فيينا: أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اليوم السبت أن واجب الوكالة في إيران في المرحلة المقبلة يتركز حول التأكد بأن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج مكرّس بالفعل للأغراض السلمية". وقال البرادعي "لقد حققنا تقدماً جيداً خلال الشهور الأربعة الماضية من عمل الوكالة المستمر منذ زهاء الخمس سنوات في إيران، ولا سيما على صعيد توضيح المسائل العالقة ذات الصلة بالانشطة النووية الإيرانية السابقة، وذلك باستثناء مسألة واحدة تتعلق بالوثائق والبيانات المزعومة عن أنشطة عسكرية ربما قامت بها إيران في السابق" . وأوضح قائلاً "لقد تمكنت الوكالة من توضيح كافة المسائل العالقة، بما فيها المسائل البالغة الأهمية، ولا سيما ما يتصل منها بأفاق أنشطة برنامج تخصيب اليورانيوم" وشدد على القول "لقد حققنا تقدماً كبيراً". ولكنه استدرك قائلاً "ما تزال هناك مسألة واحدة في أجندة عمل الوكالة، ولذلك فانا أحثّ إيران على العمل لتسوية تلك المسألة بأسرع وقت ممكن، حتى أتمكن من أكون قادراً على القول بأن جميع المسائل المتعلقة بطبيعة الأنشطة السابقة في برنامج إيران النووي قد اتضحت بشكل نهائي" على حد تعبيره كما أكد البرادعي في بيانه الصحافي أنه "بالإضافة إلى عمل الوكالة لتوضيح الأنشطة النووية الإيرانية في السابق، ينبغي علينا أن نتأكد من أن الانشطة النووية الإيرانية حالياً هي أنشطة مكرّسة بالفعل للأغراض السلمية، ولذلك نكرر طلبنا لإيران أن تبادر إلى المصادقة على البروتوكول الإضافي الذي يعطي الوكالة صلاحيات إضافية للقيام بزيارات ميدانية مباغتة إلى أي من المرافق والمنشآت النووية الإيرانية، بالإضافة إلى الحصول على الوثائق الإضافية، حتى نتمكن من اعطاء التوكيدات اللازمة بأن الأنشطة النووية الإيرانية ذات أهداف سلمية ولا توجد أية أنشطة نووية محظورة" واعترف البرادعي بأن إيران قدمت للوكالة الذرية ومفتشيها كافة التسهيلات المطلوبة، وخصوصاً على صعيد زيارة العديد من المرافق والمنشآت النووية، الأمر الذي ساعد على توضيح الصورة الحقيقية للبرنامج النووي الإيراني الحالي. ولكنه استدرك قائلاً "ومع ذلك، فإن كل ما تحقق ليس كافياً بوجهة نظري". وكرر مطالبته لإيران بضرورة المبادرة إلى التصديق على البروتوكول الإضافي لنظام الوكالة للضمانات الشاملة وتكريس ذلك قانونياً حسب تعبيره. ورأى أن تحقيق هذا الانجاز –المصادقة على البروتوكول الإضافي- يشكل حجر الزاوية للتأكد من أن البرنامج النووي الإيراني السابق كان مكرّساً بالفعل للأغراض السلمية وأشار البرادعي إلى القول "ولذلك هناك مسألتين مثيرتين للجدل هما المصادقة على البروتوكول الإضافي والدراسات والمعلومات عن قيام إيران بأنشطة تسلح". ومع ذلك أكد البرادعي أن الوكالة لم تلحظ أية إثبات يؤكد وجود مواد نووية محظورة أو أنشطة تسلح نووية إيرانية خلال فترة عملها في إيران". وأضاف إلى القول "ولذلك فإن هذا التقدم المحرز أعطى الوكالة بعض الاكتفاء، ولكن المسألة ما تزال حساسة بالنسبة للوكالة حتى تكون قادرة على الاستنتاج بأن البرنامج النووي الإيراني ذات طبيعة سلمية" وحثّ البرادعي إيران على أهمية الالتزام بالتعهدات الواردة في قراري مجلس الأمن 1737 و1747، والتعاون مع مجلس الأمن، والمبادرة إلى تجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم باعتبارها تساهم في تعزيز تدابير ثقة المجتمع الدولي بأن البرنامج النووي الإيراني مكرّس للأغراض السلمية في المستقبل. وأعرب البرادعي عن الأمل بأن تستأنف إيران المفاوضات مع الدول المعنية في المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل شامل ودائم قائم على الثقة المتبادلة والأمن الإقليمي، ويمهد الطريق نحو تطبيع علاقات إيران مع المجتمع الدولي. وأكد البرادعي بيانه الصحافي إلى تأكيد استعداد الوكالة الذرية للمساهمة في بناء دعائم الثقة، من خلال توضيح حقيقة الانشطة النووية السابقة والحالية للبرنامج إيران النووي وخلص البرادعي إلى التأكيد بان "الوكالة الذرية لا تستطيع تزويد المجتمع الدولي بالضمانات اللازمة حول نوايا إيران في المستقبل، لأن العملية الدبلوماسية تحتاج إلى مشاركة جميع الدول الاطراف