د. حسن رشيد : - كم عدد الأثرياء العرب؟ - اصمت، ثم لماذا تطرح هذا السؤال، ألا تعرف قيمة السكوت، لماذا تتدخل فيما لا يعنيك؟ - لان الثري المكسيكي ذا الاصل اللبناني كما ندعي وكما يرفض في اعتقادي قد ادرج ضمن مشروعاته في المكسيك وطنه وفي العديد من دول امريكا اللاتينية بناء آلاف المدارس في الاحياء الفقيرة، والاسهام في العديد من المشاريع. - وما الغريب في الامر؟ - الغريب، اننا لا نفتأ نردد وفي كل مقال، ان هذا الثري «ذو أصول عربية». - هذه حقيقة كما اتصور، ولكن من الجائز انه قد انسلخ عن عروبته، لا تنس ان الاثرياء وحتى الزعماء هناك يحاولون الانسلاخ عن جذورهم، ولكن على من؟ نحن لهم بالمرصاد نحاول ان نعيدهم الى ارض الاجداد ونذكرهم بمآسيهم!! - اين الاثرياء في الوطن العربي، وما دورهم؟ - اصمت، لان للجدران آذانا اكثر من صاغية، اثرياؤنا ولله الحمد يلعبون دوراً مهما وحيويا في خلق تواصل بين الرؤى والاحلام والتطلعات لتحقيق الاماني والامنيات، وايصال افكار الامة ومعاناة الانسان العربي الى القمة. - لم أفهم ما قلت!! - ولا انا، هذه الجمل كثيراً ما اسمعها مثلك ولا اعرف معناها، ولكن نظرة الى بعض المدن والمنتجعات تجسد لك واقعنا العربي، ان ثريا واحدا بمقدوره ان يحفر عشرات الآلاف من الآبار الارتوازية، ويبني مستوصفا للمرضى. - لا، انا اعرف ان هناك من يقوم بهذا الدور، ولكن في صمت. - جائز، لانها لو خليت لخربت، ولكن لماذا لا يكون هناك نموذج انساني مثل البنغالي محمد يونس، الذي حصد جائزة نوبل، لا اريد ان اسرد على مسامعك، قصة تعليم صيد السمك، لانها مكررة، ومعادة، ولكن، اين امثال محمد يونس عبر خريطة الوطن العربي، لانتشال مأساة الجوعى في آسيا، ورفع المعاناة عن العطشى في آسيا. - لا ادري، ولكن هناك حالات ولاشك، يخلقون تواصلا مع الآخر. - محمد يونس، من خلال المصرف، ساهم في تشجيع العمل أولا، والاتكال على الذات ثانيا- رفع معاناة الفقير ثالثا- حرك الايدي الرخيصة للاسهام في بعض الاعمال اليدوية، فهل هناك مليونير عربي؟ - اوه، ها انت تعود لنفس الموضوع، مالنا والآخرين، يا سيدي لكل مجتمع ظروفه، ما يتم تنفيذه هناك قد لا يحقق النتيجة المرجوة هنا، ثم لا تنس ان العربي قد يعمل خارج وطنه في اي عمل، ويتحول الى عبد ذليل، ولكنه يرفض ان يقوم بنفس العمل في وطنه، هناك خلل في عقلية الانسان العربي. - الى متي؟ - لا، هذا سؤال آخر، ولكن حتى، اقول حتى، لو فكر احد ما بطرح هذا التصور فان الآخرين سيقفون له بالمرصاد، إن محمد يونس نجح في مجتمعه، وفي اطار ظروفه. - إلى متى نعلق كل هفواتنا بالظروف والمجتمع، لماذا لا نفكر كالآخرين؟! - قلت ماذا؟ نفكر!! عفواً.. ما معنى التفكير!! المصدر: جريدة "الشرق" القطرية بتاريخ: 31 أكتوبر 2007