دعوة العلماء الشيعة لنزع فتيل الفتنة علماء السنة يؤيدون مخاوف القرضاوي بشأن المد الشيعي يوسف القرضاوي محيط : أعرب 190 من كبار السنة من مختلف دول العالم عن تضامنهم مع الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوى بشأن مخاوفه من المد الشيعي في المجتمعات السنية. ونقلت جريدة " المصري اليوم" عن بيان مطالبة العلماء أهل السنة بالوقوف ضد المد الشيعى، مؤكدين أن هناك دول عديدة ترصد للمد الشيعي المليارات طمعاً فى تشييع جماهير السنة"، كما طالب البيان إيران بتحمل مسؤوليتها فى وأد الفتنة وإطفاء نارها. وحمل العلماء زملاءهم من العلماء الشيعة مسؤولية نزع فتيل الفتنة ،وناصحهم بتنقية مذهبهم من الهجوم على الصحابة وإصدار فتاوى صريحة تحرم ذلك ، مستبعدين أن يحقق التقريب بين المذهبين أي جدوى فى ظل إصرار المرجعية الشيعية على استغلال الأمر فى نشر التشيع والهيمنة السياسية على المجتمعات السنية. وأكد العلماء فى بيانهم أن تصريحات القرضاوى، جاءت انطلاقاً من مسؤوليته الشرعية فى تنبيه الأمة إلى ما يحدث من تصرفات قد تؤدى إلى إشعال نار الفتنة المذهبية، وأن التبشير المنظم يمزق الوحدة الإسلامية ويزرع بذور الصراع ويزعزع الاستقرار. ودلل العلماء على حسن نوايا القرضاوى، بأنه اختار نائبه فى اتحاد علماء المسلمين من الشيعة، مؤكدين أنهم يؤيدون ما جاء فى بيان سبق أن أصدرته جبهة علماء الأزهر. ويحمل البيان توقيع 13 عالماً مصرياً من بين 190 عالماً، ومنهم الدكتور حمدى عبيد، رئيس مركز التنوير للدراسات الإسلامية، والشيخ أحمد طه ريان، العميد الأسبق لكلية الشريعة بجامعة الأزهر، والدكتور على السالوسى، النائب الأول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة. القرضاوي فريسة التشهير وكان 29 من المشايخ وأساتذة الجامعة والعلماء وقعوا بيانا يستنكر الهجوم الشديد الذي تعرض له الشيخ يوسف القرضاوي ووصفه ب"الماسونية" و"الصهيونية" . وأشار البيان تحديدًا إلى واقعة اتهام وكيل المراجع في الكويت محمد المهري للقرضاوي، بأنه "ناصبي"، واعتبروا هذا الاتهام بمثابة إباحة لدمه وزعم بكفره، محذرين من أي ضرر قد يمس الشيخ لاحقا من جراء الهجوم عليه. وشدد الموقعون على حاجة الامة في هذا العصر الى ما يجمع كلمتها ويوحدها على الحق، مشددين على ان الشيخ القرضاوي من الرافضين لنشر ثقافة الكراهية والوقيعة. واتهم البيان إيران بالوقوف وراء ما يحدث، رافضا اعتبار وكالة (مهر) الايرانية ما يحدث من (تبشير) بأنه معجزة إلهية ، متسائلا عن اسباب هذا الموقف المجحف والاقصائي والعدائي ضد الدكتور القرضاوي. ودعا الموقعون وكالة الانباء الايرانية ووكلاء المراجع الى سحب أي فتوى بكفر الشيخ القرضاوي ووصمه بأنه ناصبي، مع التوقف الفوري عن الشتائم والسباب واعلان اعتذار رسمي للشيخ القرضاوي، ووقف كافة النشاطات المغذية للفرقة بين المسلمين، ووقف الكثير من الانشطة المرفوضة التي تنطلق من قنوات فضائية ومواقع انترنت ووسائل اعلامية اخرى اغلبها تنطلق من ايران. وعاتب الموقعون على البيان بعض تلاميذ واصحاب الشيخ القرضاوي الذين "خذلوه.. وقعدوا عن نصرة الحق ووقفوا مع ايران ضد شيخهم" ، حيث طالب الموقعون هؤلاء كذلك بالاعتذار عن موقفهم «المشين». تأجيج الفتنة وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أتهم طهران مؤخرًا بالمسئولية عن تأجيج الفتنة الطائفية في الدول العربية، داعيًا السنة والشيعة للكف عن محاولات تحويل أتباع أحد المذهبين إلى المذهب الآخر. وحمل الاتحاد إيران مسؤولية النزاع الطائفي وحث كل مذهب على احترام مواقع نفوذ الطائفة الأخرى. تأتي هذه الضجة بعد تأكيد القرضاوي أن للشيعة نفوذاً متزايداً الآن في دول تصنف تقليدياً على أنها سنية كمصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب، وإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى اندلاع العنف. وتعرض القرضاوي لضغوط مكثفة من قبل فريق من العلماء يضم المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا والكاتب الإسلامي فهمي هويدي، وثلاثة من العلماء الشيعة هم التسخيري والنعماني ونجل الشيخ محمد حسن فضل الله، للثنيه عن موقفه المنتقد لمحاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية. تضامن الأزهر وأعرب عدد من علماء الأزهر عن تأييدهم للقرضاوي في مخاوفه ، مطالبين بضرورة وأد الحرب الدائرة حالياً بين السنة والشيعة من خلال تفعيل ميثاق احترام المذهبين. وجدد الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية، تأييده لموقف الدكتور يوسف القرضاوي حول المد الشيعي بالمنطقة . وأكد واصل ان القرضاوي "لم يخطئ" وعلي الشيعة ألا يستغلوا الجوانب السياسية لفرض رأيهم في الدول السنية، وألا يتم خلط المذهب الشيعي بالأمور السياسية. وتابع :" القرضاوي يتكلم من ناحية صحيحة ولكن عندما يؤخذ رأيه ويتم استغلاله لإشعال الحرب بين السنة والشيعة فهذا ما لا يجب أن يتم، وإنما ينبغي وأد هذه الحرب التي تصب في مصلحة أعداء الأمة الإسلامية فقط والذين يركزون علي خلق النزاع بين المسلمين إعمالاً لمبدأ "فرق تسد". ومن جانبه ، ووصف الدكتور عبد الصبور شاهين، الأستاذ بكلية دار العلوم، الحرب الحالية بأنها "معركة بدون موضوع" لأنها بين المسلمين وبعضهم البعض، وقال يجب أن تطفأ مثل هذه المعارك ويهال عليها التراب. وقال: عيب على المسلمين أن يسبوا بعضهم البعض بهذه الصورة لأنهم أمة وحدة، مشيراً الى أن الأزهر يلتزم الصمت لأنه لو تدخل فسوف تشتعل المعركة أكثر وهو ما يجعله صامتاً. الجهر بالتشيع ومن جانبه، حذر الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، من مخاطر "المد الشيعي" في مصر، قائلاً: توجد علامات ودلالات كثيرة تؤكد وجود "مد شيعي" في مصر، فنجد العديد من الأشخاص الذين يجاهرون بتشيعهم وهذا الأمر لم يكن معهوداً قبل سنوات قليلة، مما يدل علي وجود نشاط ملحوظ للشيعة في مصر. وتحدث الدكتور عبد المعطي بيومي، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر عضو المجمع، موضحاً أن الأزهر آثر اتخاذ موقف محايد في الحرب الإعلامية بين الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، والشيعة، قائلا: الأزهر لا يدخل في فتنة وإذا ثار الجدل بهذا الشكل الإعلامي فلابد أن نصمت حتى تهدأ الأمور. وأضاف: الشيعة ليسوا كفاراً حتى نشن عليهم حرباً، ونحن لا نكفر من ينطق الشهادتين ويؤدي الفرائض الإسلامية ولا خطورة مطلقاً علي مصر من "التشيع"، ولو كانت مصر يمكن أن تتشيع لتشيعت في عهد الدولة الفاطمية، رغم أن الشعب المصري من أكثر الشعوب حباً لآل البيت ولكنه حب العبادة لله تعالي.