تمكنت أسعار النفط الخام في بورصة نيويورك للسلع من الارتفاع في أول أيام الأسبوع عن مستوى ال 40 دولار وذلك مع تجدد الآمال بشان إمكانية نجاح خطة التحفيز الأمريكيةالجديدة في إنعاش النمو الاقتصادي ومن تنشيط الطلب على مستوى أكبر سوق مستهلك للطاقة في العام. وتلقت أسعار النفط دعما أيضا في ضوء تراجع سعر الدولار أمام العملة الأمريكية الأمر الذي سيسهم في إنعاش الطلب بأسواق السلع الأولية والتي عادة ما يستخدم كملاذ لمواجهة التضخم. وأشارت شبكة بلومبرج الإخبارية إلى ارتفاع سعر الخام لعقود شهر مارس الآجلة في بورصة نيويورك للسلع بنحو 50 سنتا أو 1.2% ليبلغ 40.67 دولار. وكان سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي قد تراوح ما بين 38.6 و 42.6 دولار خلال الأسبوع الماضي غير أن الخام تراجع بحوالي 2.4% وذلك بعد أن كشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية عن وصول معدلات البطالة في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستويات لها منذ عام 1992. وفي بورصة البترول الدولية بلندن ارتفع سعر خام برنت لعقود شهر مارس الآجلة بنحو 47 سنتا أو 1% ليبلغ 46.68 دولار. ويأتي الانتعاش النسبي لسعر النفط وذلك في الوقت الذي أكد فيه سكرتير عام منظمة أوبك عبد الله البدري أن المنظمة قد ألتزمت بنحو 80% من إج-مالي عمليات الخفض التي أقرتها والبالغ حجمها 4.2 مليون برميل يوميا حيث يوجد حاليا 900 ألف برميل ينتظر تخفيضها. من جانب أخر توقع خبير اقتصادي ارتفاع اسعار النفط العالمية إلى 55 دولارا في شهر يوليو المقبل مؤكدا أن ذلك يعتمد على مدى تقيد منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) بخفض الاسعار وسياستها النفطية تجاه السوق. وقال عميد كلية مزون الدكتور جمعة صالح الغيلاني إن تحسن الاسعار في الفترة القادمة يعتمد في المقام الاول على التزام منظمة (أوبك) بالحصص وتناسق مواقف الدول الاعضاء. واشار إلى ان المنظمة لوحدها تسيطر على ما يقارب من 78 % من الاحتياطي العالمي من النفط. واضاف ان أسعار النفط في الاسواق الدولية تعتمد حاليا على مجموعة من العوامل من بينها مدى التزام منظمة (اوبيك) بقراراتها وتعهداتها تجاه سوق النفط وقانون العرض والطلب والمناخ النفطي وسياسات الدول المستهلكة للنفط كفرض ضرائب جديدة. كما ان التقدم التكنولوجي في مجال النفط وجدية التعاون بين (اوبك) والمنظمات الدولية خارج اطار المنظمة مثل وكالة الطاقة الدولية يؤثران على أسعار النفط. وقال الغيلاني وهو خبير سابق بوزارة النفط والغاز العمانية في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن ارتفاع الاسعار يعتمد كذلك على تحسن الازمة المالية العالمية ولاسيما في الولاياتالمتحدةالامريكية لانها اكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم.