شكل المشاركون اليهود غالبية الحاضرين له، وقال بان "النظام الصهيوني سيزول يوماً مثل الاتحاد السوفيتي، وان الهولوكوست عبارة عن خرافة"، لقي تصفيقاً حاراً على الاقدام. إلا انه لم تمض إلا فترة قصيرة وتم في شهر سبتمبر بث مسلسل تلفزيوني من انتاج محلي شبيه بفيلم "قائمة شيندلر" في قنوات التلفزيون الايرانية. وقد حطم هذا المسلسل التلفزيوني الذي يحكي قصة حب بين الدبلوماسي الايراني حبيب والفرنسية اليهودية الاصل سارا، رقما قياسياً في المشاهدة. واسترعى الخبراء المقيميين للموضوع الانتباه الى ان مناورة في السياسة الخارجية تختفي وراء عرض مسلسل تلفزيوني بهذا المضمون في القناة الحكومية وفي بلد ينكر أحمدي نجاد فيه الهولوكوست. ويتناول الفيلم موضوع "عملية تهريب مايقارب 500 يهودي فرنسي هاربين من الظلم النازي خلال الحرب العالمية الثانية من خلال توزيع دبلوماسي ايراني في باريس جوازات سفر ايرانية لهم". وجاء في تعليق ورد في موقع "شالوم" لشبكة الانترنيت الاسرائيلي المصدر، بان المسلسل " هدم الكثير من الحُرُم في ايران، وان النساء اللائي يجب عليهنّ الظهور في التلفزيون حسب القواعد الاسلامية وهنّ متسترات من رؤوسهنّ وحتى أخمص أقدامهنّ، قد ظهرنّ على الشاشة بازياء حديثة من اجل عكس صورة باريس عام 1940 بشكلها الحقيقي". وهذه حقيقة ان السلطة الايرانية التي تعيش مشاكل تتفاقم يوما بعد يوم مع الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل والتي بلغت عتبة الحرب، قد أمنّت عرض المسلسل التلفازي بهدف تأمين تقليل كافة ردود الفعل القادمة من الداخل والخارج وكذلك التقليل من صورتها المعادية للسامية. وتحاول السلطة افهام انها "لا مشكلة لها مع اليهود فحسب بل مع اسرائيل". إذْ تعتبر ايران من اكثر الدول احتواءً للسكان اليهود بين بلدان الشرق الاوسط، ولليهود ممثل في البرلمان الايراني. وحتى ان اليهود الايرانيون مرتاحون جداً من العيش في ايران. وعندما يذكر الخاخام الاكبر موشيه آريا فريدمان زعيم الجماعة اليهودية الاورثوذوكسية المعادية للصهيونية في النمسا، بان النظام الصهيوني هو النظام الذي يضرب بعرض الحائط كافة القرارات الدولية وهو أكثر الانظمة دمويةً في التاريخ، لا يهمل إطراء المديح على ايران في الوقت ذاته. ففي تصريحه الذي ادلى به فريدمان لمراسل وكالة الانباء الايرانية "IRNA" في اكتوبر 2007، أفاد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية نموذج لكل العالم في موضوع احترام حقوق الانسان وحرية الاديان المختلفة، وأكثر من ذلك فقد شارك الخاخام الاكبر تظاهرة يوم القدس في طهران، هاتفاً الهتافات التي أطلقت ضد الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل. وأفاد الخاخام الاكبر بانه اندهش للضيافة التي لقيها وعائلته من قبل الشعب الايراني، وقال بان اللقاء الذي اجراه مع أحمدي نجاد بشأن فلسطين هو "ذكريات لاتنسى من حياته ". هذا وهناك مايقارب 25 ألف يهودي يعيشون تحت ظروف جيدة في ايران، ويتمكنون من اداء شعائرهم الدينية براحة، فضلا عن انه ليست لديهم أية نية في ترك البلاد. وورد خبر في شهر اكتوبر نشر في موقع "دبكة فايل" الاسرائيلي المصدر، بانه " تم ارسال رسائل من الولاياتالمتحدةالامريكية ومن مراكز استيطانية مختلفة في اوروبا الى الأسر اليهودية في طهران واصفهان وشيراز، على انه سيتم منح 10 آلاف دولار لكل عائلة تقوم بترك ايران". إلا ان الخبر جوبه برد فعل من قبل اليهود الايرانيين، وتم التأكيد على ان مايقارب 20 ألف من الجماعة اليهودية اغنياء ولن يتركوا ايران من اجل 10 آلاف دولار. ولا يتم الاكتفاء بهذا القدر من الامتيازات الممنوحة لليهود الايرانيين فحسب بل تم قبل فترة قصيرة ارساء حجر اساس مركز رياضي وثقافي للجماعة اليهودية في طهران. وحسب خبر موقع "APA" الآذري على شبكة الانترنيت، بان المركز سيتم الانتهاء منه خلال 18 شهراً، وستبلغ كلفته 3 ملايين دولار. ويفهم من هنا ان اليهود الايرانيون ممتنون من معيشتهم، وحتى انهم اعلنوا ومن خلال بيان بمناسبة عيد اليهود، بانهم سوف يدافعون وبمعنى الكلمة عن المصالح الوطنية لايران. ويُرى ان ادارة احمدي نجاد قد كسبت ود اليهود في ايران. وهدف احمدي نجاد من ذلك هو " إزالة التهديدات الموجهة من قبل اسرائيل والولاياتالمتحدةالامريكية عبر الجماعة اليهودية في البلاد". في غضون ذلك سيُرينا الزمن مدى تأثير تصريحات اليهود الايرانيين لصالح ايران لدى الرأي العام العالمي.