أنقرة : كشفت صحيفة "توداي زمان" الحكومية التركية أن أنقرة لن تفتح أجواءها لمقاتلات إسرائيلية تنوي ضرب إيران للقضاء على برنامجها ،بل ستقوم باسقاط هذه المقاتلات . ونقلت وكالة "سما" الإخبارية عن الصحيفة القريبة من رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان قولها :" الخيار المرجح هو أن تقوم الطائرات الحربية التركية باسقاط المقاتلات الإسرائيلية من دون تردد إذا اغتصبت سيادة تركيا الجوية". ويرى مراقبون أن أمام اسرائيل ثلاث طرق إذا ما أرادت توجيه ضربة عسكرية إلى ايران أولها الطريق الشمالي ومنه تنطلق المقاتلات الإسرائيلية نحو الحدود التركية السورية ثم تتجه شرقا علي امتداد الحدود السورية, وتعبر جزئيا فوق الأراضي العراقية وتصبح في الأجواء الإيرانية. أما الخيار الثاني في الطريق الجنوبي فوق الأردن والسعودية وجنوب العراق وصولا إلي إيران , بينما سيكون الطريق الأوسط فوق جنوب سوريا ووسط العراق وصولا إلي إيران هو الخيار الثالث. ونقلت صحيفة "توداي زمان" عن مصدر تركي مسئول رفض الكشف عن هويته :" هناك أسباب عديدة تبطل أي احتمال بأن تقدم أنقرة موافقتها لتل أبيب باستعمال أجوائها في غارة عسكرية ضد أراضي الجمهورية الإسلامية". وأضاف :" مثل هذه الضربة ستؤدي لا محالة إلي كارثة في الشرق الأوسط وفوضي ستكون بالضرورة ضد المصالح التركية, لأنها ستنتج حالة من انعدام التوازن في ميزان القوي بالمنطقة, كما أن إيران دولة جارة مهمة لتركيا وشريك تجاري رئيسي لها". ومن جانبه ، قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري يلماز إتش :"مثل هذه المواجهة ستؤدي إلي وضع دولة إسلامية (تركيا) ضد دولة إسلامية أخري( إيران) وهو ماسيكون له نتائج كارثية". بدوره يستبعد العقيد الأمريكي ريك فرانكونا وهو مسئول سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية أن تحلق الطائرات الإسرائيلية فوق الأراضي التركية بدون إذن حكومة أردوجان وبرلمان بلاده, خاصة بعد تدهور العلاقات عقب حرب غزة . وأشار إلي أن عملية الرصاص المصهور شكلت نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل, موضحا أنه قبل هذه العملية كانت تركيا خيارا جديا بالنسبة لتل أبيب في ضرب إيران, مشددا علي أن الخيار التركي كان لولا حرب غزة الأكثر أمنا للمقاتلات الإسرائيلية من ناحية تزويد الطائرات بالوقود والمسافة الفاصلة بين فلسطينالمحتلة والأهداف الإيرانية التي يقدر عددها بعشرة. {