محيط : اعتقلت الشرطة التركية اليوم الاثنين حوالى 50 شخصا في عمليات لمكافحة الإرهاب نفذتها ضد عناصر إسلامية في ستة أقاليم تركية. وذكر موقع صحيفة "حريت" ان العمليات نفذت في الأقاليم الجنوبية :أدنا، واوسمانيي، وغازي انتيب ،وسانليورفا ،وكهرمان ماراس، واديامان في جنوب شرق البلاد. وداهمت الشرطة 17 مكانا في غازي انتيب واعتقلت 16 شخصا يشتبه بارتباطهم بمنظمة "فاسات" الإسلامية وفي سياق متصل ، أصيب سبعة من الشرطة اليوم جرَّاء إلقاء شخص متفجرات عليهم خلال اقتحامهم شقة تُستخدم وكرا للمسلحين في منطقة سكنية في مدينة اسطنبول . وقال محافظ اسطنبول، معمَّر غولر :" المسلح الذي هاجم عناصر الشرطة له صلات بحركة يسارية سرية "، إلا أنه لم يذكر اسم المجموعة. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن غولر :"كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزة المسلح عندما بدأ مهاجمة عناصر الشرطة، بما في ذلك ألغام مضادة للأفراد ومفرقعات، ولهذا السبب تمكن من مواجهة ومجابهة العشرات من ضباط الشرطة". وقال غولر إن قوات الأمن اعتقلت 10 مشتبه بهم من المجموعات اليسارية والكردية والإسلامية المتطرفة، وذلك خلال 60 غارة منفصلة قامت بها أثناء الليل. وأضاف قائلا: "كانوا يخططون لشن هجمات مسلحة مثيرة ووشيكة. فقد صادرنا الكثير من الأسلحة والقنابل والألغام." وقد أظهرت لقطات بثتها محطات التلفزة المحلية وحدات الشرطة وهي تحاصر مبنى سكنيا مكونا من عدة شقق في حي بوستانسي في المدينة ، كما شوهد عناصر الشرطة وهم يطلقون النار من أسلحتهم الآلية (الأوتوماتيكية) ويستخدمون الغاز المسيل للدموع، وقد سُمعت أصوات دوي انفجارات كانت تهز المنطقة بين الحين والآخر. وحلقت طائرات هيلوكبتر تابعة للشرطة فوق موقع الحادث حيث وُضعت مجموعة من سيارات الإسعاف والإطفاء على أهبة الاستعداد، تحسبا للأسوأ. ونقلت التقارير عن شهود عيان قولهم إن أحد المارة أُصيب أيضا بطلق ناري في الحادث، كما أظهرت لقطات تلفزيونية شخصا يستلقي على الأرض بدون حراك وسط بركة من الدماء. وقد جاءت أحداث اليوم قبل أيام فقط من عيد العمال العالمي الذي يصادف في الأول من شهر مايو/أيار المقبل، وهي المناسبة التي تظل فيها الشرطة عادة في حالة تأهب واستنفار، تحسبا لوقوع اشتباكات مع المسلحين اليساريين. تخوض الشرطة التركية مواجهة مع المجموعة الكردية واليسارية والإسلامية المتطرفة وكانت تركيا قد أعلنت الأسبوع الماضي يوم الأول مايو/أيار عطلة رسمية، إذ خضعت بذلك للضغوط التي مارستها عليها نقابات العمال لاتخاذ هكذا خطوة. إلا أن السلطات رفضت منح الترخيص للجهات التي ترغب بإحياء المهرجانات والأعياد والمناسبات في "ميدان تقسيم" في اسطنبول، والذي يحمل رمزية معينة لدى الأتراك، طالما أنه شهد مقتل العشرات عام 1977 عندما فتح مسلح مجهول النار على المارة، مسببا تدافعا كبيرا بينهم. يُذكر أن تركيا كانت قد ألغت عطلة الأول مايو/أيار، وذلك إبَّان الإنقلاب العسكري الذي شهدته البلاد عام 1980، واعتبر قادته يومذاك الأعياد والاحتفالات فرصة للناشطين اليساريين لتعزيز تواجدهم وتحركاتهم.