القاهرة : بافتتاح الدورة الثانية من مهرجان العنقاء الذهبي الدولي العراقي للثقافة والفنون والاعلام، نالت الشاعرة العراقية رنا جعفر ياسين قلادة العنقاء الذهبية كتكريم لها لما قدمته من نتاج شعري أثرى المكتبتين العراقية والعربية، كما شهدت الدورة تكريم مبدعين كبار فى مجال الأدب والفن والمجالات الانسانية، حيث أحرز الفنان العراقي فخري العقيدي هو الآخر "تاج العنقاء الذهبية" لعطاءاته كأحد رواد الفن العراقي، وكرّم مواطنه "كاظم حبيب" لنشاطه في مجال حقوق الانسان. كما شهد مهرجان العنقاء الذهبية الدولي المتأسس سنة 2005، تكريم شيخ المؤرخين العرب حسين أمين والشاعر عبد الحميد الصائح، وكذا أعلام وفنانين مصريين صلاح الشرنوبي، سميحة أيوب، فردوس عبد الحميد، محمد عفيفي، محمد أمين العالم والمسرحي المصري الكبير "سعد أردش"، علما أنّ المهرجان أهدى وسام الابداع الخالد إلى روح الشاعرة الراحلة نازك الملائكة التي غيرت مسار الشعر العربي المعاصر خلال القرن الماضي. وبالتزامن، وفق "إيلاف" ، أعلن منتدى نازك الملائكة التابع للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن نتائج مسابقة نازك الملائكة للابداع النسوي الشعري في دورتها الأولى للعام الحالي، وحصلت الشاعرة فليحة حسن على المركز الاول، بينما حلت الشاعرة نجاة عبد الله وصيفة، فيما حصلت الشاعرة "رنا جعفر ياسين" على المركز الثالث. من قصيدة رنا جعفر " وصية " نقرأ المقاطع التالية : حينَ ترجعُ يا صديقي خذْ جراحي في حقيبتكَ خبأني بينَ طياتِ الثيابِ وريقةً من شعر احفظْ ما تبقّى من ملامحِ ذلكَ الوجهِ وقلْ للأصدقاء... إنني جرحٌ بساقينِ وصوتٍ وفناء حينَ ترجعُ يا صديقي احضنِ الشارعَ واملؤهُ نحيباً تنفَّسْ قدرَ ما يملأ حنيني من هواء انتحبْ عني وقلْ للأرضِ.. هاكِ نحيبها نهرينِ من غربة وقاماتِ ابتلاء * * للشمسِ فوقَ شفاهِ دجلةَ صورةٌ أخرى للعشقِ في وطني مذاقٌ آخر للحلمِ في وطني مذاقٌ آخر حتى الموتُ في وطني لهُ مذاقٌ آخر لخبزِ تنورِ العراقيينَ في المنفى مذاقٌ آخر للشعرِ في المنفى مذاقٌ آخر وحتى اللحنُ في المنفى يعانقهُ نحيبٌ آخر حينَ ترجعُ يا صديقي زرْ بيتي وابحثْ في زواياهُ عن صورةٍ عن ضحكةٍ أو دمعةٍ عنَّا وإنا مبعدون زرْ بيتي واغرفْ من ترابهِ ما يكونُ لغربتي زوادةً عانقْ نخيلَ حديقتي عني اسقِ الشتيلةَ.. جفَّ في أوصالها خوفٌ أغلق ِالأبوابَ إذ لم يتسعْ وقتي اغسلِ الأشلاءَ عن جدرانهِ هدهدهُ واحنو انتشلهُ من الدوي اعتذرْ عني لبيتي لم أخنكَ .. ولم أغادر إنهم سلبوني منكَ وفي صباحٍ عابسٍ مني سُلبتَ أغمضوني وأغمضوك * * يا أيها الأحياءُ والأمواتُ يا من تسكنونَ الحربَ بيتاً الشعرُ يحملنا إليكم ونحلمُ - ذاتَ فاجعةٍ- بأنّا قد نعودُ حينَ ترجعُ يا صديقي حينَ تمرُّ في ساحةِ عنتر قلْ لأوصالِ الحديقة.. إنها كانت هنا حينَ تذرعُ خطوتاكَ رصيفَ أبي نواس اقطعِ الزمنَ القديم وقلْ.. مشت الغريبةُ - ذاتَ ماضٍ - من هنا حينَ تبكي إذ ترى جسراً تهدَّمَ قلْ.. يا صرافيةَ الخيرِ .. انتفضْ خذْ من أديمي حفنةً وانثرهُ فوقَ الجسرِ عمِّدني بهِ عمِّدهُ بي وأنا الترابُ وكلُّ أرضي جنةٌ حتى وإن وشمَ الغزاةُ جبينها ( لن تدخلوها آمنين ) * * للروحِ أوجاعٌ على طولِ الهزائمُ تستجيرُ : عراقُ يا عراق وإذ ضاقت منافي الروح أُُوجِعَت القصائدُ بالصراخ : هيا ارجعوني للعراق ارجعوني للعراق