منتدى الطاقة الدولى يرسم سياسة جديدة لاستقرار أسعار النفط محيط محمود مختار من الواضح أن الاستقرار النسبى الذى تحظى به حالياً أسعار النفط أصبح يشكل حافزاً لكل من الدول المنتجة والمستهلكة على وضع صيغة مشتركة تكون بمثابة خارطة طريق لتجنيب السوق البترولى أية تقلبات فى الأسعار خاصة وإذا كانت المستويات الراهنة تصب فى صالح طرفى السوق من خلال تحقيق العائد العادل للدول المنتجة وبالصورة التى تضمن استمرارية التعافى فى أداء الاقتصاديات الصناعية. ويتأكد ذلك التوجه من خلال نتائج المؤتمر نصف السنوى لمنتدى الطاقة الدولى الذى عقد على مدى يومين فى مدينة كانكون المكسيكية بمشاركة نحو 700 مسئولاً وخبيراً من الدول المنتجة والمستهلكة، حيث كان هناك قناعة مشتركة لدى الجانبين بأهمية أن يتم تحديد مستويات الأسعار العالمية للنفط عبر عمليات التدخل من قبل الدول بجانب الدور المتعارف عليه لنشاط السوق متمثلا فى اتجاهات العرض والطلب وذلك لضمان استمرارية استقرار الأسعار. ويشير تقرير أوردته صحيفة ال"فاينانشال تايمز" عبر موقعها الإلكترونى إلى أن ذلك التوجه يمثل تحولاً هاماً فى شكل العلاقات بين دول "أوبك" والدول المنتجة الأخرى خارج عضوية المنظمة بجانب الدول المستهلكة الكبرى للنفط. ويرى نيو فان هلست، سكرتير عام المنتدى العالمى للطاقة فى تصريحات للصحيفة أن التقلبات الحادة التى شهدها السوق البترولى خلال عام 2008 حيث وصلت الأسعار لأعلى مستوياتها على الإطلاق حينما بلغت 147 دولار للبرميل لتنهار بعد ذلك إلى 30 دولاراً فى غضون 6 أشهر قد أدى إلى ظهور اجماع لأول مرة على ضوروة اتخاذ الدول كافة الإجراءات الممكنة التى من شأنها إعادة الاستقرار للأسعار. وأشار إلى أن التطرق فى المشاورات بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط إلى طبيعة مستوات الأسعار اللازمة لضمان استمرارية الاستثمارات فى ذلك القطاع لابد أن يكون ذلك فى إطار الحوار الهادف إلى الحفاظ على أمن الطاقة. ويؤكد التقرير أن الدول الأعضاء فى "أوبك" يسعوا بشكل نشط لاستقرار الأسعار من خلال الاتفاق على تقليص المعروض عند المستويات المتدنية للأسعار فضلاً عن العمل على رفع سقف الانتاج عند وصول الأسعار إلى المستويات المرتفعة التى تشكل تهديدًا لنمو الاقتصاد العالمى وتدفع فى الوقت نفسه الدول المستهلكة لمصادرة الطاقة البديلة أو المتجددة. ويوضح التقرير أن القرار الذى اتخذته "أوبك" فى أواخر عام 2008 بإجراء خفض كبير للانتاج اعتبر بمثابة أحد العوامل الرئيسية وراء انتعاش أسعار النفط عن المستويات المنخفضة التى كانت فى حدود ال30 دولاراً لتتحرك حالياً ما بين ال70 دولاراً و ال80 دولاراً للبرميل. ويرى لورد هانت، وزير الطاقة والبيئة البريطانى أن الأمر يستدعى فى بعض الوقت التدخل فى السوق سواء كان ذلك بالنسبة للنفط أو لمصادر الطاقة الأخرى. وقال:" إن ما حدث فى العام 2008 من تقلبات فى مستويات أسعار النفط كان بمثابة انذاراً نظراً لان تلك التقلبات شكلت مشاكل حقيقية للاقتصاد العالمى فضلاً عما تخلفه من مناخ غير مناسب لضمان استمرارية تدفق الاستثمارات نحو الصناعات البترولية على المدى الطويل". وأكد البيان الختامي للاجتماع ال 12 للمنتدى العالمي للطاقة أن الاحداث التي شهدتها السوق البترولى كان لها دوراً في تحفيز الدول المنتجة والمستهلكة للنفط على تكثيف الحوار والمشاروات في القضايا المتعلقة بشئون الطاقة .
وأضاف بيان المنتدي الذي اختتم اعماله في كانكون المكسيكية أن التوصيات المقترحة للتقليل من تقلبات أسعار النفط تشكل قاعدة عمل لحوار وتعاون أكثر فعالية في المستقبل.
وتضمن البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" تنويه وزراء النفط والطاقة في المنتدى بتحسن اداء الدول في المبادرة المشتركة لمعلومات النفط منذ الاجتماع ال11 السابق للوزراء في روما.
واقر البيان الختامي بتزايد الحاجة لتعزيز الشفافية في اسواق النفط ، كما نقل ترحيب الوزراء بالتقدم المحرز في الاعداد لتشمل المبادرة المشتركة الغاز الطبيعي بهدف الاطلاع بشكل شهري على المعلومات المتعلقة باسواق الغاز.