أعلنت فوزية مهدي مديرة قسم النشر في دائرة الدراسات والبحوث العراقية في بيان أن لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" أقرت في اجتماعها الدوري ال31 المنعقد في نيوزيلندا "قبول مدينة سامراء الأثرية وإدراجها في لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر نظرا للقيمة العالمية الاستثنائية وفق المعايير التي اقرتها اتفاقية التراث العالمي". ورحبت وزارة الآثار والسياحة بالقرار وقال عبد الزهرة الطالقاني المتحدث باسم الوزارة كما نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن الخطوة ستكفل للمدينة رعاية عالمية. وأضاف أن هذه اللائحة تضم ما يقرب 851 موقعا أثريا في كل أنحاء العالم أغلبها تتمتع برعاية عالمية خاصة فأي موقع أثري ينضم لهذه اللائحة ينتقل من المحلية إلى العالمية. وبهذا أصبحت مدينة سامراء من المدن العالمية مثل مدينة بابل التي تشتهر في جميع أنحاء العالم وكانت من بين المدن المنظمة لهذه اللائحة العالمية لكنها أخرجت بسبب التحويرات التي قام بها النظام السابق صدام حسين الذي أجرى صيانات غير دقيقة، وهناك مباحثات تجري الآن بين الوزارة واليونسكو وجهات أخرى لإعادتها من جديد للقائمة الدولية. وأكد الطالقاني أن مدينة سامراء "تعد من المدن العراقية الكبيرة وأيضا من أهمها وأقدمها كونها أثرية لاحتوائها على مجموعة أماكن أثرية لا زالت قائمة وأغلب المعالم الأثرية تنتهي تتآكل أو تطمر لكن معالم مدينة سامراء لا زالت باقية رغم مرور أكثر من 1200 عام ومنها المنارة الملوية وقصر المعشوق وجامع البلد ومرقد الإمامين العسكريين". وأضاف - وفقا لنفس المصدر -: "الزمن تقدم لكن هذه المعالم حافظت على نفس شكلها وهي نفسها التي دفعت اللجنة لضم المدينة للائحة. وأشار الطالقاني إلى أن انضمام سامراء يعني "شمولها بخبرات فنية دولية ودعم مالي وفني وعمليات صيانة بخبرات عالمية، كما يحدث للمرقدين حيث تهتم بعمليات الصيانة منظمة اليونسكو كونها معالم أثرية إضافة لكونها دينية وهناك مواصفات عالمية يجب أن تجرى عليها عمليات الصيانة ولا يمكن الخروج عنها ويجب أن تجرى بإشراف دولي". وقال: "إن جميع المواقع الأثرية في العراق تدار من قبل وزارتنا ولا توجد أي جهة أخرى محلية أو دولية لها الحق بإجراء أو التدخل أو القيام بأي عمل داخل هذه المناطق إلا بعلمنا وتواجدنا بما في ذلك المنظمات الدولية، ونحن طالبنا مرارا بإخراج القوات العسكرية من المدن الأثرية وتمكنا من إخراج القوات الأميركية من معسكرها قرب آثار سامراء لأن المنطقة الأثرية هشة ولا تحتمل الآليات الثقيلة وقمنا بإخراجها أيضا من مدينة بابل وقريبا سنخرجها من آثار أور في ذي قار جنوب العراق". وكانت سامراء عاصمة للعباسيين بعد بغداد، وقد بناها المعتصم العباسي عام 221 لتكون عاصمة دولته. وتم تشييد مقامين في سامراء حيث دفن الإمامان، العاشر علي الهادي الذي توفي عام 868، وابنه حسن العسكري الإمام الحادي عشر الذي توفي عام 874.