لا يختلف اثنان على أنه لابد من تحالف الجميع على قلب رجل واحد من كل القوى السياسية ، خاصة في المرحلة الراهنة ، وحتى نتجاوز الأزمة الحقيقية التي تمر بها البلاد،و لكن ما يحدث هو أن التحالفات التي تمت بين مختلف القوى السياسية الإسلامية واليسارية والليبرالية جميعها بائت بالفشل ، وعلى رأسهم "التحالف الديمقراطي من أجل مصر"،الذي شهد انشقاقات غريبة للغاية،ولحقت به "الكتلة المصرية" الذي وجدت فيه انشقاقات هو الآخر خلال اليومين الماضيين. فلول "الحزب الوطني المنحل"والطمع السياسي لعبا دور الأسد في إثارة الخلافات والانشقاقات التي حدثت بين جميع التحالفات الانتخابية، فنحن نرى أن كلا من حزب "مصر الحرية"،الذي أسسه الدكتور عمرو حمزاوى ،وحزب التحالف الشعبي اليساري انسحبوا مؤخرا من الكتلة المصرية التي أسسها حزب "المصريين الأحرار"، نظرا لوجود عناصر من فلول الحزب الوطني المنحل على القوائم الانتخابية الخاصة بالكتلة, الأمر الذي أثار غضب هذه الأحزاب ودفعهم للانسحاب.
أما الطمع السياسي فهو الذي دفع جميع الأحزاب السلفية والإسلامية من الانسحاب من التحالف الديمقراطي من أجل مصر،الذي يهيمن عليه حزب "الحرية والعدالة"،الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين،حيث بدأت سلسلة الانسحابات للإسلاميين مع انسحاب حزب "النور"السلفي اعتراضا على الطريقة التي يتعامل بها التيار الإسلامي في التحالف والانحياز إلى الأحزاب الليبرالية و اليسارية على حساب التواجد السلفي في التحالف والعنصرية تجاه السلفيين.
ثم لحق حزب الأصالة السلفي والبناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية وحزب الفضيلة و حزب العمل الإسلامي, وجميعهم انسحبوا لنفس الأسباب التي أدت إلى انسحاب "النور"السلفي ،فقد أعلن حزب الأصالة أنه انسحب في بداية الأمر لأن التحالف لم يحقق الحد الأدنى من الطموح السياسي للحزب خاصة مع رغبته في الحصول على عدد كبير من المقاعد في القوائم الانتخابية،و تلاه حزب البناء و التنمية لان التحالف خصص له 20 مقعدا فقط وهو كان يرغب في 150مقعدا.
وقامت "شبكة الإعلام العربية ..محيط" باستطلاع رأى محلليين سياسيين وقيادات بالأحزاب المنسحبة من التحالفات، حيث قال الشيخ عصام دربالة أمير الجماعة الإسلامية ل«محيط» إن انسحاب القوى، والأحزاب الإسلامية من التحالفات جاء لاستشعارهم وجود قوى سياسية أخرى تريد تهميش دور الإسلاميين وتقليص تواجدهم بالبرلمان من خلال إعطائهم مقاعد في ذيل القوائم ،لافتا إلى إن الطموح السياسي للإسلاميين اكبر من ذلك بكثير و هناك رغبة لتواجد قوى بالبرلمان.
وأضاف الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب «النور» السلفي لمحيط أن التحالف الوشيك بين القوى الإسلامية سيشير إلى مدى قوة الإسلاميين و تواجدهم القوى بالشارع المصري, خاصة و أن المجتمع المصري مجتمع ملتزم بطبيعة الحال.
ونحن نريد الحصول على نسبة كبيرة بالبرلمان المقبل وذلك لن يحدث إلا بالتكاتف على قلب رجل واحد ، وأقدمنا على تحالف إسلامي سيحقق الطموح السياسي للحركة الإسلامية خاصة في مرحلة مع بعض الثورة المصرية.
من جانبه، قال المحلل السياسي و الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية الدكتور عبد الرحمن النبوي إن التحالف بين قوى سياسية مختلفة الأيدلوجية والمرجعية هو السبب في الانشقاقات التي حدثت بين التحالفات،وخصص في ذلك التحالف الديمقراطي من أجل مصر ،خاصة و أنه كان يضم أحزابا إسلامية وليبرالية ويسارية وشيوعية واشتراكية وائتلافات شبابية،خرجت من رحم ثورة 25 يناير, وكل هذه المرجعيات هي التي أدت إلى الانشقاقات الحالية.
وأشار النبوي إلى انه في الفترة المقبلة سيكون هناك "مطحنة" سياسية بين التحالفات الموجودة فعليا والتحالف الإسلامي الجديد ،وهذا لن يؤدى إلى وجود أغلبية ساحقة بالبرلمان وانه سيكون برلمان «مشكل» يضم كل التيارات والأحزاب.
مشيرا إلى أن ذلك الأصلح في المرحلة المقبلة, معربا عن رغبته في أن تكون هناك منافسة شرسة وقوية بين كافة التيارات الموجودة ،وعدم إعطاء الفرصة إلى محاولة يقودها فلول النظام لأحدث الفرقة بين الإطراف.